بن غفير يقدم للكنيست "قانون إعدام الفلسطينيين".. ونتنياهو لأهالي "المخطوفين": ائتلافي أولاً  

2023-11-21

 

كشف حزب “قوة يهودية” للجمهور الإسرائيلي عن هويته؛ فقد انكشف وجهه أمس بكل بشاعته (أ ف ب)خط واحد يربط بين الحدث المعيب والمنفر الذي وقع في لجنة الأمن القومي وبين ذاك الذي وقع حين لم يسمح لبعض من عائلات المخطوفين الذين تلقوا الدعوة للقاء “كابينت الحرب” بالدخول لاعتبارات سخيفة تتعلق بالمكان. هذا الخط هو شخص يستمر بمفاجأتنا بانعدام أهليته لإدارة أي شيء؛ من بحث ينبغي إلغاؤه وحتى لقاء مفعم بالمشاعر مع الناس الأهم بالدولة الآن – عائلات المخطوفين، فإن نتنياهو يتلقى علامة صفر في الحالتين. عندما يخيل أن مستوى القرف امتلأ وليست سوى قطرة حتى يفيض كل شيء، يمكن الاعتماد على أعضاء الائتلاف ليذكرونا بإمكانية دس المزيد، وثمة من سيفعل هذا دوماً. بحثت عن كلمات مرادفة للقرف ووجدت بعضاً منها يصف مشاعري بدقة حين اطلعت على المداولات التي جرت في لجنة الأمن القومي، التي دفعت قدماً بمشروع قانون لفرض عقوبة الإعدام على المخربين.

تقزز، مقت، نفور… كل طيف المشاعر هذه شهدتها حين وصلت ذروتها، وكانت كل أنواع الذرى في العناق الذي أعطاه (عفواً، فرضه) إيتمار بن غفير على جيل ديكمان الذي اختطفت ابنة عمته كرميل جات إلى غزة في سبت 7 أكتوبر. كان هذا بعد أن توجه ديكمان في بداية المداولات بالدموع إلى أعضاء اللجنة، وروى عن استجداءاته لوزير الأمن الداخلي بألا يجني ربحاً على معاناة عائلات المخطوفين، وأن محادثات عقوبة الإعدام هذه يمكن إجراؤها في اليوم التالي.

 بعد المداولات، نشر بن غفير صورته وهو يعانق ديكمان أو الأدق يشده إليه في حركة لا تدع مجالاً للشك بأن العناق لم يستقبل بالترحيب. لكن ماذا يهم ما يشعر به ديكمان، وماذا يضير بن غفير النفور الذي شعر به ديكمان حين حاول رئيس الحزب معانقته، وهو الذي قدم قانوناً قد يعرض ابنة عائلته للخطر؟ المهم انه كان ممكناً نشر الصورة والكتابة أسفلها: “أحب وأعانق عائلات المخطوفين”.

رأينا في الكنيست لحظات درك أسفل غير قليلة، بينها تلك التي لن تنسى. لكن يخيل أننا لم يسبق أن رأينا مثل هذا الدرك، مثل هذا البؤس، مثل هذه الشعبوية السافلة في الوقت الذي تكون فيه حاجة إلى تسامي الروح.

 أن ترى عائلات المخطوفين مضطرة لاستجداء اللجنة وتبكي أمام الكاميرات وكل ما تطلبه هو التريث بقانون قد يعرض أبناء عائلاتهم للخطر، فذلك أمر يكسر القلب.

اعتراف: لا مشكلة عندي أن موتهم يقود لتعذيب أفراد حماس الذين دخلوا إلى كيبوتسات وبلدات الغلاف ونفذوا مذبحة، والقضاء عليهم جميعاً. لكن من عارض البحث لم يفعل هذا حرصاً على القتلة، بل حرصاً على من هم في أيديهم. ضمن أطراف أخرى، فإن هيئة الأمن القومي التي قضت بأن البحث يعرض العائلات للخطر، ومساعد المستشار القانوني سابقاً، راز نزري، الذي ادعى بأنه لا حاجة لتعديل القانون القائم؛ إذ يتضمن قانون العقوبات مادة تبحث في حالات خطيرة، مثل هجمة حماس.

لقد كشف حزب “قوة يهودية” للجمهور الإسرائيلي عن هويته؛ فقد انكشف وجهه أمس بكل بشاعته. من رئيس الحزب الذي أصر على إجراء بحث إعداد القانون للقراءة الأولى، رئيس لجنة الأمن القومي، والنائب تسفيكا بوغل الذي طُلب منه إلغاء البحث في هذا التوقيت ورفض، ثم النائب ليمور سون هار ميلخ، التي يعد هذا المشروع هو الذي تقدمت به وأجيز بالقراءة التمهيدية قبل نحو نصف سنة، ثم النائب الموغ كوهن الذي ردا على اقوال حن افيغدوري الذي قال إنه يجب الحديث عن إنفاذ مخطوفين بدلاً من الحديث عن قتل مخربين وعن الموت…

لكن دعكم من الموغ كوهن؛ فهو برغي صغير، بل دعكم من بن غفير أيضاً. غهناك مذنب واحد في هذه القصة التي جرت أمس في الكنيست، بحجة أن الحديث يدور عن شؤون حربية، وهذا الشخص هو رئيس الوزراء. ادعى بمسؤولية بأن كل رئيس وزراء – بيغن، شامير، شارون، باراك، أولمرت وبينيت – كان سيخرج عن طوره لإلغاء البحث الذي أجري في الكنيست. ما كان لأحد منهم ألا يفعل شيئاً بوسعه ويضع ثقل وزنه كله حتى لا يحدث ما قد يجلب مصيبة على الـ 236 مخطوفاً في غزة.

إذن، هذا هو الجاهل، أو من لا يهمه، أو الضعيف أمام ائتلافه، أو من ليس له أدني اهتمام بإنهاء هذه الحرب – هو رئيس الوزراء. هذا الذي قبل يومين تهجم على الصحافيين الذين يهتمون بالاستطلاعات وبالسياسة الصغيرة في زمن الحرب. بأي احتقار وغضب تحدث إليهم؟ وهذا هو الرجل الذي لا يتنفس إذا لم يكن لديه استطلاع ما يمكنه أن يسير على خطه، الرجل الذي يعنى منذ اليوم الأول للحرب بالسياسة هو الذي يحرص على إعداد ملفات لقادة الجيش أو للتشهير بهم بآلة الكذب خاصته، فيما يقاتل الجنود في غزة.

 هذا الرجل لم يفعل شيئاً كي يلغي البحث أمس لسبب بسيط، هو أن بن غفير أهم بالنسبة له من جيل ديكمان، أو حن افيغدوري أو يردين غونيل. وإن أيدي 64 عضواً في ائتلافه أهم له من 236 مخطوفاً.

 

 سيما كدمون

 يديعوت أحرونوت 21/11/2023








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي