الفيلم الوثائقي "ذي إيترنل ميموري" مرشح لأوسكار أفضل وثائقي

ا ف ب - الأمة برس
2024-03-04

المنتجة والمخرجة التشيلية مايتي ألبيردي في 12 شباط/فبراير في بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا الأميركية (ا ف ب)

لوس انجليس (الأمة برس) - ناضل أوغوستو غونغورا كصحافي لكشف تفاصيل عنف الديكتاتورية العسكرية في تشيلي، لكن معركته مع زوجته ضد فقدان ذاكرته هي التي جعلته موضوع فيلم وثائقي رشح لجائزة الأوسكار بعنوان La Memoria infinita أو بالإنكليزية "ذي إيترنل ميموري" The Eternal Memory.

ويتناول هذا الفيلم الذي أخرجته التشيلية مايتي ألبيردي ويعني بالعربية "الذاكرة الأبدية"، تطور مرض الزهايمر في حياة زوجين يكافحان يوماً بعد يوم لإبقاء شعلة حبهما متقدة، فيما بلدهما يحاول عدم نسيان جروح الماضي.

وأوضحت مايتي ألبيردي (40 عاما) لوكالة فرانس برس أن "الفيلم أصبح من خلال ما يحدث لغونغورا تعبيراً مجازياً يرمز إلى فقدان ذاكرة بلد بأكمله".

وأضافت "إنه أيضاً تذكير مهم بأن الذاكرة العاطفية تتولى زمام الأمور عندما يفقد المرء ذاكرته العقلانية. وهذه الشحنة التاريخية تظل قائمة حتى لو اضمحلت ذاكرة" الشخص. 

ويتناول الفيلم الذي رُشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل وثائقي، خمس سنوات من الحياة اليومية لأوغوستو غونغورا وزوجته الممثلة ووزيرة الثقافة السابقة بولينا أوروتيا التي كرّست نفسها لرعايته. 

وأوضحت المخرجة أنها وجدت في قصة الفيلم "طريقة مميزة جداً للتحدث عن مرض الزهايمر من خلال الحب، فلا يُنظر إلى المرض من زاوية كونه مأساة، بل كسياق".

وقالت مايتي ألبيردي التي سبق أن رُشحت لجائزة الأوسكار عام 2021 عن فيلم وثائقي بعنوان The Mole Agent عن الوحدة التي يعانيها كبار السن، إن تصوير فيلمها الجديد "لم يكن بالغ الصعوبة لأنه درس عظيم في الحب". 

وستكون المخرجة التشيلية في 10 آذار/مارس الجاري في لوس أنجليس بين المتنافسين على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، وتسعى إلى الفوز بهذه الفئة أيضا ًأربعة أفلام أخرى هي "بوبي واين: ذي بيبلز بريزيدنت" Bobi Wine: The People's President و"بنات ألفة" (بالإنكليزية "فور دوترز" Four Daughters) و"تو كيل إيه تايغر" To Kill a Tiger و"توينتي دايز إن ماريوبول" 20 Days in Mariupol.

- "لا هوية" -

كان أوغستو غونغورا عضواً في إحدى وسائل الإعلام السرية أثناء دكتاتورية أوغستو بينوشيه، ثم أصدر كتاباً عن السنوات الأولى من هذه المرحلة المظلمة في تاريخ بلده بعنوان "تشيلي: الذاكرة المحرّمة"، ثم عمل في التلفزيون بعد نهاية الدكتاتورية عام 1990.

والرجل الذي كان لسنوات يدخل بيوت الناس ليتمكن من سرد قصصهم، فتح لمايتي ألبيردي باب بيته وعالمه الحميم في لحظة ضعفه.

وقالت المخرجة "كان يعلم أنه يريد أن يروي قصة ضعفه (...) وألقى هو وزوجته نفسيهما من دون تردّد" في هذا المشروع الذي تتخلله مشاهد من حياتهما اليومية التي طبعها مرض الزهايمر، مع صور أرشيفية لحياتهم قبل ذلك.

في أحد هذه المشاهد، تقرأ بولينا أوروتيا لزوجها إهداءً كًتًبًه لها في نسخة من كتابه، عندما كانا في بدايات علاقتهما .

وما كتبه في هذا الإهداء يومها بدا شديد التعبير في وضعه كمريض "من دون الذاكرة، لا نعرف من نحن... ومن دون الذاكرة، لا هوية".

وخلال مرحلة جائحة كوفيد-19، عهدت المُخرجة بكاميرا للزوجين حتى يتمكنا من مواصلة تسجيل وقائع يومياتهما، مع أنها لم تكن تتوقع أن تعطي هذه الخطوة النتيجة المتوخاة.

لكنها لاحظت اليوم أن المشاهد، التي صورّاها بهذه الطريقة "كانت ذات عمق كبير"، بحيث اصبحت هذه المشكلة في نهاية المطاف نعمة.

وأوضحت مايتي ألبردي أن قرار التوقف عن التصوير فرض نفسه. 

وأشارت إلى أنّ "ثمة مشهداً في الفيلم يصرح فيه (غونغورا): +لم أعد هنا+". وأضافت "كانت المرة الأولى منذ خمس سنوات أشعر بأنه غير مرتاح تجاه نفسه. هذه اللحظة التي رأى فيها نفسه يفقد هويته، كان هذا هو الحد الأقصى بالنسبة لي". 

وتوفي أوغوستو غونغورا عن عمر يناهز 71 عاما في ايار/مايو 2023، بعد أربعة أشهر من العرض الأول لفيلم"ذي إيترنل ميموري" في مهرجان سندانس السينمائي، حيث فازت قصته بالجائزة الكبرى للأفلام الوثائقية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي