النحات الكيني إلكانا أونغيسا يسعى للنهوض بالفن الافريقي

ا ف ب - الأمة برس
2024-01-04

النحات الكيني إلكانا أونغيسا يتوسط منحوتاته في كيسي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

رغم كون منحوتات إلكانا أونغيسا الحجرية الضخمة تُعرَض في مختلف أنحاء العالم، يرى هذا الفنان الكيني أن الفن الإفريقي لا يحظى بعد بالتقدير الذي يستحقه، سواء في الخارج أو في القارة.

وقال هذا النحات البالغ 79 عاما إن "الفن الإفريقي أثّر إلى حد كبير على الفن الغربي"، مشيرا على سبيل المثال الى أعمال بابلو بيكاسو.

لكنه لفت في مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزله في تاباكا (دائرة كيسي) في غرب كينيا، إلى أن "الفن الافريقي تعرض للإهمال".

وقد جابت أعماله المستوحاة من الطبيعة العالم، وزينت بشكل خاص مقر اليونسكو في باريس والأمم المتحدة في نيويورك.

لكن الطريق لا يزال طويلا أمامه لكي يبلغ القيمة المالية "المرتفعة جدا" للاعمال الفنية الغربية، كما يقول، مستنكرا واقع ان جامعي الأعمال الفنية - الأفارقة والأجانب - غير مستعدين لانفاق مبالغ كبرى مقابل أعمال مصدرها القارة.

واعتبر أن السلطات لم تعد تؤدي دورها كما يجب أيضا.

وقال إن "الحكومة الكينية لا تدعم بشكل كاف الفنانين"، متحدثا عن فشل ذريع عام 2014 حال دون عرض أعماله في مهرجان سميثسونيان للفولكلور في واشنطن.

وكان أونغيسا نفذ منحوتة ضخمة من الغرانيت على شكل فيل لهذا الحدث المرموق. حتى أن أحد المشترين عرض مبلغا قدره 1,2 مليار شيلينغ كيني (حوالى 7,7 ملايين دولار).

لكن من المؤسف أن السلطات الكينية التي أصرت على نقل الفيل الذي يبلغ وزنه 13 طنا ــ رافضة عروض المساعدة الأجنبية ــ أعلنت في نهاية المطاف أن وزن الفيل الضخم يحول دون نقله بالطائرة.

قالت وسائل إعلام إن السلطات طلبت رشاوى مقابل نقل القطعة الفنية.

ورد الكانا أونغيسا بشكل مقتضب، بدون التعليق على تقارير وسائل الاعلام، قائلا ان "بعض الأشخاص داخل الحكومة الكينية الذين كان من المفترض أن يقدموا المساعدة، رفضوا في نهاية المطاف ذلك".

واضاف انه لو تمت صفقة البيع كانت ستشكل رقما قياسيا لعمل فني افريقي ولكان "الفن الافريقي أصبح في فئة أخرى" اليوم.

منعطف

ولد الكانا أونغيسا في عائلة من الحرفيين، وبدأ في صنع ألعاب طينية في سن مبكرة قبل أن يتعلم نحت الحيوانات الصغيرة من بقايا الحجارة.

ثم تابع دراساته في جامعة ماكيريري في أوغندا المجاورة، ثم في جامعة ماكغيل في كندا.

اكتشف هناك فنانين أثروا على عمله من المنحوتات تكشف بحسب قوله المزيد من "التعبير الفني من كونها حرفية" وصولا الى استخدام الفضاء السلبي من قبل البريطاني الشهير هنري مور.

وأضاف "لقد كانت نقطة تحول مهمة جدا بالنسبة لي".

لا تزال البصمة الإفريقية ظاهرة على إبداعاته.

فحجر كيسي، مادته المفضلة، غير موجود الا في غرب كينيا خلافا للحجر الأملس، وهو صخرة أكثر انتشارا غالبا ما تربط بشكل خاطئ بأعماله.

يشير عمله عموما الى رموز منبثقة من الأساطير والاغاني الافريقية.

تمثال الغرانيت العملاق الذي يزين مقر اليونسكو في باريس "Enyamuchera" ("طائر السلام" بلغة كيسي)، يأخذ أصله من طائر أبيض وأسود موطنه افريقيا جنوب الصحراء.

يمكن أن يكون الطائر نذير حظ او شؤم بحسب الزاوية التي ينظر منها اليه.

صدى محلي

ينوي الفنان تنفيذ عمل يحقق صدى في الداخل والخارج.

تعرض منحوتاته في شوارع كيسي، في حديقته التي يدرب فيها الفنانين الشباب والأطفال على نحت الحجر وفي المتحف الذي بناه لاستضافة ورش العمل وعرض الفن الإفريقي.

أرغمته مشاكله الصحية على التوقف عن العمل في السنوات السبع الماضية، لكن هذا الجد لخمسة أحفاد التقط أدواته مرة أخرى في الاونة الأخيرة.

وقال "أرغب في ممارسة فني".

وهو بدأ مجددا في تنفيذ منحوتات أصغر حجما، لكن القطع الأكبر تسبب له مشاكل جسدية، كما قال، لأنه غير قادر على البقاء واقفاً لفترات طويلة.

وقال "آمل وأصلّي ان تتحسن صحتي"، مضيفا "حين تنحت حجرا وترى ما بداخله، يكون الأمر جميلا جدا، هذا أمر ممتع حقا".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي