الجيش يقترب من مدينة استراتيجية بشمال مالي ويخوض معارك مع المتمردين

ا ف ب - الأمة برس
2023-11-11

رئيس أركان القوات المسلحة في ساحل العاج العقيد لاسينا دومبيا يقلّد أوسمة لجنود ينتمون إلى بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) خلال مراسم احتفالية في أبيدجان في 24 كانون الثاني/يناير 2023 (ا ف ب)

باماكو - اقترب الجيش المالي من مدينة كيدال الاستراتيجية بشمال البلاد وخاض معارك السبت 11-11-2023 ضد المتمردين الطوارق في ما قد يكون بداية المعركة المعلنة لاستعادة المدينة، معقل الانفصاليين، والتي تشكل اختبارا مهما للسيادة بالنسبة للدولة المركزية.

وقال ضابط مالي "نحن على بعد عشرات الكيلومترات من كيدال. نواصل تقدّمنا لتأمين المنطقة بكاملها". وتحدث مسؤولان محليان طلبا عدم كشف هويتهما عن اندلاع قتال.

تحدث ضابط آخر مقره غاو، المدينة الكبرى في الشمال، عن معارك بالقرب من معسكر انسحبت منه في الآونة الأخيرة بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة (مينوسما) في كيدال. 

وقال أحد المسؤولين "لقد بدأ القتال (...)، هناك الكثير من النيران". وأكد أنه من جانب الجيش، فإن مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية الخاصة، التي استدعاها المجلس العسكري الحاكم للدعم عام 2021، عددهم أكثر من عدد الجنود الماليين.

لم يتسن لوكالة فرانس برس الحصول على تأكيد مستقل. وعملية جمع المعلومات يعقدها تعذر الوصول الى الارض، بين عوامل اخرى. وقام المتمردون الانفصاليون الجمعة بقطع شبكة الهواتف في كيدال، ربما تحسبا لهجوم الجيش.

يتوقع عشرات الآلاف من سكان المدينة، المعقل التاريخي لحركات التمرد من أجل الاستقلال ومفترق الطرق على الطريق المؤدية إلى الجزائر، مواجهة منذ ان عاود الطوارق، الذين تمردوا عام 2012 وقبلوا وقف اطلاق النار في 2014، حمل السلاح في آب/اغسطس.

وقال مسؤول منتخب آخر، "السكان المدنيون يفرون من المدينة"، مضيفا "يجب ان نتوقع نزاعا طويلا".

نفذ الجيش في الأيام الماضية ضربات جوية في كيدال ضد ما وصفه بأنه أهداف "إرهابية". وقُتل عدد من المدنيين، بينهم أطفال، بحسب سكان والمتمردين، وهو ما نفاه الجيش.

وأعلن الجيش الخميس على مواقع التواصل الاجتماعي، بدء "تحركات استراتيجية بهدف تأمين والقضاء على أي تهديد إرهابي في منطقة كيدال". وهو يستخدم تسمية "ارهابيين" للانفصاليين والجهاديين على حد سواء.

انطلق رتل عسكري كبير متمركز منذ بداية تشرين الاول/اكتوبر على بعد حوالى 110 كلم جنوبا، الخميس او الجمعة في اتجاه كيدال.

استعادة السيادة

أصبح شمال مالي منذ آب/اغسطس مسرحا لتصعيد بين الاطراف المتواجدة هناك (جيش نظامي ومتمردون وجهاديون). وأدى انسحاب بعثة الأمم المتحدة التي دفعت الى الخروج من قبل المجلس العسكري، الى سباق للسيطرة على هذه المنطقة، مع مطالبة السلطات المركزية بإعادة معسكرات ومعارضة المتمردين ذلك فيما يعمل الجهاديون للاستفادة من هذا الوضع لتعزيز قبضتهم على المنطقة.

وأخلت مينوسما معسكرها في كيدال قبل أن يصل الجيش لتسلّمه. وهذا هو المعسكر الثالث والأخير الذي أخلته "مينوسما" في منطقة كيدال، بعد معسكري تيساليت وأغيلهوك.

يشكل عصيان كيدال ومنطقتها حيث مني الجيش بهزائم مذلة بين 2012 و2014، مصدر إزعاج طويل الأمد في باماكو، حتى بالنسبة للعسكريين الذين استولوا على السلطة بالقوة في 2020 وجعلوا من استعادة السيادة على الاراضي شعارهم.

وأعلنت الحكومة تصميمها على استعادة كيدال حيث الدولة المركزية غائبة.

غادرت بعثة الأمم المتحدة في مالي معسكرها في كيدال، ما أتاح لجماعات انفصالية يهيمن عليها الطوارق السيطرة عليه وأخذ أسبقية على الجيش المالي.

ويسلّط خروج بعثة الأمم المتحدة من كيدال الضوء على الأوضاع المتدهورة التي غادرت في ظلها بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) البلاد بناء على طلب من المجلس العسكري بعد عشر سنوات من الانتشار.

وسرّعت "مينوسما" انسحابها بعدما أجبرها على ذلك تدهور الأوضاع الأمنية مع تنازع كل الجهات الفاعلة المسلّحة (انفصاليون وجهاديون وجيش نظامي)، لكن هذا الأمر أثار حفيظة المجلس العسكري الحاكم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي