تم عرض الفيلم المأخوذ عن رواية الأديب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس بمهرجان البحر الأحمر

ظافر العابدين: التزمت برؤية المخرج والمؤلف في "أنف وثلاث عيون"

الأمة برس
2023-12-11

الفنان ظافر العابدين (صفحته على إنستغرام)

منذ أن أطلق العنان لقدراته الإخراجية في فيلم "غدوة" وأفسح المجال للعديد من التفاصيل التي يبحث عن طريقة للتنفيس عنها، خاصة أنه بشهادة العديد من النقاد والفنانين.. تمكن من أن يضع بصمته في هذا المجال، بل إن كبار النجمات يتمنين المشاركة في عمل من إخراجه لاهتمامه بالتفاصيل الصغيرة، ولمسته غير العادية.. فأصبح لديه تحدٍ جديد ليس فقط في تقديم الأدوار المختلفة وقدرته على تقمصها كممثل، ولكن قدرته على تقديم رؤية مختلفة لعمل فني متكامل.. إنه النجم التونسي ظافر العابدين، الذي قام بالمشاركة في إنتاج وكتابة وبطولة فيلم "إلى ابني" كما قام أيضا بإخراجه وعرض مؤخرا في مهرجان البحر الأحمر للمرة الأولى، كما عرض له أيضا فيلم "أنف وثلاث عيون" المأخوذ عن رواية الأديب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس وفقاً لموقع العربية.

ما الذي حمسك لتقديم تجربتك الإخراجية الثانية من خلال "إلى ابني"؟

منذ 4 سنوات تقريبا كنت في زيارتي الأولى لمدينة أبها بالمملكة العربية السعودية، ووقتها تأثرت بجمالها، وخطرت لي فكرة الفيلم، وبدأت في كتابة السيناريو من عام ونصف تقريبا، وكان الأمر في بدايته أشبه بالحلم، لكنه تيسر، والتحضير الأولي استمر ما يقرب من سبعة أشهر، أما التصوير فقد استغرق قرابة ستة أشهر أخرى، فالعمل يدور حول "فيصل" مواطن بريطانيّ من أصل سعوديّ يعيش في لندن مع ابنه آدم البالغ من العمر سبع سنوات، وبعد 12 سنة تتعرض زوجته للقتل، ويقرر العودة لبيت العائلة وترك وظيفته وحياته في المملكة المتّحدة واصطحاب ابنه إلى المملكة العربيّة السّعوديّة، لتستقبل شقيقتاه نورة وشهد وأخوه الأصغر فارس بمنتهى الحب، لكنه يصطدم بوالده إبراهيم الذي لم يستطع مسامحته لتركه العائلة، يشكّ والده في دوافع عودة "فيصل" إليهم ويطرده ليفاجأ أن ابنه مصاب بمرض مميت وتتغير الأحداث رأسًا على عقب.

وما سبب اختيار السعودية ومدينة أبها بالذات؟

لم تكن لدي فكرة مسبقة عن جمال أبها، وفجأة وجدت نفسي في مكان يرتفع عن سطح البحر بما لا يقل عن 2200 متر، ومن حولي جبال خضراء وتضاريس مختلفة جداً، ولغزارة الأمطار حينها جلست نحو 3 ساعات في السيارة، فلمست أن المنطقة جميلة جداً وخلابة، وعندما بدأت كتابة الفيلم كانت تتطلب تقاليد محافظة وعائلة مترابطة، وهو ما يتناسب جداً مع الطابع الاجتماعي لمدينة أبها، ومن هنا قررت تصوير الفيلم بها، ليكتشف الجمهور معي جمال مدينة أبها.

في فيلمك الأول "غدوة" كان عن العلاقة بين الأب والابن، وهنا في "إلى ابني" أعتقد أنها محور الفيلم أيضا؟

بالفعل، فمن موقعي كأب أفكر دائمًا في كيفية مساعدة الأطفال لتسخير كامل إمكانياتي بغية تحقيق الأفضل لهم، وذلك من دون السيطرة على حياتهم أو إملاء خطط مستقبلهم، ولذلك وجدت أنه من الضروري أن تكون أفلامي عن تلك العلاقة المميزة، فترابط الأسرة أمر مهم للغاية لدرجةٍ قد تذوب فيه الاحتياجات والأحلام الفردية، أو لربما تُنسى في بعض الأحيان.

وهل هناك صعوبات واجهتك في تقديم شخصية رجل سعودي؟

الحقيقة أنني جلست 4 أشهر في مدينة أبها لأتأمل حياة الناس هناك، وكيفية التعامل فيما بينهم، وكيف يتحدثون ويتصرفون، ولأفهم تفاصيل العائلة وطريقة الجلوس والكلام والتواصل فيما بينهم، ومن بعدها أصبح الموضوع بالنسبة لديه سلساً جدا، فلقد كان من المهم لدي هو احترام الثقافة وفهمها والدخول في تفاصيلها لأتمكن من تقديم دور الرجل السعودي الأصل، ولكن بالطبع قابلتني صعوبة في استخدام اللهجة فأي لهجة في العالم صعبة، وحدث ذلك معي من قبل مع اللهجة المصرية، ومن يعتقد أن هناك لهجة سهلة فهذا يعني أنه وقع مباشرة، والأمر ذاته مع اللهجة التونسية وغيرها. فلا توجد أي لهجة سهلة على الإطلاق، ولكني حاولت الاجتهاد في تعلّم اللهجة السعودية قبل وأثناءالتصوير.

ومن فيلم "إلى ابني" لفيلم "أنف وثلاث عيون" حدثنا عنه خاصة وأنك تقدم دورا قدمه من قبل محمود ياسين ألم تشعر بالخوف من المقارنة؟

حاولت ألا أركز على هذه النقطة، والتعامل مع الفيلم كأن الرواية يتم تقديمها لأول مرة، وأعتمد على النص الذي كتبه السيناريست وائل حمدي بشكل كامل، حتى لا أتأثر بما تم تقديمه من قبل، وإن كانت المعضلة التي واجهتها هي أن الشخصية التي أقدمها في الفيلم -الدكتور هاشم- أصبحت أصعب من الزمن الذي تم فيه كتابة الرواية التي كتبها الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، لأن الزواج أصبح صعبا حاليا، وبالتالي هناك شباب كثيرون في نفس وضع بطل الرواية، لذلك كان الدور بمثابة تحدٍ كبير بالنسبة لي، والحقيقة أنني لم أتردد عندما عرض علي السيناريو فلقد وافقت على الفور، لأن أي ممثل يتمنى الحصول على أدوار مركبة ليقدمها في أعمال الفنية، ومن جانبي التزمت تماما برؤية المخرج والمؤلف التي توافقت مع وجهة نظري، وهذا جعلني لم أركز مع المقارنات فالأهم أن الإنسان يركز مع نفسه فقط.

هذا الفيلم يعيدك إلى السينما المصرية بعد غياب طويل؟

بالتأكيد وأنا سعيد بتلك العودة، فأنا كأي ممثل دائما أبحث عن الأدوار المركبة، التي يمكنني من خلالها إظهار أدواتي كممثل، لذلك كان تركيزي الفترة الماضية على الدراما التلفزيونية، وأنا أحب التواجد في السينما المصرية، لكن كممثل أتعامل مع نوعية العروض التي تأتيني، وعندما عرض علي سيناريو "أنف وثلاث عيون" وافقت فورا بدون تردد، فهذه النوعية من الأفلام مهمة جداً، لأنها تغوص في الجانب النفسي، وتساعد الإنسان على فهم طبيعته النفسية، والرجال على معرفة المشكلات التي تحاصرهم، فشخصية هاشم موجودة في المجتمع، ومن الأمور العادية أن تجد رجلاً هذه الأيام تخطى الأربعين ولم يتزوج.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي