بوليتكو: إدارة بايدن تعتقد أن أيام نتنياهو باتت معدودة وتتطلع للمرحلة التالية

2023-11-02

يقول مسؤولون حاليون إن مصير نتنياهو المهتز كان  دائماً “في الخلفية” خلال محادثات  الإدارة حول الشرق الأوسط (أ ف ب)ذَكَرَ موقع مجلة “بوليتكو” أن الرئيس جو بايدن ومساعديه باتوا يعتقدون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد لا يستمر طويلاً في منصبه، لقد كُتب بيان نَعْيه أكثر من مرة ويبدو أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يبحثون عن خليفة محتمل له.

وفي التقرير، الذي أعدّه جوناثان ليمير وناحال توسي وألكسندر وورد، جاء أن مساعدي الرئيس بايدن البارزين ناقشوا احتمالاً باتت فيه أيام نتنياهو السياسية معدودة، ومرّرَ الرئيس هذا الشعور لرئيس الوزراء الإسرائيلي في نقاش أخير معه.

وجاء موضوع حياة نتنياهو السياسية القصيرة في لقاءات داخل البيت الأبيض، وشارك فيها بايدن، وذلك حسب مسؤولين بارزين في الإدارة. وحدث النقاش بالتأكيد منذ زيارة بايدن إلى إسرائيل، حيث التقى نتنياهو. وذهب بايدن بعيداً عندما أخبره بأنه يجب التفكير بالدروس التي يجب أن يشارك بها خليفته المحتمل، حسبما أضاف مسؤولون في الإدارة.

وأكد مسؤول سابق وحالي ما تعتقده الإدارة الأمريكية بأن نتنياهو لديه وقت محدد في منصبه. وقال المسؤول الحالي إن التوقعات الداخلية هي أن رئيس الوزراء قد يستمر لعدد من الأشهر، أو على الأقل بعد نهاية المرحلة الأولى من القتال في غزة، مع أن المسؤولين الأربعة أشاروا للسياسة الإسرائيلية التي لا يمكن التكهّن بها. وقال مسؤول: “سيكون هناك يوم حساب داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن ما حدث”، و”في النهاية ستنتهي المسؤولية على مكتب رئيس الوزراء”.

ويأتي التصور القاتم لمستقبل نتنياهو السياسي في وقت يعمل فيه الرئيس وفريقه للشؤون الخارجية وتحريك الدفة الدبلوماسية، فيما يواصل الزعيم الإسرائيلي وإسرائيل مواجهة دموية مع “حماس”، التي هاجمت إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وكانت رحلة بايدن، الشهر الماضي، لإسرائيل لتقديم الدعم، ولكنه حثّ، في أحاديثه الخاصة، نتنياهو على التقدّم بحذر في الحرب، وعدم توسيعها، وذلك حسب مسؤولين في الإدارة. ودفع بايدن نتنياهو لمنح الأولوية لحل الدولتين، وأن يكون حريصاً في الخطوات التي يتخذها لقطع شأفة “حماس”، بما في ذلك تحديات احتلال مستقبليّ لغزة.

وفي نقطة ما، حثّ بايدن نتنياهو على التفكير بسيناريو يمكن أن يغادر فيه السلطة، ويحلّ محلّه آخر. وهو تلميح بأن الزعيم الإسرائيلي، ربما لن يظل في السلطة طوال فترة الأزمة التي قد تكون طويلة. وقلّل مسؤول آخر، وبشكل منفصل، من فكرة اهتمام الإدارة بمستقبل نتنياهو السياسي، وأكد بوضوح أن الثرثرات ما هي إلا تكهنات كسولة، وأكد أن تركيز الإدارة هو على دعم إسرائيل. ويظل نتنياهو أطول رئيس وزراء يتولى المنصب، وطالما كُتِب نَعْيُه السياسي.

وبعد نشر هذا التقرير، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إن مستقبل نتنياهو السياسي “لم يناقشه الرئيس، ولم يناقش”. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي “تركيزنا” هو “على الأزمة المباشرة”.

ويقول مسؤولون حاليون إن مصير نتنياهو المهتز كان  دائماً “في الخلفية” خلال محادثات  الإدارة حول الشرق الأوسط. ذلك أن بايدن يتعامل، في الجهود الحربية، مع عدد من الساسة الإسرائيليين بعضهم في السلطة، وآخرون خارجها. وبحسب مسؤولين بارزين، وكذا مسؤولين حاليين وسابقين، فقد كانت المحادثات طريقة لوزن عدد من الإسرائيليين الذين قد يحملون الراية بعده.

وخلف تفكير الإدارة، هناك اعتقاد بأن نتنياهو أضعفه الفشل الأمني والعسكري، ومقتل أكثر من 1.400 إسرائيلي في هجوم “حماس”. كما أن المعارضة الدولية للعملية العسكرية في غزة، والتي قتلت الآلاف من الفلسطينيين، هزّت من موقفه.

ولاحظ المسؤولون الأمريكيون التراجع في شعبية نتنياهو، وأشاروا أيضاً للتقارير الضخمة عن الفشل الأمني الذريع، وفي الوقت الذي قدم فيه المسؤولون الأمريكيون دعماً وتضامناً مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، يحاولون أن يكونوا متقدمين خطوات في النظر إلى ما يعنيه سقوط نتنياهو للعلاقات الأمريكية- الإسرائيلية. ومن بين الأمور التي تناقشها إدارة بايدن هو اليوم التالي لغزة، وعندما يتوقف القتال، بما في ذلك إمكانية إرسال قوات دولية، وليس بالضرورة مع قوات أمريكية، لفرض الاستقرار بالمناطق.

 ورفضت الخارجية الأمريكية التعليق على التقرير، لكن بياناً من السفارة الإسرائيلية بواشنطن جاء فيه: “لم يحدث في أي نقطة من النقاشات الداخلية التطرق لأي من السيناريوهات التي وردت في هذا التقرير وفي الحوارات بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو”.

ولم يكن الأخير المفضل لدى فريق بايدن، فهو من أشد الداعمين لدونالد ترامب، الذي هزمه بايدن عام 2020، وربما قابله في انتخابات 2024، كما انتقد الاتفاقية النووية التي وقعها باراك أوباما مع إيران، عام 2015.

وطالما ما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين لسياساته التي تؤثر على حل الدولتين، الذي لا تزال الإدارة تؤمن به، كما أثار غضبهم بشأن “الإصلاحات” القضائية.

ومع ذلك، استطاع بايدن ونتنياهو التعامل مع بعضهما البعض. وفي أعقاب هجوم “حماس”، قدّمَ بايدن دعمه الكامل لنتنياهو وإسرائيل. إلا أن بايدن كان قاسياً في تقييماته الخاصة لنتنياهو وميوله الديكتاتورية التي صرفت النظر عن الاستعداد لهجوم “حماس”. وقال شخص على اطلاع بتفكير الإدارة: “يعرفون مع  من يعملون في الوقت الحالي، ولا أحد كشف عمن سيعملون معه”.

 وبِعينٍ على المستقبل، هناك حديث للعمل مع بيني غانتس، عضو حكومة الحرب الحالية، ونفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق، ويائير لبيد، زعيم المعارضة، من بين رموز محتملة.

ولم تنجح إدارة بايدن بدفع نتنياهو للاستماع لنصائحها، فمن جهة عبّر المسؤولون عن إحباطهم من دعوات الجلاء عن شمال غزة وقطع الإنترنت عنها. ولم تدعم واشنطن الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل لا تدعم “توقفاً إنسانياً” تدعمه أمريكا. وأخبر مسؤول إسرائيلي المجلة، يوم الأربعاء، أن إسرائيل مستعدة لمناقشة “التوقف الإنساني، ولعدد من الساعات”.

 وتخشى الإدارة من ربط نتنياهو مستقبله السياسي بالحرب، وربما صعد النزاع، حسب مسؤولين بارزين في الإدارة.

وتقول هاجر شمالي، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي والخزانة، أثناء إدارة باراك أوباما: “حتى في أحسن السيناريوهات لإسرائيل في هذه الحرب لن يظل نتنياهو في السلطة، بسبب رعب 7 تشرين الأول/أكتوبر، الذي سيظل حياً، ولأن الكثير من الإسرائيليين يربطون مباشرة بين غياب الأمن وسياسات نتنياهو”، و”عكس هذا، فلو طال أمد الحرب أو فتحت جبهة أخرى، فلا أزال أعتقد أن نتنياهو في طريقه للخروج من السلطة لأن الإسرائيليين يتساءلون بشكل مفتوح إن كان الرجل المناسب، ليس للانتصار في معركة محددة ضد “حماس”، ولكن للحرب الأوسع لإسرائيل سلمية وآمنة”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي