خليفة شويطر فنان يرسم بماء البحرين ومداد المحبة

المنامة - الأمة برس - كتب :حيدر الياسري* - خليفة شويطر فنان استطاع ان يتربع على هرم الفن التشكيلي البحريني بثقة وجدارة و، ما اكتبه الان هو قناعاتي بزيارتي الاولى للبحرين وبالتحديد الى أكاديمية شويطر الفنية ولقائي بالفنان المبدع الذي اتناوله هنا اليوم .
فنان ممتلئ بفنه وتواضعه وانسانيته مؤمن بأن الفن رسالة ، ووجه مشرق للبلد ، عليه أن يخلص له ليخلق الجمال الذي يتمناه لوطنه البحرين.
عرفته منذ اعوام فنان استطاع ان يحترف الفن ويمتهنه بثقة العارف بدواخل الخط واسرار اللون وماهية اللوحة وفلسفتها ،على مواقع التواصل الاجتماعي وكنت متابع جيد لكل ما يطرحه من اعمال تمتزج بين السريالية والواقعية المفرطة، له اسلوبه الخاص وفلسفته المتفردة برسائله التي يوجهها لجمهور الفن البحريني والعربي والعالمي .
خليفة محمد عبدالعزيز شويطر الميــــلاد المحرق،البحرين مواليـــــد 1973.اسعدت بزيارتي الى البحرين متوجها للقائه .
اقف حائرا امام الكم الهائل من الجمال الذي صنعته فرشاته المغسولة بمياه البحرين متشبه بحلاوتها وملحها ، مشعة بشمسها وحرارة جوها الذي ينعكس بكل طيف من اطياف أعماله التي جسدت ملحمة انتصارات مملكة البحرين ونيل استقلالها ، بجداريات زينت المتحف العسكري البحريني كمحطة مهمة من تاريخ هذا الفنان المتمكن من ادواته ومسيرته ، حتى انه يذكرني بالفنان الاسباني فرانشيسكو دي غويا ، وتوثيق المعارك الفرنسية ضد اسبانيا.

لكن فنانا شويطر اكثر اشراق وسطوع من سوداوية غويا ، وما يحمله من حلم للارتقاء بالحركة التشكيلية البحرينية حيث نرى ذلك جليا باهتمامه في اكادمية شويطر لدعم الفنانين المبتدئين والهواة، وحتى طلاب الفن الذين وضعوا اول خطاهم على طريق الابداع، مؤمنون بما آمن به استاذهم خليفة شويطة محور الموضوع ، حتى اني لمست تأثير واضح بأعمال الاغلبية من تلاميذه ،وكأنهم امتداد لشجرة انغرست جذورها في العمق التشكيلي البحريني فأورقت بباقات خلاقة، لمجموعة جميلة من الشباب والشابات المبدعين الذين تتلمذوا على يده من خلال أكاديمته التي اطلق عليها لقبه .

ثم انتقل هنا بعد لقائي به وزيارتي لعالمه الخاص (الاكاديمية) وانا اتفحص اعماله التي كنت اتابعها من خلال جهاز الكمبيوتر او الهاتف بعوالم السوشل ميديا ، لكن حين تقف وجها لوجه امام اعماله ، تشعر بنكهة الحس البحريني المعتق بالاصاله وعمق التاريخ الحضاري لهاذ البلد، ومدى انصهار الفنان شويطر وتوحده مع بلده ، متجسدا بجل اعماله التي شاهدتها .
فهو يفتح مغالق التاريخ لينقلك على بساط علاء الدين بواقعية سحرية، ممزوجة بسريالية الحلم المصنوع بمهارة يده وعمق فكره وحرفيه لونه .
سريالة خليفة التي يتصورها الكثير امتداد لمدرسة سلفادور ، لكني اختلف مع الجميع بالوعي او اللاوعي الحسي لدى شويطر، حيث أراه متاثرا بشكل واضح وجلي ، بالفنان ماكس أرنست وهو فنان ألماني ، اشتهر بلوحته (( الغطس في الماء اللوحة في عام 1919 )).

وهنا ارى خليفة يتقمص روح الفنان ماكس في جل اعماله ، والفريد في عمل شويطر الخصوصية الشرقية العربية الاصيلة في اعماله الفنية .
كلوحة صلاح الدين والملك فيصل بن عبد العزيز ال سعود، ناهيك عن تجربته الغنية في فن البورتريه لقادة البلاد ورموزها التي اثرى بها المتحف العسكري البحريني .

كذلك مجموعة البورتريهات الشخصية التي نفذها لنفسه بحالات مختلفه ، تذكرني بمهارة (رامبرنات) ممزوجه بجنون (دالي) وفي اعتقادي ما زال الفنان خليفه شويطر ، يعبد طرقات الفن التشكيلي البحريني امام الجيل الواعد ، ويمده بكل ما هضم من فن خلال مسيرته العملية ، ليقدمها بكل محبة وعمق انساني جميل ، وكرم بلا حدود لطلابه وطالباته الذي يقول عنهم انهم ابنائي وبناتي .
يبقى خليفة شويطر علامة مميزة وأيقونة بحرينية وفنان اكتمل في كل حواسه الفنيه ومشاعره الانسانية، وتواضعه امام طلابه ومن التقاه بكل صدق وايمان .
اقول يجب أن يسلط عليه الضوء عربيا وعالميا وأولهم البحرين التي ينتمي لها عشقا وفنا وولاء ، لأيماني بمنجزه الابداعي الذي أقل ما يقال عنه مبهر انه ابداع مبهر.

*فنان تشكيلي عربي امريكي