الإهمال العاطفي.. ناقوس خطر يهدد الزواج والأسرة

الأمة برس
2024-02-27

تعبيرية (بيكسلز)

الإهمال العاطفي من أقصى التجارب التي يمكن أن يمر بها أي إنسان في حياته، فهو يعني تجاهل الاحتياجات العاطفية للإنسان والتقليل منها وعدم وتقديرها، ويكون سببًا للكثير من المشكلات النفسية منها الاكتئاب والقلق والتوتر كما يشكل ناقوس للخطر للحياة الزوجية والأسرية وسببًا في تدهور الأطفال في البيت وفقاً لموقع القيادي.

في السطور التالية سنعرفك أكثر على علامات الإهمال العاطفي بين الأزواج وعند الأطفال، وكيف يمكن الاستجابة لهذا الأمر، وما هي الطرق السلمية لعلاج مشكلة الإهمال خاصة عند الأطفال.

كيف يكون الإهمال العاطفي؟

الإهمال العاطفي هو سلوك إنساني يتم فيه تجاهل احتياجات الفرد العاطفية باستمرار أو إنكارها أو عدم تقديرها ووضعها في عين الاعتبار من شخص آخر.

ويتصرف الشخص الذي يهمل الشخص الآخر كأنه يعيش في عالم مختلف، وهو ما يؤدي إلى مشكلات نفسية عدة ولا يلبي الاحتياجات العاطفية التي يحتاجها الفرد.

يمكن أن يتعرض الأطفال لهذا النوع من الإهمال، حيث يفشل الوالدان في تقديم الرعاية والاهتمام والحب اللازمين لتنشئة طفل سوي وسعيد، كما أنه يحدث في العلاقات الزوجية حيث يهمل أحد أطراف العلاقة مشاعر الطرف الآخر.

ويكون لهذا الإهمال جوانب سلبية كثيرة على حياة الفرد، حيث يؤدي إلى مشكلات نفسية عديدة مثل الاكتئاب والقلق والتوتر، فضلًا عن توتر العلاقات بين الأشخاص وإعاقة القدرة على التكيف وانخفاض الوعي الذاتي والثقة بالنفس.

الإهمال العاطفي في الحياة الزوجية

الإهمال العاطفي في العلاقات الزوجية يعني أن أحد الأزواج يعمل الطرف الآخر عاطفيًا ولا يهتم بمشاعره، وهو ما يؤدي إلى الوحدة وتوتر لعلاقات بين الزوجين وبناء جدار صلب من الصعب هدمه.

عادة ما يكون الإهمال في العلاقات نتيجة لطفولة صعبة لأحد الشريكين أو كلاهما، حيث يتربى في أسرة لا تهتم بمشاعره ولا تهيره أي اهتمام، لذا فهو ينشأ على عدم قدرته على التعبير عن مشاعره والاهتمام بالطرف الآخر.

وهناك الكثير من العلامات التي تشير أنك تعيش في علاقة بها الكثير من الإهمال، ومنها التالي:

  • من الصعب على الزوجين العثور على موضوعات للحديث عنها معًا.
  • من علامات الإهمال العاطفي بين الزوجين الشعور بالوحدة مع الزوج أو الزوجة.
  • لا يوجد طريقة للنقاش بين الطرفين تؤدي إلى نتائج جيدة.
  • يتجنب الطرفان طر موضوعات أو قضايا صعبة حتى لا يتعرض للإزعاج.
  • تدور المحادثات بين الطرفين حول الأحداث اليومية أو الواجبات المفترضة لكل طرف.
  • الجفاف العاطفية وتجنب الحديث عن المشاعر الإيجابية مثل الحب أو الدفء أو الارتباط العاطفي وتبدو غريبة عند قولها، ويمكن أن تحدث فقط خلال العلاقة الخاصة.

كل هذه العلامات تشير أنك تتعرف إلى الإهمال العاطفي في الزواج، ولحل هذه المشكلة يجب أن تبدأ  حوارًا جادًا مع زوجك أو زوجتك لمعرفة جذور المشكلة وطلب الدعم العاطفي من الشريك.

ماذا يفعل الإهمال في الحب؟

يمكن أن يؤدي تجاهل العواطف والمشاعر بين الزوجين إلى إعاقة الزوجين على القدرة على التكيف مع المشكلات والتحديات الصعبة، ويزيد من المشكلات الصحة العقلية والنفسية كذلك، لذا من المهم أن الاعتراف بالمشاعر والعواطف جزء مهم من الصحة العقلية والرفاهية العامة.

وللإهمال تأثير سلبي كبير على العلاقة، ويؤدي إلى عواقب وخيمة، وإليك إلى ماذا يؤدي الإهمال العاطفي؟

قلة الدعم العاطفي

عندما يعيش الشريك بدون دعم عاطفي لازم يؤدي ذلك إلى زيادة مشاعر الوحدة والعزلة بين الزوجين وهو ما يؤثر على نجاح العلاقة فيما بعد.

فقدان الثقة

الإهمال يؤدي إلى انعدام الثقة بين الزوجين، حيث سيبدأ الطرف الذي يشعر بالإهمال في الشك في نوايا الطرف الآخر وولائه وإخلاصه له.

تدني احترام الذات

عندما يتعرض الشريك إلى الإهمال العاطفي في الحب يؤدي ذلك إلى خلل في العاطفة بين الزوجين، فيشعر الطرف الذي يتعرض للإهمال أنه غير كافِ بالنسبة للطرف الآخر وبالتالي انعدام ثقته بنفسه وزيادة التوتر وعدم التوازن في العلاقة.

انعدام التواصل بين الزوجين

الإهمال يؤدي إلى مشكلات كبيرة في التواصل الصحي المطلوب في العلاقات، حيث سيتردد الطرف الذي يعيش الإهمال في مشاركة عواطفه ومشاعره وأفكاره مع الطرف الآخر وبالتالي قلة الحوار الفعال بينهما.

صعوبة حل الخلافات

الخلافات تحتاج دائمًا إلى حوار جيد بين الزوجين، وعندما يتم تجاهل مشاعر واحتياجات أحد الأطراف فإنه من الصعب على الزوجين حل النزاعات والخلافات بينهما.

التوتر والاكتئاب

ماذا يحدث إذا أهمل الزوج زوجته؟ يؤدي الإهمال إلى زيادة الضغوطات والتوتر والقلق وانعدام الأمن عند الطرف الذي يشعر بالإهمال.

القابلية للخيانة

عندما يشعر أحد أطراف العلاقة بتجاهل وإهمال مستمرين يؤدي إلى لتعاسة الزوجية، قد يدفعه ذلك للبحث عن هذا الاهتمام من الخارج.

الانفصال

قد يؤدي الإهمال العاطفي للزوجة أو الزوج إلى الانفصال وانتهاء العلاقة بين الزوجين. قد لا يعني بالانفصال الطلاق الرسمي في الحكومة، بل قد يكون انفصالًا تامًا بين الزوجين رغم استمرار الزواج.

حل مشكلة الإهمال في العلاقة

عند التفكير في حل المشكلات الزوجية فيجب معرفة أن المسؤولية لا تقع على عاتق الطرف المخطئ فقط، بل أحيانًا يلزم من الطرفين العمل معًا لحل هذه المشكلة والتفكير في كيفية إصلاح العلاقة، وإليك نصائح لحل مشكلة الإهمال في العلاقة:

لا تلعب دور الضحية

الإهمال يقتل الحب ويؤلم كثيرًا، ولكن لا ينبغي التصرف كضحية، ويعني أن تخبر شريكك بأنه أذاك نفسيًا، وتصبح دفاعيًا لأن هذا سيجعله يتصرف بنفس الطريقة ولكن بشكل متزايد.

ولكن هذا لا يعني في الوقت نفسه أن تهمل هذا الأمر وتتركه دون اتخاذ أي إجراء، بل حاول التعبير عن مشاعرك من وقت لآخر دون إلقاء اللوم عليه أو اتهامه بالتقصير والإهمال.

اكتشف سبب الإهمال

من المهم البحث عن أول مرة تشعر بها بالإهمال في العلاقة، هل كان شريكك يعاملك بنفس الطريقة دائمًا، أم تغير موقفه بعد حدوث موقف أو حادث معين.

حاول اكتشاف السبب الذي يجعل شريكك يهملك عاطفيًا، قد يكون السبب ذاتيًا بسبب تصرفاتك، أو قد يكون السبب منه أو قد يكون ناتجًا عن مشكلات بينكما، من المهم الوقوف على السبب لبدء في وضع خطوات للعلاج وحل المشكلة.

عبّر عن مشاعرك

إذا شعرت  أنك تتعرض للإهمال العاطفي قد يفيدك أن تكن استباقيًا في هذا الأمر، وهذا يعني أن تعبر عن مشاعرك لشريكك بشكل مستمر ودائم، فقد تكون هذه الطريقة فعالة في تشجيع شريكك بالقيام بالأمر نفسه.

حاول التواصل مع شريكك

التواصل من أهم مقومات نجاح أي علاقة، وهي طريقة لحل وتجنب الكثير من المشكلات بينهما مستقبلًا. عندما تشعر بالإهمال من شريكك حاول التحدث إليه بشكل جدي حول هذا الموضوع وتوضيع الأفعال والسلوكيات التي تؤثر عليك.

عند بدء حوار مع الشريك من الأفضل تحديد ما تشعر به بالضبط، وتحديداً أيضًا الأشياء التي ترغب في تواجدها في العلاقة بحيث يسير عليها الشريك.

الحصول على استشارة زوجية

قد لا يجدي أحيانًا الحوار بين الزوجين خاصة إذا كانا غير قادرين على إدارة حوار بشكل جيد، وقد يفيد في هذا الوقت الحصول على استشارة زوجية من المختصين بحيث يمنحكما مساحة للتعبير عن أنفسكما ويضع حلولًا محايدة ولا يقف إلى جانب أحد.

الإهمال العاطفي للأطفال

الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة يحدث عندما يفشل الوالدان في تلبية احتياجات الطفل العاطفية والنفسي، وقد يكون الإهمال مقصودًا أو بدون وعي منهم ويؤدي إلى عدم شعور الطفل بالأمان والحب وهو ما يؤثر على حياته كلها.

  • تتضمن أشكال الإهمال في مرحلة الطفولة غياب الدعم والتواصل والاهتمام بمشاعر الأطفال وتجاهل مشاعره باستمرار، ويكون من الصعب الكشف عن هذا النوع من الإهمال أكثر من الإساءة الجسدية أو الجنسية أو اللفظية على الأطفال.
  • ومن أشكال الإهمال العاطفي الذي قد يمر به الطفل التالي:
  • تحقير مشاعر الطفل والتقليل منها.
  • تجاهل الأطفال عمدًا خصوصًا عندما يحتاجك.
  • عدم التواجد في حياة الطفل بشكل مستمر.
  • إبعاد الطفل عن أصدقائه وعائلته.
  • التعامل مع الطفل بقسوة.

الفشل في تقديم الدعم المعنوي له عندما يعاني من مواقف صعبة في حياته، مثل وفاة أحد أصدقائه أو خلاف مع أصدقائه في المدرسة.

في الكثير من الأحيان لا يدرك الوالدان أنهم يسيئون معاملة الطفل عاطفيًا، وخاصة إذا كانوا يعانون من مشكلات عقلية أو ضغوطات في العمل أو الحياة أو الفقر أو غيرها منا لأسباب، حيث لا يتمكنون من تكوين روابط قوية وآمنة مع أطفالهم.

قد يعاني الأطفال إلى إهمال عاطفي أيضًا بشكل غير متعمد وعن غير قصد لعدد من الأسباب، ومنها التالي:

  • عانى الآباء من الإهمال العاطفي والإساءة في الطفولة.
  • لا يعرف كيف يربي الطفل ويهتم بتلبية احتياجاته العاطفية.
  • غياب أحد الوالدين بسبب السجن أو الحياة العسكرية.
  • قد يسبب الإدمان في زعزعة الروابط العاطفية بين الآباء وأطفالهم.
  • وفاة أحد الوالدين ما يسبب زعزعة في عواطف الطفل.

 

ما الفرق بين الإهمال والإساءة؟

هناك فرق بين إساءة معاملة الأطفال وبين الإهمال العاطفي للأطفال، رغم أن كلاهما يؤثران على الصحة العقلية ورفاهية الطفل وتربيته إلا أنهما مختلفان عن بعضهما.

الإهمال يعني عدم تلبية الوالدين لاحتياجات الطفل العاطفية بالشكل الكافي وتجاهل احتياجاته عدم التعامل معه بحب وعدم توفير بيئة آمنة له ويكون بشكل غير متعمد وغير مقصود.

أما الإساءة العاطفية هو فعل متعمد من الوالدين في الإساءة إلى الطفل بأشكال مختلفة مثل التهديدات أو التلاعب أو الإساءة اللفظية ويكون لها آثار سلبية على المدى الطويل منها تدني احترام الذات وعدم القدرة  على تكوين علاقات صحية في المستقبل.

علامات الإهمال العاطفي للمراهق والأطفال

يؤدي الإهمال إلى شعور الأطفال بالفراغ وعدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين بشكل جيد، وهو ما يجعله غير قادر على تكوين علاقات صحية. وقد يكون من الصعب تحديد علامات الإهمال العاطفي عند الأطفال للأشخاص من خارج الأسرة.

ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة للأطفال الرضع مثل تأخر النمو أو مشكلات صحية دون أسباب عضوية، قد يكون أيضًا انغلاق الطفل على نفسه وعدم القدرة على تكوين صداقات من علامات الإهمال، ومن العلامات الأخرى:

  • تقلبات مزاجية وصعوبة في تنظيم العواطف.
  • تدني احترام الذات.
  • مشاكل في الإدراك والنمو.
  • الشعور بالخجل من التعبير عن العواطف.
  • زيادة الحساسية لمشاعر الرفض.
  • النفور من المودة وقبول الدعم من الآخرين.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • مشكلات في الدراسة الأكاديمية.
  • نوبات الغضب المتكررة.
  • القلق والاكتئاب.
  • عدم القدرة على تكوين علاقات جيدة مع الآخرين.

ما هي المشاكل الناجمة عن إهمال الأطفال؟

عندما يعاني الطفل من إهمال عاطفي فهو يواجه صعوبة كثيرة في التعبير عن مشاعره وتزيد مشكلات الصحة العقلية في مرحلة البلوغ، إذن إلى ماذا يؤدي الإهمال؟

  • المعاناة من مشكلات عقلية مثل اضطرابات الهلع واضطراب الشخصية الحدية واضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب أو اضطرابات القلق.
  • زيادة احتمال الإدمان على المواد المخدرة.
  • ارتفاع السلوك الانتحاري أو أذية النفس.
  • صعوبة الحفاظ على علاقات.
  • عدم القدرة على الثقة بالآخرين.
  • الخوف من التعرض للهجر.
  • عدم القدرة على وضع حدود في التعامل مع الآخرين.
  • الشعور المستمر بالذنب والخجل.
  • عدم القدرة على طلب المساعدة من الآخرين.
  • كره الذات وتدني احترام الذات.

كيفية علاج الإهمال العاطفي؟

لكي تعالج نفسك من صدمات الطفولة والإهمال الذي عشته في طفولتك هناك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لكي تعيش حياة أفضل، ومنها التالي:

تعاطف مع نفسك

كثير من الأشخاص الذين عانوا من إهمال في طفولتهم يكونوا قاسيين على أنفسهم ويميلون إلى جلد الذات والحكم بقسوة على أفعالهم. تعاطف مع نفسك أكثر وحاول تفهم مشاعرك بشكل أفضل.

الاهتمام بصحتك

يعبر الكثير منا عن عواطفنا من خلال أجسادنا، لذا قد يمرض الإنسان عندما يتعرض لصدمة شديدة في حياته. عادة ما يتم ترجمة الإهمال في مرحلة الطفولة إلى مشكلات جسدية وقد يكون من المفيد الاهتمام بصحتك وممارسة الرياضة لتقليل أعراض التوتر والقلق.

ابني الذكاء العاطفي

عندما يعاني الشخص من الإهمال العاطفي يكون غير قادر على فهم شكل وطريقة التعبير عن المشاعر مع النفس ومع الآخرين. يمكن زيادة مهارة الذكاء العاطفي من خلال كتابة قوائم للمشاعر التي ترغب في فهمها والتعبير عنها بشكل أفضل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي