الرواية الأشهر في الأدب الهولندي : «البحيرة السوداء» تنصف سكان إندونيسيا الأصليين

متابعات الأمة برس
2023-10-25

رواية «البحيرة السوداء» الصادرة أخيراً عن دار «الكرمة» بالقاهرة  (دار النشر)القاهرة - «عمل قصير الحجم، لكنه مدهش ويمكنه أن يكسرك ويطاردك ويهزك وحتماً سيفعل. إنه نص رائع إلى حد تخديرك ثم فجأة يصبح صادماً وعليك أن تتخذ موقفاً». هكذا وصف ناقد هولندي رواية «البحيرة السوداء» الصادرة أخيراً عن دار «الكرمة» بالقاهرة للكاتبة الهولندية هيلا هاسه، بترجمة عن الهولندية مباشرة للكاتبة والمترجمة أمينة عابد.

وتصف صحيفة «الإندبندنت» البريطانية الرواية بأنها «تنطوي على سحر خاص جعلها كلاسيكية فور صدورها لكاتبة مهتمة بدرجات الرمادي أكثر من الأسود».

ويعود ناقد هولندي آخر ليصف العمل بأنه رواية قصيرة حاذقة تتطور القصة بسرعة، لكن قوتها تتعاظم ببطء في البداية. لافتاً إلى أن «أسلوب هاسه غير المزخرف قد يوهم القارئ بأنه يقرأ قصة بسيطة؛ وهذا ما سيزيد من افتنانه بالتعقيد الفعلي الذي يحققه النص في النهاية ليصبح عن جدارة المدخل الأمثل لأعمال سيدة الأدب الهولندي العظيمة».

تدور أحداث الرواية في الطبيعة الخلابة لجزيرة جاوة الإندونيسية، حيث يمضي صبيان طفولتيهما في استكشاف البحيرات والغابات الكثيفة. أحدهما هولندي وابن صاحب مزرعة، والآخر ابن خادم من سكان الجزيرة الأصليين. وإن كانت الصداقة الوثيقة التي تربط بين الصبيين اليافعين تجهل، بخاصة في بداياتها طبيعة بلد وشعب مستعمر، فهي لن تكفي وهما يكبران لرأب الصدع بين عالميهما المختلفين والمتعارضين. وعند لقائمها بعد فراق طويل تتحول مساحة الصداقة ساحة صدام يكون تأثيره فيهما أعمق مما كان في ذكريات الصبا والطفولة.

وتعد «البحيرة السوداء» واحدة من أشهر الروايات الهولندية على الإطلاق، وهذه هي المرة الأولى التي تُترجم فيها إلى العربية. وتعد هيلا هاسه (1918 - 2011) من الكاتبات المؤسسات للأدب الهولندي الحديث. وُلدت في العاصمة الإندونيسية باتافيا (جاكرتا حالياً) وانتقلت إلى هولندا بعد دراستها الثانوية. نشرت ديوان شعر عام 1945 بعنوان «زخم» ثم نشرت أولى رواياتها «البحيرة السوداء» عام 1948 التي أصبحت من الكتب الأساسية لأجيال من القراء وتبعتها روايات «تجول في الغاب المعتمة» و«عتبة النار» و«السيد بينثينك أو عنيد الطبع». نالت الكثير من الجوائز والتكريمات من دول أوربية وأفريقية وآسيوية عدة، ومن ضمنها جائزة الأدب الهولندية عام 2004، كما أطلق اسمها على كويكب يدور بين المريخ والمشتري.

أما المترجمة أمينة عابد، فهي من مواليد عفرين بسوريا 1970، درست في حلب ومدينة ليدن الهولندية، حيث بدأ اهتمامها بالأدب الهولندي. تعمل في الترجمة وتدريس اللغة العربية في أكاديمية اللغات في جامعة لايدن.

من ترجماتها عن الهولندية «الاعتداء» للكاتب هاري موليش 2017 و«إوز يأكل خبز البط» للكاتبة أنّا روت فيرتهايم، وكتاب «من أجلك» مجموعة قصصية للأطفال.

ومن أجواء الرواية نقرأ:

«فقط في المساء كنت أتناول العشاء مع أبي وأمي في بعض الأحيان، لكنني لم أشعر بالارتياح في أثناء هذه الأوقات قط. كانت المائدة التي يتدلى فوقها المصباح تشبه جزيرة من الوحدة في الشرفة الخلفية الواسعة. بين الحين والآخر يتبادل والداي بعض الكلمات بصوت خافت عادة عن الأمور المنزلية أو عن المصنع أو قضايا العمال. يتنقل الخادم بصمت بين المائدة وغرفة المؤن كي يقوم على خدمتنا وقد لفّ وشاحه حول رأسه للتو مثل تاج. كان إذا ما انحنى بالقرب مني شممت رائحة التبغ الممتزجة برائحة النشاء التي يعبق بها. في بعض الأحيان، كان أبي يطرح عليّ بعض الأسئلة عما إذا كنت مطيعاً وعما فعلته أثناء النهار. لم أكن أستطيع الإجابة بشكل عفوي قط؛ لمعرفتي أن نتيجة ذلك سوف تكون على الأغلب مشاجرة كلامية بينه وبين والدتي. كان يقطب ما بين حاجبيه علامة عدم الرضا وهو يستمع لي وأنا أتلعثم في الإجابة، ثم يقول لأمي:

لا ينبغي للولد أن يذهب إلى (الكامبونج)، حيث الأطفال الأصليون، هذا شيء يفسده. إنه لا يستطيع أن ينطق كلمة صحيحة بالهولندية، ألا تسمعين ذلك؟ لقد أصبح إندونيسياً خالصاً! لماذا لا تبقيه في البيت؟».

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي