لغانتس وآيزنكوت: لا تنسحبا.. ولكن حددا موعداً لانتخابات مبكرة لا يتجاوز حزيران  

2024-01-20

 

غانتس وآيزنكوت يترددان في الانسحاب من الحكومة في وقت تقف قرارات مصيرية أمام مجلس الحرب (أ ف ب)مر على الحرب 15 أسبوعاً، في ساحة المعركة مظاهر من الشجاعة والتضحية مثيرة للإعجاب. تسود أجواء الكآبة في أوساط الجمهور، وشعور بأن حماس لم تنهر وأن إعادة المخطوفين تبتعد، على الرغم من إنجازات الجيش الإسرائيلي.

افتراضات أساسية: 1- على إسرائيل تدمير قدرة حماس على السيطرة في قطاع غزة وتهديدنا. 2- ليس لإسرائيل مصلحة في البقاء في القطاع بشكل دائم 3- الغزيون باقون 4- من الضروري تحديد جهة تأخذ على عاتقها السيطرة بعد تدمير قدرات حماس فتحكم في القطاع بصورة شرعية ودائمة.

إسرائيل دولة ذات سيادة، وتتصرف في الأمور الأساسية المتعلقة بأمنها وفقاً لمصالحها، بل حتى على نحو يتعارض مع الموقف الأمريكي. والولايات المتحدة ملزمة باحترام سيادتنا، لكن دعمها لإسرائيل يشكل حجر الزاوية في أمننا. هي تقوم بردع “حزب الله” وإيران وتزودنا بالسلاح وتستخدم الفيتو ضد القرارات في مجلس الأمن وتدعمنا في لاهاي. وهي تقف على رأس “محور الاستقرار” الذي نحن جزء منه، ضد “محور العصيان”: إيران، وسوريا، وحزب ، وحماس، والحوثيون، المدعوم من روسيا.

الولايات المتحدة تضع أمام إسرائيل منذ شهرين اقتراحاً يلبي المصالح المشتركة: تشكيل قوة عربية لـ “محور الاستقرار” مع تدمير قدرات حماس. هذه القوة ستتولى السيطرة على القطاع لفترة محدودة، تتم فيها إعادة غزة إلى سيطرة “سلطة فلسطينية معززة” يعترف بها العالم كجهة لها حق السيطرة في القطاع طبقاً لترتيبات أمنية تقبلها إسرائيل. وستتعهد السعودية والإمارات بدعم هذه السلطة المعززة اقتصادياً وستمول إعادة الإعمار والبنى التحتية. الاقتراح الأمريكي خطة عملية وحيدة، واحتمالية نجاحها ستضعف إذا بقيت إسرائيل تراوح في المكان. المقابل المطلوب منها هو المشاركة في المستقبل بعملية سياسية باتجاه “حل الدولتين”. منذ ثلاثة أشهر، ما زال نتنياهو يمنع إجراء نقاش في الكابينت حول “اليوم التالي”، وهذه فضيحة. الجيش الإسرائيلي لا يمكنه زيادة احتمالية الانتصار إذا لم يكن هناك هدف محدد. وفي ظل غياب هدف واقعي، سنغرق في وحل غزة وسنحارب في الوقت نفسه داخل لبنان وفي “يهودا والسامرة” ونجعل دعم أمريكا لنا يتآكل، وسنعرض اتفاقات إبراهيم واتفاقات السلام مع مصر والأردن للخطر.

هذا السلوك يدهور الأمن إلى الهاوية. يمكن الادعاء بأن الاقتراح الأمريكي سيئ، ولا يمكن مناقشته في وقت يقتل فيه الجنود. يقف بين إسرائيل والحل الواقعي نتنياهو نفسه والزوج المبتز: بن غفير وسموتريتش، وثلاثتهم معاً يبتزون إسرائيل للعمل من أجل أمنها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وجرها إلى الهاوية لخدمة مصالحهم الشخصية. يجب أن يتوقف هذا. نتنياهو يدرك أن “سلطة فلسطينية معززة” تعني أنه سيفقد بن غفير وسموتريتش، ويقرب نهاية حكومته. إسرائيل بحاجة إلى قيادة أخرى. يجب الذهاب إلى الانتخابات. وهذا سيحدث عندما ينفجر غضب عائلات المخطوفين والعائلات التي تم إخلاؤها وجنود الاحتياط والجمهور، الذين يتذكرون جيداً 7 تشرين الأول.

هناك مواطنون يسألون، ما الذي أعرفه أنا المواطن العادي ولا يعرفه غانتس وآيزنكوت؟ ورئيس الدولة وليبرمان؟ ما دمت لا أسمعهما فلم يحن الوقت بعد. غانتس وآيزنكوت يترددان في الانسحاب من الحكومة في وقت تقف قرارات مصيرية أمام مجلس الحرب. اقتراح: اطلبا تحديد موعد مبكر للانتخابات، حزيران على أبعد تقدير. لا تنسحبا من الحكومة، ولكن ادعوا لخلق أغلبية في الكنيست تؤيد ذلك. إذا تجرأ نتنياهو على إقالتكما فإن “ليلة غالنت ستتقزم مقارنة بالعاصفة القادمة”. وإذا لم تفعلا، فمن الصعب عليكما أن تشرحا لأنفسكما لسبب امتناعكما عن إزالة الاختناق الذي منعنا من الانتصار في الحرب، الأمر الذي أحسنت، يا غادي، توقعه، وأن هناك خطراً وجودياً على إسرائيل في ظل قيادة نتنياهو.

إيهود باراك

هآرتس 19/1/2024

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي