هآرتس: ماذا ستقول "لاهاي" بعد أن حددت الكنيست هدفها إزاء غزة.. "طرد الفلسطينيين"؟  

2024-01-05

 

الإسرائيليون لا يسمعون أنفسهم؛ فمنذ بداية الحرب كثرت بين أوساط أعضاء الكنيست والحكومة دعوات كفيلة بأن تعتبر شهادة على نية تنفيذ جرائم ضد الإنسانية (أ ف ب)

إن توجه جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل العليا في لاهاي بطلب لفتح تحقيق ضد دولة إسرائيل على إبادة جماعية وجرائم حرب يعدّ نداء صحوة لإسرائيل. تقيم جنوب إفريقيا دعوات على مس واسع بالمدنيين في قطاع غزة وتجويع السكان هناك، وعلى الوضع الإنساني. إضافة إلى ذلك، فإن “الإبادة الجماعية” لا تتحدد فقط بالأعمال التي تفعلها دولة ما، بل أيضاً بنية ولادة أبناء جماعة، كلها أو جزء منها.

إن حقيقة أن دولة إسرائيل تقودها الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخها، ويتحدث أعضاؤها عن “محو غزة” ويبحثون علناً في فكرة الترحيل ويدعون إلى احتلال قطاع غزة وإقامة بلدات فيها، إلى جانب حقيقة أن النقاش الجماهيري يطبع 50 ألفاً أو 100 ألف من سكان غزة، وتجويع السكان ومنع المساعدة الإنسانية كوسيلة ضغط على حماس… كل هذه تساعد محكمة لاهاي على أن تنسب لإسرائيل نوايا المس بالسكان المدنيين.

الإسرائيليون لا يسمعون أنفسهم؛ فمنذ بداية الحرب كثرت بين أوساط أعضاء الكنيست والحكومة دعوات كفيلة بأن تعتبر شهادة على نية تنفيذ جرائم ضد الإنسانية. فأول أمس، قال عضو الكنيست موشيه سعده من الليكود: “مثلما هو واضح للجميع اليوم، إن اليمين كان محقاً في الموضوع الفلسطيني، لقد بات الأمر بسيطاً اليوم، أينما ذهبت يقولون لك “أبدهم”. عقدت الكنيست أمس اجتماعاً حددت فيه الهدف: هجرة فلسطينيين من القطاع وإسكانه باليهود. النائب تسفي سوكوت مثلاً، قال إنه “علينا أولاً أن نحتل، ونضم، ونخرب كل البيوت في شمال القطاع، ونبني هناك أحياء لنا”.

عندما يقول وزير المالية سموتريتش إنه “إذا كان في غزة 100 أو 200 ألف عربي وليس مليوني عربي، فكل الخطاب عن “اليوم التالي” سيكون مختلفاً”؛ عندما تهاجم الوزيرة أوريت ستروك الجيش الإسرائيلي على الرفض المزعوم من طيارين بقصف مدنيين؛ وعندما يدعو وزير الأمن القومي بن غفير لـ”إعداد مشروع هجرة لتشجيع هجرة السكان من غزة”؛ وعندما يقول الوزير اميحاي إلياهو: “إلقاء قنبلة ذرية على غزة أحد السبل” – لعلهم في إسرائيل يتعاطون مع هذه الأقوال كشعبوية رخيصة، لكن العالم يتعاطى معها بجدية. خط دفاع إسرائيل سيكون الإظهار بأنها تفعل كل شيء لمنع المس بالأبرياء وأنها تدخل مساعدة إنسانية إلى القطاع ولا تعمل إلا ضد حماس. لكن الطريق العملي لتقويض أسس الدعوى هو طرد المحرضين على جرائم الحرب من الحكومة. هكذا فقط يتاح إقناع العالم بأن الأفكار الشوهاء التي ينشرونها لا تمثل الواقع. ينبغي عمل هذا على عجل قبل أن يدهوروا إسرائيل إلى مكانة مجرمة حرب.

 

أسرة التحرير

هآرتس 4/1/2024








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي