الحقول العائمة تغزو بحيرة إنلي البورمية االغنية بتنوعها الحيوي  

أ ف ب-الامة برس
2023-11-29

 

 

رجل يتنقّل عبر قارب بين ممرات حقله العائم في بحيرة إنلي في بورما بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (أ ف ب)   على متن قاربه الخشبي، يتنقل نيونت وين بين ممرات حقله العائم لقطف الطماطم التي تشتهر بها بحيرة إنلي، جوهرة التنوع البيولوجي في بورما.

وتضم البحيرة عشرات الحقول العائمة التي تنمو المزروعات فيها استناداً إلى التقنية المعروفة بـ"ماركت غاردن" (البستنة السوقية)، والتي بدأ اعتمادها خلال ستينات القرن العشرين.

وكانت المناظر الطبيعية التي تتضمّن تلال ولاية شان (شمال) في الخلفية، تستقطب آلاف السياح قبل انقلاب 2021.

لكن السكان والسلطات يخشون من أن يتسبب النموّ الفوضوي للزراعة بتقلّص مساحة بحيرة إنلي، إذ تؤدي التصريفات الكيميائية ومخلفات النباتات إلى تآكل سطحها.

ويقول نيونت وين الذي يكسب ما يصل إلى 30 ألف كيات (15,33 دولاراً) لقاء نحو 16 كيلوغراماً من الطماطم "إنّ هذا المبلغ لا يجعلنا أغنياء، لكنّه يكفي لسدّ احتياجاتنا الأساسية".

وتنمو المحاصيل فوق طبقة تكوّنت من تراكم زهور الياقوت المائية، مع تربة ومكونات أخرى ضرورية لنمو البراعم.

وعندما تبدأ هذه المكوّنات بالتعفن، تُترَك وتصبح صلبة، مما يساهم في تقلص مساحة بحيرة إنلي التي بات نمو الزراعة العائمة تؤثر سلباً في قدراتها الطبيعية على التنقية.

وزادت مساحة المناطق المُستغلة ستة مرات بين عامي 1992 و2009، بحسب بيانات الحكومة البورمية.

ويقول مسؤول في وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري لوكالة فرانس برس، إن الحقول العائمة "تدمّر" البحيرة.

ويشير إلى أن السلطات لا تملك الإمكانات اللازمة لمواصلة جهودها وإنهاء المشكلة.

- مواد كيميائية -

يرفض المزارعون على غرار نيونت وين هذا التفسير، ويتّهمون زملاءهم العاملين في الأراضي الزراعية، بتسببهم بتراكم الرواسب في الموقع بسبب عقود من الزراعة التي تعتمد على أسلوب القطع والحرق.

ويقول وين "عندما كنت صغيراً، كنت أحتاج إلى عصا من الخيزران بطول حولى 3,5 أمتار للوصول إلى قاع الماء".

أما اليوم، وخلال أشهر الصيف الجافة، فيمكن لأي شخص التقاط "حفنة من التراب" بيديه، على قول وين.

ويؤدي التدهور البيئي إلى توترات بين المزارعين والصيادين، بسبب الاستخدام المكثف للمواد الكيميائية التي تلوّث المياه.

ويقول الصياد ناي تون أو (24 عاماً) "عندما كنت طفلاً وأرتاد المدرسة، لم تكن المياه في البحيرة سيئة إلى هذا الحد. (...) اختفت راهناً أنواع كثيرة من الأسماك الشهية".

ويشير تقرير للأمم المتحدة يعود إلى العام 2017 إلى "إفراط كبير في استخدام" الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية، مما يضرّ بالنظام البيئي الهش الذي ُيعدّ موطناً لأنواع كثيرة من الأسماك والطيور.

ويؤكد التقرير أن الزيادة في العناصر الغذائية تعزز تكاثر الأنواع الغازية.

ويخشى رجال اعمال محليون أن يؤدي تقلص البحيرة والمخاوف البيئية المرتبطة بذلك إلى إبعاد السياح.

- "غياب السياح الأجانب" -

وبحيرة إنلي التي صنّفتها اليونسكو عام 2015 كمحمية للتنوع البيولوجي، هي أحد أكثر المواقع استقطاباً للسياح في بورما.

وكان يرتادها أكثر من مليون بورمي ونحو 200 ألف زائر أجنبي سنوياً، قبل جائحة كوفيد-19.

ومغ أنّ البلاد أعادت مذّاك فتح حدودها، لكنّ الصراع الداخلي الذي أعقب انقلاب شباط/فبراير 2021 يجعل السيّاح يحجمون عن ارتياد الموقع.

وتقع بحيرة إنلي في جنوب ولاية شان، حيث اندلعت اشتباكات في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الفائت قرب الحدود الصينية، بين المجلس العسكري ومجموعات من الأقليات العرقية.

وفي الموقع، يبدي السكان الذين يعتمدون على السياحة، أسفهم لفراغ الفنادق من نزلائها.

ويقول كياو كياو (38 عاماً) الذي يملك متجراً للمجوهرات، في حديث إلى وكالة فرانس برس "لم يزرنا خلال السنوات الثلاث المنصرمة أي أجنبي".

ويتعلّم بعض موظفيه لغات أجنبية آملين بالعثور على عمل خارج بورما، بينما يتوجّه آخرون إلى مهن مختلفة كالنجارة مثلاً.

ويقول المزارع شي ثو وين "نحن سعداء بالعيش هنا، لكننا قلقون في شأن اختفاء البحيرة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي