يكذبون كما يتنفسون.. صحافيون إسرائيليون يدحضون إدعاءات «انهيار حماس»: ألوية الحركة ما زالت سالمة

الأمة برس
2023-12-10

الدبابات الاسرائيلية تعرضت ل"مذبحة" في غزة (الأناضول)أكد قادة في دولة الاحتلال، الأحد 10-12-2023، أن الحرب ضد غزة تحتاج إلى شهور، ورغم حديث الجيش عن بداية «انهيار وتفكّك حركة حماس»، فإن صحافيين إسرائيليين دحضوا هذا الإدعاء، وحذروا من «التعبئة المفرطة». وقال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن الحرب تحتاج إلى شهور، وفقا لتقرير مراسل صحيفة القدس العربي بمدينة الناصر في فلسطين المحتلة وديع عواودة.
فيما بين الوزير يسرائيل كاتس، الذي نفى في حديث للإذاعة العبرية العامة تحديد الولايات المتحدة نهاية العالم كنهاية للحرب، أن إسرائيل ستواصل القتال حتى النهاية.
كما نقلت الإذاعة عن مصادر إسرائيلية قولها إن الحرب ستستمر شهرين في الحد الأقصى.
ربما جاءت تصريحات نتنياهو وكاتس أمس ردا على تسريبات إسرائيلية وأمريكية متتالية بأن الرئيس جو بايدن حددّ نهاية العام الحالي موعدا لنهاية الحرب، فنتنياهو كما هو حال الحكومة والمؤسسة الأمنية يرغب باستمرار الحرب لأنها لم تحقّق أهدافها العالية المعلنة رغم مرور 64 يوما، ورغم إلقاء الجحيم على قطاع غزة.
وعكس الناطق بلسان جيش الاحتلال دانئيل هغاري، موقف إسرائيل الرسمي أمس بقوله إن قيادة حماس داخل الأنفاق تنكر الواقع وتفقد السيطرة على القيادات الميدانية، لافتا لمؤشرات على بداية «انهيار منظومات حماس».
وتنقل الإذاعة العبرية العامة عن مصادر إسرائيلية، قولها إن القيادة راضية عن وتيرة ونوعية تقدم القوات داخل القطاع، وعن مقتل آلاف الحمساويين.
في الموازاة، يدعو مراقبون ومسؤولون لزيادة الضغط على غزة لحسم الحرب، في ظل ظهور «مؤشرات على بداية تفكك حماس»، منهم مستشار الأمن الأسبق الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند الذي قال في مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن «الرواية الصحيحة هي أن غزة تحولت عمليا الى دولة مستقلة منذ 16 سنة. لا يوجد أبرياء فيها، فالغزيون يدعمون حكم حماس منذ2007»، معتبرا أن الحرب «هي بين دولتين، وأن الشعوب عبر التاريخ تدفع ثمن قرارات متسرعة أو شريرة للقادة».
وكي يستمد الشرعية لدعوته بعدم التفريق بين عسكريين ومدنيين بمن فيهم النساء والأطفال داخل القطاع يستذكر آيلاند «عملية دير هاربر في 1941 عندما أعلنت أمريكا الحرب على اليابان لا على جيشها فحسب، وحاصرتها حتى الاستسلام».
ويواصل: «بخلاف أمريكا التي تبنت استراتيجية الضرب من دون رحمة ودون تمييز، فإن اسرائيل تبنت استراتيجية القوة العسكرية فقط على أمل تحقيق انتصارات تكتيكية تتراكم لحد إسقاط حكم حماس مما يطيل أمد الحرب ويجعلها مكلفة».
ويوضح أن منظومة حماس العسكرية صلبة ولا تكسر بسهولة، وأن الانتصار بالحصار الاقتصادي أسهل لأنه لا يوجد لدى غزة موارد خاصة فيها من ماء وغذاء وطاقة الخ، مرجحا أن يدفع هذا إلى تمرّد الغزيين على حماس.
ويضيف «هذا صحيح في كل الأحوال، لكنه يصبح حرجا ملحا الآن بسبب مشكلة المخطوفين، فإذا انتظرنا الانتصار العسكري كي نعيدهم، فلن يكون هناك مخطوفون نستعيدهم عندئذ».
ويقترح حلين للخروج من المأزق، الأول: علينا التصميم في فرض حصار على غزة، وهذا لا يتناقض مع الموقف الامريكي حول تحييد المدنيين، والثاني: الإعلان فجأة عن أن إسرائيل مستعدة لوقف الحرب كما يطالب العالم، شرط أن تعيد حماس المخطوفين خلال أسبوع، مقابل عدد مضاعف ثلاث مرات من أسراهم. وجدد الدعوة لـ «حصار مشدد وإذا لم نفعل ذلك الآن سيصيبنا الأسى طيلة الخمسين سنة المقبلة».
كما يقترح «اقتطاع 35 % من الأرض في غزة (حزام أمني) لأن اقتطاع الأرض والأرض المحروقة هما خسارة ثقيلة للعرب دائما».
ويخلص للقول «الأمريكيون تمسكوا بأراض يابانية خمس سنوات حتى تأكدوا من قيام نظام حكم وجهته نحو السلام، وهكذا علينا أن نفعل».
وهناك عدد كبير من الصحافيين الإسرائيليين ممن يتوافقون مع آيلاند في دعوته لاستهداف الغزيين لأنهم «كلهم إرهابيون أو داعمون لهم»، خاصة في قنوات التلفزة التي تحرص عادة على نقل ما من شأنه خدمة إسرائيل في المعركة الإعلامية الهادفة لحفاظ على معنويات الإسرائيليين وضرب معنويات الفلسطينيين. وهذا يفسّر استنكاف القنوات التلفزيونية العبرية عن التطرق إلى موضوع آلاف الجنود الجرحى بعكس «يديعوت أحرونوت» التي اعتبرت نشر المعلومة الخطيرة، حقا وواجبا مهنيا ووطنيا، إذ من الضروري، أن يعلم الإسرائيليون ملامح كلفة الحرب على غزة.
وقد واصلت هذه القنوات البحث عن «صورة انتصار» بدلا من البحث عن الحقيقة فقد أدخلت عددا من مراسليها ومحرريها للبث من «دوار فلسطين» داخل مدينة غزة، حيث رفعت راية إسرائيلية في مكان مهم من الناحية الرمزية، وكادوا يلوحون بشارات نصر، وهم يتحدثون عن «صورة انتصار» وعن نجاحات الجيش الذي أدخل 100 ألف جندي في حملته البرية للقطاع.
ولذا حذر المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، أمس من «التعبئة المفرطة» بقوله :»يد الجيش خلال القتال هي الأعلى، لكن من غير النافع الانجرار خلف صيحات وتكبيرات النصر داخل استوديوهات التلفزة الاسرائيلية»، داعيا للبقاء واقعين.
وبين أن الوقت المتبقي للقتال في خانيونس ينفد والقتال يصبح حرجا ومركبا، وهذا ما كان قد أكده المعلق السياسي البارز في «يديعوت أحرونوت» ناحوم بارنياع الذي قال إن «مقاتلي حماس ليسوا جبناء بعكس ما يزعمه الصحافيون في الاستوديوهات الإسرائيلية الذين باتوا أبواق تعبئة».
في هذا المضمار يوضح الصحافي يواف زيتون في «يديعوت أحرونوت» أنه فيما «يتحدثون عن ضرب (قائد حماس في القطاع يحيى) السنوار وتفكيك حماس فإن الوضع في الواقع على الأرض مختلف. (مخربون) يهاجمون الجيش حتى في شمال القطاع. ألوية حماس في دير البلح والبريج والنصيرات ما زالت سالمة وعلى حالها».
ويخلص إلى أن «المؤسسة الأمنية تتحدث عن إشارات إنكسار أولى وعشرات من عناصر حماس يستسلمون في الأيام الأخيرة، لكن القتال صعب وبطيء والجيش يحتاج إلى وقت طويل لإتمام مهامه، وكل يوم يزداد عدد العائلات الثكلى».








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي