لا حوار معه: قادة عرب ومسلمون بأمريكا يرفضون لقاء موظفي البيت الأبيض.. احتجوا على موقف إدارة بايدن من الحرب على غزة  

الامة برس - متابعات:
2024-03-15

 

الرئيس الأمريكي جو بايدن (أ ف ب)واشنطن- هاجم أكثر من ثلاثين من القادة العرب والمسلمين والفلسطينيين الأمريكيين جهود البيت الأبيض للقاء منظمات مجتمعية في شيكاغو بسبب موقف الإدارة من حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، بحسب صحيفة POLITICO الأمريكية.

وفي رسالة مشتركة مُوجَّهة إلى البيت الأبيض، انتقدت المنظمات المجتمعية مساعي التواصل هذه باعتبارها محاولة "من البيت الأبيض لتبييض وجهه بعد أشهر من التقاعس"، معتبرة أنه لا فائدة من الاتفاق على المزيد من الاجتماعات حتى يغير الرئيس جو بايدن نهجه تجاه الصراع.

قادة عرب ومسلمون يرفضون لقاء موظفي البيت الأبيض

وجاء في الرسالة التي حصلت عليها صحيفة POLITICO: "نحن مهتمون بالإجراءات الجدّية، وهذا هو ما سيحكم علينا التاريخ من خلاله، وليس المزيد من الاجتماعات الرمزية، بينما كل يوم يمر يحمل أهمية جوهرية".

وبينما لا يزال بعض القادة يخططون للقاء مسؤولي البيت الأبيض، أكد العديد من الأشخاص المُوقِّعين على الرسالة أنهم رفضوا الدعوة لحضور اجتماع البيت الأبيض. فيما نظم الرسالة التحالف من أجل العدالة في فلسطين، الذي يضم المجموعات العربية والفلسطينية الست الرئيسية في شيكاغو. ووقع على الرسالة العشرات من المجموعات والأفراد، من بينهم قادة مجتمع بارزون والنائب الديمقراطي عن الولاية عبد الناصر رشيد، وهو أول أمريكي فلسطيني يخدم في الجمعية العامة لولاية إلينوي.

تحدٍّ لبادين قبل الانتخابات

ويمثل هذا التوبيخ أحدث علامة على التحدي الذي يواجهه بايدن في استعادة تأييد الناخبين الذين يشعرون بالاستياء بسبب دعمه الثابت لحرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة.

وامتدت حملة تحث الديمقراطيين على التعبير عن استيائهم من موقف بايدن إلى عدة ولايات، بعد أن اختار ما يقرب من 13% من ناخبي ميشيغان التصويت بـ"غير ملتزم" بدلاً من التصويت لبايدن في الانتخابات التمهيدية الشهر الماضي.

فيما قال مسؤول بالبيت الأبيض، رفض الكشف عن هويته لمناقشة خطط اجتماعات الإدارة في شيكاغو، إنه لا يزال من المقرر أن يجتمع كبار الموظفين بالإدارة مع ممثلين محليين. ووصف المسؤول الاجتماعات بأنها "جزء من عملية مستمرة للتعامل مع المجتمعات المتأثرة بالصراع في الشرق الأوسط"، لكنه لم يحدد من في منطقة شيكاغو كان من المقرر أن يحضر.

لكن رد الفعل الشعبي السلبي سرعان ما طغى على محاولة الإدارة تحقيق تقدم هادئ مع المجتمع الغاضب بسبب الحرب في غزة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (أ ف ب)

لا وقت للاجتماعات مع إدارة بايدن!

وقال حاتم أبودية، الذي يعمل منظماً لدى إحدى المنظمات المجتمعية التي وقعت على الرسالة المُوجَّهة إلى البيت الأبيض، في مقابلة مع صحيفة POLITICO: "لقد رفضت جميع القيادات المجتمعية الفلسطينية التي نعمل معها في شيكاغو اقتراحات الاجتماع بالإدارة الأمريكية، وتعتبر شبكة المجتمع الفلسطيني الأمريكي موافقة أي شخص – سواء فلسطيني أو مسلم أو عربي – على الاجتماع مع البيت الأبيض بمثابة خيانة مطلقة. لم يعد هناك وقت للاجتماعات".

وقال النائب الديمقراطي عبد الناصر رشيد لصحيفة POLITICO: "ليس هناك شيء جديد يمكن قوله. نحن بحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وبحاجة إلى أن تتوقف الولايات المتحدة عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل".

وتطابق عروض اللقاء المرفوضة هذه حالات أخرى في الأشهر القليلة الماضية قرر فيها قادة المجتمعين العربي الأمريكي والمسلم عدم الاجتماع مع مسؤولي الإدارة، مما أثار قلق الديمقراطيين الذين يقولون إنَّ قطاعات كبيرة من الجالية العربية الأمريكية والمسلمين في الولايات الرئيسية قد تعزف عن المشاركة في الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني.

وتبدو جهود إعادة انتخاب بايدن أكثر عرضة للخطر في ولاية ميشيغان تحديداً، حيث تمثل مدينة ديربورن موطناً لأكبر عدد من السكان العرب الأمريكيين في الولايات المتحدة. لكن هناك ولايات أخرى تضم أيضاً مجتمعات كبيرة تحتج على الموقف الأمريكي من الصراع أيضاً. وتوجد أكبر جالية فلسطينية في ولاية إلينوي، ويبلغ عدد سكانها ما بين 70.000 إلى 100.000 في منطقة شيكاغو الحضرية.

وقال رئيس المعهد العربي الأمريكي وعضو اللجنة الوطنية الديمقراطية جيمس زغبي: "لقد جلبت إدارة بايدن ذلك على نفسها. لا أعرف كيف يعتقدون أنهم سيمنعون استمرار الوضع بنفس المسار، من دون تبنيهم تغييراً جذرياً في سياستهم لإدارة الصراع".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي