عبد الرحمن الباشا يعزف في بيروت "الروحانية" و"العذوبة" والانكسار و"رائحة لبنان"

ا ف ب - الأمة برس
2024-02-28

عازف البيانو الفرنسي من أصول لبنانية عبد الرحمن الباشا في حفلة أحياها في كنيسة مار يوسف في بيروت في 27 شباط/فبراير 2024 (ا ف ب)

جمع عازف البيانو الفرنسي من أصول لبنانية عبد الرحمن الباشا في حفلة أحياها في إحدى كنائس بيروت الأثرية مقطوعات تحمل "الروحانية" و"العذوبة" والانكسار و"رائحة لبنان"، على ما قال الموسيقي ذو الشهرة العالمية لوكالة فرانس برس.  

فبين قناطر كنيسة مار يوسف  في بيروت وأعمدتها الرخامية، أدى الباشا مقطوعات لباخ وشوبان ورافيل إضافة الى أخرى من تأليفه أمام جمهور من مختلف الأعمار صفّق له وقوفاً في ختام الحفلة التي أقيمت بمبادرة من المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) بالتعاون مع اصدقاء الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية ومؤسسة "بيتشتاين". 

ووصفت رئيسة الكونسرفاتوار هبة القوّاس  عبد الرحمن الباشا بأنه "ناسك البيانو" و"الموسيقي العظيم".

وأوضح الباشا الذي الذي غادر بيروت وهو في السادسة عشرة للدراسة في المعهد الوطني العالي للموسيقى في باريس لوكالة فرانس برس "أتحمس دائماً لزيارة لبنان (...) عندما أكون فيه، أشعر حقاً بأنني في بيتي".

واضاف الموسيقي الستيني المنتمي "الى الثقافة الفرنسية" على قوله: "ثمة شيء ما في وجهي يجعل الناس يلاحظون أنني أكثر ارتياحاً وسعادة (في لبنان)، كالنبتة التي  تعود إلى أرضها".

وعن إحياء حفلة  في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان، رأى الباشا أن "الموسيقى على هذا المستوى  تكتسب معناها الكامل في الظروف الصعبة وحتى في الأزمات والمآسي".

واعتبر أن "لا شيء يمنع من العيش بفرح، كما هي الروح اللبنانية"، ملاحظاً أن "الموسيقى تشهد على أقوى لحظات الحياة، أي تلك التي تهزّ الإنسان. سواء أكانت أموراً إيجابية، (...) أو سلبية".

ولم يهتز الباشا حين كان يعزف شوبان وانقطع التيار الكهربائي كما يحصل غالباً في لبنان بفعل التقنين في التغذية، "كأنه يقول لجمهوره اللبناني أنا اشارككم معاناتكم وصامد معكم"، وفق تعليق سابين الرياشي، إحدى الحاضرات.

روحانية باخ

واستهل الباشا حفلته في الكنيسة التراثية التي شيدت في العام 1875  بـمقطوعة عنوانها "كونشيرتو ايطالي" للمؤلف الموسيقي الألماتي جان سيباستيان  باخ تتناغم مع أجواء المكان" عندما يكون هناك باخ، في البرنامج  تكون الموسيقى ذات مستوى روحاني عالٍ جداً. فهو سيد التوازن، توازن الإنسان بين قلبه وجسده وروحه" بحسب الباشا.

وشاء أن يبني برنامج الحفلة على "فكرة التباين"، على ما قال. فعزف للبولندي شوبان "المقطوعات الحالمة الثلاث" و "لا بولونيزا". وشرح أن شوبان "يعطي عظمة لصوت البيانو من خلال عذوبة ألحانه ورقّتها، كما من خلال قوتها المأسوية". و"المقطوعات الحالمة الثلاث لشوبان (...) مليئة بالحب والأمل والحياة والحنان" . أما  "لا بولونيزا"، فتُظهر بحسب الباشا "إلى أي مدى انكسر قلب شوبان في المنفى  بسبب الظلم الذي عانى منه البولنديون في ذلك الوقت، من قبل الغازي الروسي، وهي نشيد تمرد وموضوع الساعة الصارخ حالياً".

وحرص الباشا  في الجزء الثاني من حفلته البيروتية على أن يشارك الحاضرين بعضًا من مقطوعاته الخاصة. وقال "رزقت ستة أولاد، وكثيرًا ما أوحى لي هؤلاء ألحاناً حميمة ورقيقة وهادئة، فيها  رائحة لبنان". 

وختم حفلته  بتحفة رافيل، "غاسبار دو لا نوي" التي "ربما تكون أعظم مقطوعة في ريبرتوار المؤلف الفرنسي"، في نظر الباشا.

وأغرق الحاضرين في عالم رافيل الشاعري وما يتطلبه من تقنية ورشاقة في العزف، حتى بدا البيانو أوركسترا بذاتها وتنقلت أصابعه من يمين الآلة إلى يسارها بليونة ساحرة.

وبعدما انحنى تقديرا لجمهور صفق له طويلاً، عاد وعزف مقطوعة "نشيد اندلسي" من تأليفه.

وروزنامة الباشا زاخرة بالمواعيد وسيتنقل في الأشهر المقبلة من مدينة الى أخرى، إذ يحيي حفلات بعد بيروت في بلباو الاسبانية، ثم في بروكسل، وله محطة في اليابان.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي