بفعل العدوان الإسرائيل على غزة.. وضع إنساني كارثي وتخاذل دولي تجاه "المأساة" في القطاع

أ ف ب-الامة برس
2023-12-27

سحابة هائلة من الدخان الأسود تغطي سماء قطاع غزة خلال قصف إسرائيلي في 27 كانون الأول/ديسمبر 2023 (أ ف ب)   القدس المحتلة- زاد الجيش الإسرائيلي من ضرباته على قطاع غزة في إطار حملته على حركة حماس التي أكد أنها قد تستمر "أشهرا عدة" رغم المخاوف الشديدة على الوضع الإنساني.

وفي مؤشر إلى تمدد النزاع إقليميا بشكل متزايد، اعترضت الولايات المتحدة في البحر الأحمر مسيّرات وصواريخ أطلقها الحوثيون اليمنيون الذين يشنّون هجمات تطال جنوب الدولة العبرية وسفنا في البحر "نصرة لغزة".

وفي قطاع غزة، قال الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري إن القوات الإسرائيلية "تقاتل في خان يونس" في الجنوب و"توسع" عملياتها في مخيمات اللاجئين في وسط القطاع.

وأصدر الجيش أمر إخلاء لسكان مخيم البريج في وسط قطاع غزة ومحيطه. وكان بعض السكان فروا في وقت سابق إلى مدينة رفح الحدودية مع مصر حيث وصولوا ووضعوا أمتعتهم على سطوح سياراتهم على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وقُتل أكثر من 240 فلسطينيا خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية على قطاع غزة بحسب ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الثلاثاء.

ودفنت جثامين 80 شخصا قتلوا خلال الحرب في مقبرة جماعية الثلاثاء في رفح، وفق صحافيي وكالة فرانس برس، بعدما أعادتها إسرائيل الى القطاع عقب مصادرتها من مشارح مستشفيات ونبشها من مقابر للتثبت إن كانت تعود إلى رهائن ما زالوا محتجزين في غزة.

وقال رئيس لجنة "الطوارئ الصحية" في محافظة رفح الدكتور مروان الهمص "وصلت إلينا حاوية فيها عدد كبير من الشهداء بعضهم مكتمل الجسد وبعضهم أشلاء".

وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقابلة تلفزيونية "ما جرى على الأرض الفلسطينية هذه الأيام أكثر من كارثة وأكثر من حرب إبادة. لم يشهد شعبنا مثل هذه الحرب حتى في نكبة 1948. ما يحصل الآن هو أبشع بكثير".

واعتبر أن مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته "هو التخلص من الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية".

وأعربت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان عن "قلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة... على كل الهجمات أن تمتثل بشكل صارم إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات".

- اتصالات مقطوعة -

وأعلن نتانياهو في وقت سابق هذا الأسبوع "تكثيف" القصف على غزة حيث كانت الاتصالات ما زالت مقطوعة الأربعاء.

وصرّح لاحقا خلال زيارة لوكالة الفضاء الإسرائيلية "نقول لإرهابيي حماس: نحن نراكم، سنأتي إليكم... سنكثّف القتال في جنوب غزة وفي أماكن أخرى".

وفي ظل "تكثيف" القتال، حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي من أنّ الحرب ستستمر "عدّة أشهر أخرى" مشددا على أن "أهداف هذه الحرب ليس من السهل تحقيقها".

وتوعّدت إسرائيل بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد هجوم شنّته على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب آخر الأرقام الرسمية الإسرائيلية. كما أخذ حوالى 250 شخصا رهائن لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة وفق إسرائيل.

وقُتل جراء العمليات العسكرية الانتقامية الإسرائيلية في غزة 20915 شخصا وأصيب 54918، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وأجبرت الحرب 1,9 مليون شخص على النزوح من منازلهم في غزة، أي 85 % من السكان بحسب الأمم المتحدة، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذي باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة.

- مساعدات ودبلوماسية -

وبعد تبني مجلس الأمن الأسبوع الماضي قرارا يدعو إلى زيادة المساعدات للقطاع، أعلنت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء تعيين الوزيرة الهولندية سيغريد كاغ منسّقة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

من جهته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تسلّم 41 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وسبع سيارات إسعاف جديدة عبر معبر رفح الحدودي الثلاثاء، لكن ذلك يبقى أقل بكثير من حاجات قطاع غزة وفق منظمة الصحة العالمية.

وأعربت فرنسا عن "قلقها العميق من إعلان السلطات الإسرائيلية تكثيف القتال في غزة وإطالة أمده" وجدّدت "دعوتها إلى هدنة فورية تؤدّي إلى وقف لإطلاق النار".

على الصعيد الدبلوماسي، تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفيا مع الرئيس الأميركي جو بايدن "للبحث في التطورات في غزة وجهود الوساطة المشتركة الحالية لتهدئة الأوضاع في القطاع المحاصر والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار" بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية.

وفي واشنطن، ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن الثلاثاء مسألة انتقال الدولة العبرية إلى "مرحلة مختلفة" في الحرب، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.

وقال المسؤول في الرئاسة الأميركية طالبا عدم نشر اسمه أن المباحثات تطرّقت أيضا إلى "الخطوات العملية لتحسين الوضع الإنساني وتقليل الأضرار على المدنيين"، فضلا عن "الجهود" الرامية إلى تعزيز فرص إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالت حماس تحتجزهم.

ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر، أتاحت هدنة استمرت أسبوعا إطلاق سراح 105 رهائن من الإسرائيليين والأجانب، مقابل 240 أسيرا فلسطينيا ودخول كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.

لكن جهود الوسطاء خصوصا المصريين والقطريين، لم تفلح حتى الآن في التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة.

- من الضفة الى لبنان فاليمن -

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، زادت حدة التوترات في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

وفجر الأربعاء، أسفرت عملية للجيش الإسرائيلي في طولكرم بشمال الضفة عن ستة قتلى وعدد من الجرحى، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

وقُتل أكثر من 300 فلسطيني في الضفّة الغربية المحتلّة على أيدي القوات الإسرائيلية، وفي بعض الحالات على أيدي مستوطنين إسرائيليين، منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، بحسب حصيلة نشرتها السلطة الفلسطينية.

ولا تزال المخاوف من توسع الحرب في الإقليم قائمة، خصوصا مع تبادل القصف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، والهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب.

وفي جنوب لبنان، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن مقتل امرأة ورجلين في غارة جوية إسرائيلية على مدينة بنت جبيل.

وأوضحت "استفاقت مدينة بنت جبيل اليوم على مجزرة ارتكبها العدو الاسرائيلي ليلا استشهد بنتيجتها 3 من أبناء المدينة وجرح آخر" مشيرة إلى أن "الطائرات الحربية المعايدة أغارت قبيل منتصف الليل على منزل (...) وسط مدينة بنت جبيل" القريبة من الحدود.

وأكد حزب الله أن أحد الرجلين هو من عناصره. وأصدر بيانا جاء فيه "بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي أحمد بزي +قاسم+ من مدينة بنت جبيل... والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس".

وأتت الغارة على بنت جبيل بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إصابة تسعة جنود ومدني في شمال إسرائيل جراء صواريخ أطلقها حزب الله.

من جهتهم، تبنّى انصار الله الحوثيون هجوما بطائرة مسيّرة على سفينة في البحر الأحمر وإطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل تم اعتراضه.

وأكّد الجيش الإسرائيلي أنّ إحدى طائراته المقاتلة "اعترضت بنجاح في وقت سابق اليوم (الثلاثاء) في منطقة البحر الأحمر هدفا جويا معاديا كان في طريقه الى الأراضي الإسرائيلية".

من جهتها، قالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" في بيان إن القوات الأميركية أسقطت في غضون 10 ساعات ما مجموعه 12 طائرة مسيّرة وثلاثة صواريخ بالستية مضادّة للسفن وصاروخي هجوم بري.

كما تزايدت الهجمات المنسوبة إلى فصائل موالية لإيران ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا المجاورة. ونفذت الولايات المتحدة ضربات ضد ثلاثة مواقع تستخدمها تلك الفصائل في العراق، ما أدى إلى مقتل شخص.

وتأتي هذه الحوادث بعدما اتّهمت إيران إسرائيل بقتل القيادي الكبير في الحرس الثوري رضي موسوي في غارة جوية في سوريا وتوعّدت بالانتقام لمقتله.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي