كيف أربي طفلي ولا أعاقبه؟

الاسرة - الامة برس
2023-12-13

كيف أربي طفلي ولا أعاقبه؟ (الاسرة)

بات الجميع يعلم الآن أن الانضباط الذاتي هو أفضل أنواع الانضباط، وهو الذي يسعد الأهل ويخفف إلى حد بعيد الاضطرابات البدنية المنفسية لدى الطفل. فقد ثبت أنه يزيدهم ثقة بالنفس وإحساساً بالمبادرة ونجاحاً في المجتمع وفي المدرسة.

يظن أغلبية الكبار أن سلوك الطفل إما أن يكون «جيداً» وإما أن يكون «سيئاً». يلصق هذان النعتان إلى جانب سلوك الطفل منذ نعومة أظفاره. وأنا أرى أن الكبار يعتبرون سلوك الطفل سيئاً حينما يقوم بعمل يعتبره الكبار مخالفاً لما ينبغي أن يقوم به بحسب رأيهم. «السلوك السيئ» هو بالتالي عمل يقود إلى نتيجة غير مرغوب فيها بالنسبة للكبار. وهذا يعني أن سلوك الطفل سيئ بنظر الكبار ولكنه ليس كذلك بنظر الطفل. فهذا الأخير يقوم بما هو بحاجة إلى القيام به من أجل أن يرضي واحدة من حاجاته.

بكلمات أخرى، إن الكبير هو الذي يرى الجانب السيئ في السلوك في حين أن الطفل لا يراه.

حين يدرك الأهل هذا الفرق الأساسي، تختلف نظرتهم إزاء أطفالهم اختلافاً كبيراً. يأخذون بالنظر إلى أفعال الصغار كمجرد سلوكيات هادفة إلى تحقيق حاجاتهم فلا يعودون يطلقون عليها أحكاماً قيمة بوصفها «جيدة» أو «سيئة».

بيد أن هذا لا يعني أبداً أن على الكبار أن يقبلوا بكل ما يصدر عن الطفل من تصرفات، لأن الطفل يقوم بأفعال لا يحبها الكبار أو هي أفعال تهدد سلامته. المهم أن نفهم هنا أن الصغير لا يقصد أن يقوم بعمل ضد الكبار بل هو يقوم بعمل من أجل نفسه.

وحين يعدل الأهل موقفهم وينقلون عقدة المشكلة من الطفل إلى الكبير، يتمكنون من فهم منطق بعض الحلول غير المرتكزة على السلطة والتي تمكنهم من مواجهة السلوكيات التي لا يريدونها.كيف أربي طفلي ولا أعاقبه؟








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي