
تل أبيب - أمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إسرائيل الخميس 30-11-2023 في تمديد الهدنة مع حركة حماس الفلسطينية والتي أتاحت إطلاق سراح رهائن وأسرى وتكثيف إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، موجها تحذيرا إلى الإسرائيليين في حال استئناف المعارك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن "شدد خلال اجتماعه مع (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو على ضرورة مراعاة الاحتياجات الإنسانية وحماية المدنيين في جنوب القطاع قبل أي عملية عسكرية هناك".
وجدد وزير الخارجية دعم الولايات المتحدة "حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد العنف الإرهابي في إطار احترام القانون الإنساني الدولي"، داعيا الدولة العبرية "إلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة لمنع تضرر المدنيين".
وطالب بلينكن الخميس إسرائيل بضمان إقامة مناطق "آمنة" للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة قبل استئناف "العمليات العسكرية الكبيرة"، داعيا الى تمديد الهدنة التي من المقرر أن تنتهي صباح الجمعة.
وشدد بلينكن خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب على وجوب أن تضع إسرائيل "موضع التنفيذ خططا لحماية المدنيين تساهم في التقليل بشكل إضافي من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء".
وأكد أن ذلك "يشمل بوضوح ودقة تخصيص مناطق وأماكن في جنوب (قطاع) غزة ووسطه، حيث يمكنهم أن يكونوا آمنين وبعيدا من مرمى النيران".
وأوضح أن خطط حماية المدنيين تتطلب تفادي "نزوح (إضافي) مهم للمدنيين داخل قطاع غزة"، إضافة الى الحؤول "دون الإضرار بالحياة والبنى التحتية المحورية مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء ومنشآت المياه".
وأوضح أن ذلك يعني أيضا "منح المدنيين الذين نزحوا الى جنوب غزة، خيار العودة الى الشمال ما إن تسمح الظروف بذلك"، مشددا على وجوب عدم حصول "نزوح داخلي مستمر".
واعتبر أن إسرائيل "قادرة على تحييد الخطر الذي تشكّله حماس مع التقليل من الأذى بحق الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الى حده الأدنى. وعليها واجب القيام بذلك"، مشددا على موقف الولايات المتحدة بأن "الخسارة الهائلة لحياة المدنيين والنزوح بالحجم الذي رأيناه في شمال غزة، يجب ألا يتكرر في الجنوب".
تخشى الولايات المتحدة، الحليف الثابت لإسرائيل والتي تدعم ردها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من أن يؤدي استئناف القتال وخاصة امتداده إلى جنوب قطاع غزة، إلى تضرر مئات آلاف المدنيين الذين نزحوا عن منازلهم من شمال القطاع نحو جنوبه.
ولا يخفي الدبلوماسيون الأميركيون في محادثاتهم الخاصة حقيقة أن زيارات بلينكن المتعاقبة إلى إسرائيل تهدف جزئياً إلى مواصلة الضغط على الحليف الإسرائيلي، دون إملاء سلوك معين في الحرب.
تؤتي ثمارها
وأتت تصريحات بلينكن في سابع أيام الهدنة الموقتة بين إسرائيل وحماس.
وقال بلينكن للصحافيين "واضح أننا نريد لهذا المسار أن يمضي قدما... نريد يوما ثامنا وأكثر".
كما حض وزير الخارجية الأميركي القضاء الإسرائيلي على محاسبة "المستوطنين المتطرفين الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية" المحتلة حيث سجّل تصاعد في مستوى العنف منذ بدء الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وتوجه بلينكن إلى رام الله بالضفة الغربية للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وناقش المسؤولان "الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لتحسين الأمن والحرية للفلسطينيين في الضفة الغربية"، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية لفت أيضا إلى تأكيد بلينكن التزام الولايات المتحدة اتخاذ "تدابير ملموسة" في سبيل قيام دولة فلسطينية.
وشدد عباس من جهته على "الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة"، داعيا إلى "إيصال مساعدات إنسانية إضافية" إلى هناك، ومذكرا بأن هذه المنطقة "جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين"، حسب ما أفادت وكالة وفا الرسمية.
وقال وزير الخارجية الأميركي في وقت سابق إن الهدنة بين إسرائيل وحماس، المصحوبة بمبادلة رهائن لدى الحركة بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، "تؤتي نتائج"، معربا عن أمله في أن "تستمر".
وصرّح في تل أبيب أثناء لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ "لقد عاد رهائن إلى ديارهم، والتأم شملهم مع عائلاتهم"، كما أتاحت الهدنة "وصول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى مدنيين أبرياء في غزة هم في أمس الحاجة إليها".
وأضاف "هذه العملية تؤتي ثمارها ونأمل بأن تستمر".
دخلت الهدنة في الحرب بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، ومُدّدت في اللحظة الأخيرة الخميس يوما واحدا حتى الجمعة.
وهذه الزيارة الثالثة لبلينكن إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية وخلف أكثر من 1200 قتيل، معظمهم مدنيون، قضت غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.
ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس، وقصفت قطاع غزة بلا هوادة حتى دخلت الهدنة حيز التنفيذ. ووفق حكومة حماس، قُتل في غزة أكثر من 15 ألف شخص، بينهم أكثر من ستة آلاف طفل.
وتزامنت زيارة وزير الخارجية الأميركي لإسرائيل مع هجوم مسلح صباح الخميس نفذه فلسطينيان في القدس وأسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة آخرين، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
وقال بلينكن إن الهجوم يذكر بـ"التهديد الذي يمثله الإرهاب الذي تواجهه إسرائيل والإسرائيليون كل يوم".
وأجرى بلينكن أيضا محادثات مع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت وزعيم المعارضة يائير لبيد.