يُعد إدمان العمل، والذي يُشار إليه بوصفه حالة صحية عقلية حقيقية مثبتة. مثل أي إدمان آخر، بوصفه حالة من عدم القدرة على إيقاف السلوك، وغالباً ما ينبع من حاجة قهرية لتحقيق المكانة والنجاح، أو الهروب من التوتر العاطفي. ويكون إدمان العمل مدفوعاً بالنجاح الوظيفي في بعض الأحيان. ويُعد أمراً شائعاً لدى الأشخاص الذين يوصفون بأنهم يسعون إلى الكمال وفقاً لموقع سيدتي.
يشير موقع "healthline.com" إلى أن الشخص الذي يعاني من إدمان العمل يحقق أقصى مراحل الغبطة والفرح من العمل. وهذا ما يقوده إلى الاستمرار في تكرار السلوك الذي يمنحه هذا الشعور. فالأشخاص الذين يعانون من إدمان العمل لا يمكنهم التوقف عن هذا السلوك على الرغم من الطرق السلبية التي قد يؤثر بها على حياتهم الشخصية أو صحتهم الجسدية أو العقلية.
"إذا لم تتمكن من العثور على وقت لنفسك، فستجد وقتاً للمرض. العمل المستمر دون راحة لا يعود بالفائدة في النهاية." - وارن بافيت
الأعراض المبكرة للإدمان على العمل:
تشيد بعض الثقافات بالعمل الجاد وتحاول توقع المزيد من العمل الإضافي في كثير من الأحيان لدى الأفراد، لذلك فقد يكون من الصعب التعرف على إدمان العمل ضمن هذه الثقافات. وغالباً ما يبرر الأشخاص الذين يعانون من إدمان العمل سلوكهم من خلال شرح سبب كونه أمراً جيداً يمكن أن يساعدهم على تحقيق النجاح. إلا أن هنالك فرقاً ما بين العمل الدؤوب والطموح الذي يبرزهم كأشخاص ملتزمين بعملهم أو بنجاح مشاريعهم وبين الإدمان تماماً.
إن الشخص المصاب بإدمان العمل قد ينخرط في العمل والوظيفة بشكل قهري؛ لتجنب جوانب أخرى من حياته، كالمشكلات العاطفية الكبيرة أو الأزمات الشخصية. وكما هو الحال مع أنواع الإدمان الأخرى، قد ينخرط الشخص في سلوك غير مدرك للآثار السلبية للتخلص من مشكلة ما في حياته، الأمر الذي يقوده إلى الإدمان على عادة سلبية أخرى.
لذلك فمن الضروري أن نشير إلى الأعراض المبكرة لدى الأشخاص المحتملين للإصابة بإدمان العمل؛ لضرورة الحذر والوقاية لتجاوزها، والتي تشمل أهم النقاط الآتية:
البقاء لساعات طويلة في المكتب، حتى عندما لا تكون هناك حاجة لذلك أو مهمة ما لتنفيذها.
طرق للتخلص من إدمان العمل:
إن الأشخاص الذين يعانون من إدمان العمل قد يحتاجون في البداية إلى برنامج إعادة تأهيل المرضى من الداخل والخارج للتحكم في هذا السلوك. وقد يتطلب علاج المرضى الداخليين من الأفراد البقاء في المنشأة المتخصصة للعلاج أثناء فترة التعافي. في حين قد يسمح لك بالعلاج ضمن العيادات الخارجية بالعيش في المنزل أثناء حضور الدروس والاستشارة خلال النهار.
لهذه الأسباب، فقد يكون من المفيد إجراء تقييم للصحة العقلية لدى الأفراد الذين يعانون من إدمان العمل، حيث يمكن لخبير الصحة العقلية المساعدة في تصميم خطة العلاج للسيطرة على الدوافع والقلق والتوتر. فإدمان العمل يمكن أن يؤدي إلى وجود حالة صحية عقلية، مثل اضطراب الوسواس القهري أو الاضطراب ثنائي القطب أو مشاكل الصحة العقلية، كالاكتئاب.
يشار إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الأعراض المبكرة لإدمان العمل، يمكنهم تطبيق مجموعة من الوسائل والإستراتيجيات التي تساعدهم في التغلب على هذا السلوك، ومن أبرزها:
"لقد تعلمت أنه يجب علينا أن نقف بجانب أنفسنا ونعترف بأننا لا نستطيع القيام بكل شيء. إدمان العمل يمكن أن يكون عقبة لتحقيق التوازن في الحياة." - شيريل ساندبرغ