يديعوت: "صفقة الأدوية" تكشف عن عورة نتنياهو واتساع الهوة بينه وبين قادة الأمن  

2024-01-18

 

يديعوت: "صفقة الأدوية" تكشف عن عورة نتنياهو واتساع الهوة بينه وبين قادة الأمن  (أ ف ب)تكمن في الإخفاقات الحالية طريقة نتنياهو في إدارته للأمور. ثمة خبراء يتحدثون عن فوضى خلاقة، أما رئيس الوزراء فيدير فوضى هدامة: خذوا مثلاً المهزلة التي تتناول مسألة إدخال الأدوية إلى قطاع غزة: بداية، لا يدور الحديث عن إنجاز دبلوماسي لإسرائيل وليس هناك ما يدعو إلى الفخر. ففي أيدي حماس عشرات عديدة من الإسرائيليين، ويمكنها أن تزودهم بالأدوية. هناك ما يكفي منها في القطاع. وإذا لم يحصلوا عليها، فهو موضوع قرار من السنوار وأمثاله الإجراميين.

بدأ موضوع إدخال الأدوية في لجنة المخطوفين، البروفيسور حجاي لفين الذي يساعد ويدفع قدماً بموضوع الأدوية للمخطوفين، والاتصالات مع قصر الإليزيه في باريس. لم تأت المبادرة من الموساد، ولا من رئيس الوزراء. فقد تدحرجت الأمور عبر قطر، ثم قرر نتنياهو، المتعطش للإنجاز، ألا يعطي الإنجاز للقطريين أو الفرنسيين، أو – هو الأسوأ! – لأعضاء الحكومة. في نهاية الأسبوع الماضي، أصدر ديوان رئيس الوزراء بياناً أنه “بتعليمات من رئيس الوزراء (هذه هي الكلمات الهامة) قاد رئيس الموساد داني برنياع خطوة مع قطر تتيح إدخال الأدوية إلى المخطوفين”. لم يطلع رئيسا الأركان و“الشاباك” على قرار نتنياهو النهائي بشأن صفقة إدخال الأدوية إلى قطاع غزة.

وقال مصدر رفيع المستوى إن إصدار البيان للصحافة من مكتب رئيس الوزراء السبت “كلف تأجيل تنفيذ الصفقة ثلاثة – أربعة أيام “. وحسب أقوال المسؤول الكبير، التي أكدها مصدر رسمي آخر، بلغ رئيس الموساد مكتب رئيس الوزراء بالاتفاق المتبلور شفوياً؛ ويقول جهاز الأمن إن رئيس الموساد طولب بإصدار أساس الصفقة خطياً لكبار المسؤولين “في وقت لاحق” – وفي هذه الأثناء، صدر البيان للصحافة قبل أربعة أيام. وقد نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية. لم يعلم عن الوثيقة الداخلية التي خرجت في الموضوع سوى وزير الدفاع يوآف غالنت واللواء نيتسان ألون.

ينشغل الجيش ووزارة الدفاع منذ أسابيع في موضوع الأدوية واستعدا لإدخالها. كان واضحاً أن الإرسالية ستفحص، لكن لم يجرَ بحث مرتب في الموضوع أو في شروط الصفقة التي أجملها برنياع بحضور كبار مسؤولي الجهاز. في النهاية، نشروا نية إدخال الأدوية دون أي فحص، وهو الموضوع الذي سمع عنه قادة جهاز الأمن من مسؤول حماس موسى أبو مرزوق في كلمة للصحافة، لكن رئيس الوزراء تنكر لهذا الإجمال، وألقى بالمسؤولية على الجيش والموساد، ثم تلقى نقداً سياسياً على ذلك.

كل القصة هي قدوة إدارة فاشلة وسائبة. دعوني أقتبس مسؤولاً كبيراً في إسرائيل: أي رئيس وزراء حتما سيشذ عن اتخاذ قرارات موضوعية لصالح الدولة بسبب مصالح شخصية ولو بدرجات. وثمة شذوذ طفيف، وهذا طبيعي. أما لدى نتنياهو فالشذوذ ضخم: ليس 90 درجة بل 180 درجة. مصلحته ومصلحة الدولة متعاكستان.

 

داف ايال

 يديعوت أحرونوت 18/1/2024








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي