
واشنطن - ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل مفاجىء زيارة كانت مقررة اليوم الاثنين لكولورادو ما عزز تكهنات صحافية باحتمال زيارته إسرائيل قريبًا لإظهار الدعم لها في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة.
أعلن البيت الأبيض ان بايدن سيبقى في واشنطن "للمشاركة في اجتماعات بشأن قضايا الأمن القومي" وسط مخاوف متزايدة من احتمال توسع النزاع بين اسرائيل وحماس اقليميا.
يأتي ذلك فيما ذكرت عدة وسائل إعلامية أميركية بينها "أكسيوس" و"سي إن إن" أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يناقشون احتمال سفر بايدن إلى إسرائيل هذا الأسبوع.
وقال البيت الأبيض إن "زيارة الرئيس الى كولورادو تأجلت وسيتم تحديد موعد لاحق لها. سيبقى الرئيس في البيت الأبيض للمشاركة في اجتماعات الأمن القومي".
كان من المقرر أن يسافر بايدن (80 عامًا) إلى كولورادو لزيارة مصنع توربينات الرياح والترويج للانتعاش الاقتصادي والرسائل المؤيدة للبيئة في إطار حملته لانتخابات العام 2024.
إلغاء الزيارة في اللحظة الأخيرة أمر غير معتاد ولا سيما ان الرحلات الرئاسية تكون عادة مخططة بشكل دقيق، وكان مفاجئا لدرجة أن مسؤولي البيت الأبيض كانوا قد نشروا قبل ساعات فقط تفاصيل عن زيارة كولورادو.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الوطني جون كيربي لشبكة "سي إن إن" إن بايدن "سيبقى مركزا على ما يحصل بين اسرائيل وحماس".
وأضاف "بالنسبة لاسرائيل، كان هناك دعوة من رئيس الوزراء لكن مرة أخرى - لا يوجد سفر للتحدث عنه في الوقت الراهن".
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن موجود في القدس حاليا، في ثاني زيارة له الى اسرائيل خلال أقل من أسبوع، بعد جولة عربية سعى خلالها لحشد تأييد ضد الحركة والبحث عن سبل لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة.
وبعد أربعة أيام من زيارة تضامن الى تل أبيب بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عاد بلينكن للقاء المسؤولين الاسرائيليين في ظل تحضيرات واسعة تقوم بها الدولة العبرية لعملية برية في القطاع المحاصر.
- "قلق" -
تعهد بايدن مرارا تقديم دعم قوي لإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الوثيقة، في ردها على الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من غزة وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين.
أطلقت إسرائيل التي شهدت الهجوم الأكثر دموية في تاريخها، حملة ضربات على قطاع غزة أدت الى مقتل 2750 شخصا على الاقل معظمهم مدنيون، والى دمار كبير.
تزداد المخاوف من احتمال دخول حزب الله اللبناني المدعوم على غرار حماس من ايران على خط المواجهة مع حصول بعض المناوشات على الحدود الشمالية لاسرائيل.
وقال كيربي "من المثير للقلق احتمال فتح بعض الجبهات الشمالية".
وأضاف "حتى هذا الصباح، لم نر أي مؤشرات قوية الى أن حزب الله قرر التدخل وفتح جبهة ثانية فعليا".
وقد أرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات - "يو إس إس جيرالد آر فورد"و"يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" - إلى المنطقة لردع الأطراف الأخرى عن الضلوع في النزاع.
وأوضح كيربي أن بلينكن يعمل في هذا الوقت "بجهد كبير جدا في المنطقة" لمحاولة تأمين فتح معبر رفح إلى قطاع غزة من مصر، وهو ما سيسمح بدخول المساعدات وخروج الأجانب.
وقالت الولايات المتحدة تكرارا انها لا تعتزم نشر قوات على الأرض لدعم اسرائيل لكنها زادت من إظهار الدعم للدولة العبرية مع تدهور الوضع.
لكن بايدن حذر في مقابلة بثت امس الاحد من إن أي تحرك من جانب إسرائيل لاحتلال قطاع غزة مرة أخرى سيشكل "خطأ فادحا".
وكان بايدن زار منطقة حرب أخرى هي اوكرانيا في شباط/فبراير الماضي، في رحلة تم التحضير لها بسرية تامة. وزار اسرائيل آخر مرة في تموز/يوليو 2022.