وزير الطاقة الجزائري يدعو إلى حوار مستمر وجاد بين منتجي ومستهلكي الغاز لتحقيق الأمن الطاقوي   

الامة برس
2024-03-01

 

شدد عرقاب على أن التكنولوجيا ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل الغاز الطبيعي (أ ف ب)الجزائر- دعا وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، الجمعة1مارس2024، إلى إجراء حوار مستمر وجاد بين منتجي ومستهلكي الغاز من أجل تحقيق الأمن الطاقوي، مشددا على أن صناعة الغاز بحاجة إلى استثمارات كبيرة.

وقال عرقاب في افتتاح أعمال الاجتماع الوزاري الاستثنائي للقمة للسابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالعاصمة الجزائر بمشاركة وزراء الطاقة للدول الأعضاء، تحضيرا لقمة رؤساء الدول التي ستنعقد غدا (السبت) إننا نجتمع اليوم في سياق تغيرات جيوسياسية وهيكلية كبيرة تشهدها أسواق الطاقة خاصة الغاز مما يوجب علينا دراسة ومعالجة القضايا الرئيسية التي من بينها التحول التدريجي إلى اقتصاد عالمي يعتمد على مصادر طاقة نظيفة، وفق وكالة شينخوا الصينية.

وأكد عرقاب على ضرورة مواجهة التغير المناخي الذي يمثل تحديا وفرصة في نفس الوقت "إذ من المتوقع أن يلعب الغاز الطبيعي الذي يعتبر طاقة المستقبل دورا أساسيا في تحقيق انتقال طاقوي سلس وعادل على المدى البعيد كما تبرزه وتؤكد عديد الدراسات لا سيما المنجزة من قبل منتدى الدول المصدرة للغاز".

كما أكد الوزير الجزائري على أن الاستثمار في موارد الغاز الطبيعي يتطلب كثافة عالية لرأس المال.

وقال إنه من الضروري إجراء حوار مستمر وجاد بين منتجي ومستهلكي الغاز لبناء رؤية استشرافية مشتركة تقر بالدور المتنامي للغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي باعتباره مصدرا مستداما وتنافسيا يضمن الأمن الطاقوي "شريطة تثمين أفضل وعادل للجميع".

وشدد عرقاب على أن التكنولوجيا ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل الغاز الطبيعي.

ودعا إلى تكثيف التعاون والتشاور والمضي قدما لصياغة اقتراحات وتوصيات فعالة لرفعها إلى اجتماع قمة الرؤساء التي ستنعقد غدا، وذلك من أجل اتخاذ القرارات ورفع التحديات التي تواجه بلداننا في المستقبل.

كما أكد على دعم الجزائر للحقوق السيادية الدائمة لجميع البلدان على مواردها الطبيعية.

من جانبه، توقع الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد حامل، ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي بحلول عام 2050 بنسبة 34 بالمائة.

وقال في كلمة أمام وزراء طاقة المنتدى إن ذلك سيرفع حصة الغاز في مزيج الطاقة العالمي من 23 بالمائة حاليا إلى 26 بالمائة.

ورحب حامل بوزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني، ناني ولد أشروقه، كأحدث عضو في المنتدى، وكشف عن تقدم السنغال بطلب رسمي للانضمام إلى عضوية المنتدى، من خلال حضور وزير البترول والطاقات السنغالي، أنطوان فيليكس أبدولاي ديوم، في أعمال المنتدى.

وقال الدكتور مصطفى سايج أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والمدير السابق للمدرسة العليا للعلوم السياسية بالجزائر في حديث مع وكالة "شينخوا" الصينية إن المنتدى ينعقد في سياق جيو سياسي مهم جدا بالنظر إلى أن الموارد ذات البعد العالمي على غرار الغاز هي أحد عوامل الاستقرار الجيو سياسي والجيو اقتصادي ويشكل أحد النقاط لبناء السلم أو ما نسميه بالسلام الطاقوي.

وأوضح أن النزاعات الجيو استراتيجية الحادة جدا ونقصد هنا الحرب الروسية الأوكرانية الأطلسية أو ما يحدث من الهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، شكل تحديا على استقرار النظام الدولي وعلى إمدادات الغاز التي تشكل أحد التحديات لبناء الاقتصاد العالمي.

ورأى بأن الجزائر بخبرتها في مجال الغاز بإمكانها أن تسوق لما يسمى بدبلوماسية السلام الطاقوي، بمعنى أن نجد إجماعا على أساس أن الغاز يمكن أن يبني التعاون بين الدول المنتجة والمصدرة من جهة والدول المستهلكة من جهة أخرى.

وأضاف أن الهدف هو خلق المنفعة المتبادلة أو الاعتماد المتبادل وخلق استثمارات.

وقال إن الجزائر تسوق أيضا لأحد الأهداف الأساسية لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وهو أن الغاز سيبقى موردا حيويا حتى آفاق 2050 نظرا لقدرته على التكيف مع الانتقال الطاقوي والقدرة التكنولوجية على عزل الكربون وبالتالي سيصبح طاقة نظيفة.

ولفت سايج إلى أن مؤشرات النمو الاقتصادي المتصاعدة في آفاق 2050 تتوقع أن يكون العرض أقل والطلب أكثر وبالتالي فإنه من مصلحة البنية الاقتصادية والسلام الاقتصادي في البحث عن هذه الموارد وتأمينها.

غير أن سايج اعتبر أن التجربة الأخيرة للسنتين الماضيتين (الحرب في أوكرانيا وتداعياتها) أكدت مرة أخرى بأن الإستخدام الجيو سياسي للغاز عمّق من النزاعات وأدى إلى تكسير استمرارية النمو على المستوى الاقتصادي.

وقال إنه بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت ملء الفراغ الذي أحدثه الغاز الروسي بالغاز الصخري الأمريكي، إلا أن أوروبا أصبح لديها إدراك وقناعة بأن التبعية لروسيا لا يمكن أن تغطيها التبعية للولايات المتحدة، وعليه فإنه بعد الإدراك الأوروبي الذي كان يعتقد أنه يمكن الاستغناء عن الغاز، باتت التصورات الأوروبية الآن تؤمن بأن المشاركة في استثمارات الغاز مهمة جدا.

وينتظر أن يدرس اجتماع وزراء الطاقة النسخة النهائية لـ"إعلان الجزائر" والقرارات المرتبطة به قبل عرضها لمصادقة قمة الرؤساء التي سيرأسها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

كما ينتظر التوقيع على مذكرات تفاهم بين المنتدى وكل من لجنة الطاقة الإفريقية (AFREC) التابعة للاتحاد الإفريقي، ومعهد البحوث الاقتصادية التابع لرابطة دول جنوب شرق آسيا "الاسيان" ودول شرق آسيا (ERIA).

وكان وزير الطاقة الجزائري افتتح رسميا أمس (الخميس) مع الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد حامل، مقر معهد أبحاث الغاز التابع للمنتدى ومقره الجزائر.

ويضم منتدى الدول المصدرة للغاز 12 عضوا دائما (الجزائر، مصر، قطر، ليبيا، الإمارات العربية المتحدة، إيران، روسيا، بوليفيا، غينيا الاستوائية، نيجيريا، ترينيداد وتوباغو، فنزويلا) و7 أعضاء مراقبين (أنغولا، أذربيجان، العراق، ماليزيا، موريتانيا، موزمبيق، بيرو).








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي