جنازة استاذ قتل بهجوم اسلامي متشدد في فرنسا وسط اجراءات أمن مكثفة

باريس - ودّعت مدينة أراس في شمال فرنسا اليوم الخميس الأستاذ دومينيك برنار الذي طعنه حتى الموت قبل أيام طالب إسلامي متطرف أمام المدرسة التي يعمل فيها، ما وضع البلاد في حالة تأهب.

جرت جنازة هذا الاستاذ الفرنسي البالغ من العمر 57 عاما المتزوج من معلمة وأب لثلاث بنات في كاتدرائية أراس بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ووزير التعليم غابريال أتال.

وقالت زوجته إيزابيل أمام ما يقرب من ألف شخص تجمّعوا في الكاتدرائية "كان حسّاسًا وكتومًا ولم يكن يحبّ ضجيج العالم وغضبه".

وترأس القداس أسقف أراس المونسينيور أوليفييه لوبورني، وتم بثه على شاشة كبيرة أمام 600 شخص تقريبًا في ساحة الأبطال، عند سفح برج الجرس في المدينة، وسط انتشار أمني كثيف.

وقال الأسقف "نحن في حالة ذهول لكننا سويًا. نحن هنا، مذهولين، لكننا نرفض أن نسمح لأنفسنا بالسحق".

وعلقت الدروس في الصباح في مدرسة غامبيتا-كارنو الثانوية، مسرح الهجوم، ما سمح للموظفين والطلاب بحضور الجنازة.

ووُضعت باقات ورود على الدرج المؤدي إلى مدخل الكاتدرائية حيث كان في استقبال النعش نحو ثلاثين معلمًا وعاملًا في المدرسة التي شهدت الهجوم.

وحصل دومينيك برنار على وسام جوقة الشرف اليوم الخميس، وهو أهم وسام فخري فرنسي.

تسبب مقتله في 13 تشرين الأول/أكتوبر، الذي جاء بعد ثلاث سنوات تماما على اغتيال أستاذ التاريخ والجغرافيا صمويل باتي في ضواحي باريس على أيدي شاب متطرف، صدمة خصوصا لدى المعلمين.

- "صدمة" -

في مقابلة الأربعاء مع المجلة الأسبوعية المسيحية الفرنسية "لا في"، قالت والدة وشقيقة الاستاذ الذي يصفه زملاؤه وطلابه بأنه رجل شغوف بعمله، إنهما تأملان في أن يكون "آخر" أستاذ يُقتل.

وقالت السيدتان إنهما "تأملان أن يخلق ذلك صدمة تجعلنا جميعا نقول إننا بحاجة إلى التسامح، لكي تبقى فرنسا أرض استقبال".

ووضعت فرنسا في حالة تأهب "لهجوم طارئ" اعتبارًا من مساء وقوع الهجوم الذي نفذه الروسي المتطرف محمد موغوشكوف (20 عامًا) الذي أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الاسلامية.

تعززت المخاوف أيضًا بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس التي دفعت السلطات إلى تعزيز إجراءات الأمن واليقظة.

تم إخلاء مدرسة غامبيتا-كارنو صباح الاثنين 2023-10-16 بعد إنذار كاذب بوجود قنبلة ما أبقى الطلاب والأهالي والمعلمين في حالة توتر.

وأدت إنذارات أخرى في الأيام الماضية الى عمليات إخلاء مؤسسات تعليمية في كل أنحاء فرنسا وكذلك متحف اللوفر في باريس وقصر فرساي وحتى مطارات.

- قلق -

تفاقم القلق بعد مقتل سويديين اثنين مساء الاثنين 2023-10-16 في بروكسل في اعتداء تبناه تونسي قتلته الشرطة لاحقا.

ووجهت إلى محمد موغوشكوف تهمة القتل بما يتصل بخطة إرهابية وسجن مساء الثلاثاء 2023-10-17، وسجن شقيقه البالغ من العمر 16عاما بتهمة التواطؤ وابن عمه البالغ من العمر 15 عاما بتهمة الامتناع الطوعي عن منع جريمة.

وكان موغوشكوف قد تسبب في حالة من الذعر في المؤسسة صباح 13 تشرين الأول/اكتوبر وهو يحمل سكينين في يده، وقام بقتل دومينيك برنار قبل أن يصيب ثلاثة بالغين بجروح، اثنان منهم إصابتهما خطرة، ثم توقيفه.

وموغوشكوف المدرج على قائمة المتطرفين، كان ملاحقًا من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي "منذ نهاية تموز/يوليو" بسبب علاقاته مع شقيقه المسجون بتهمة المشاركة في مخطط اعتداء في باريس يستهدف قصر الاليزيه، ووالده المدرج أيضا في ملفات الاستخبارات.

وقال مصدر في الشرطة إن والده الذي طرد في 2018 في جورجيا "على الارجح".