بيركنستوك تكرّس نجاحها العالمي بدخول بورصة نيويورك

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-11

صنادل من ماركة "بيركنستوك" في متجر تابع للشركة الألمانية العملاقة في مدينة فينيس بولاية كاليفورنيا الأميركية في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2023 (ا ف ب)

تطرح شركة بيركنستوك الألمانية العملاقة في مجال صنع الصنادل أسهمها للتداول لأول مرة في بورصة نيويورك الأربعاء، مع طرح عام أولي يقدّر قيمة الشركة بـ8,6 مليارات دولار، في تكريس لنجاحها في مجال الموضة والفخامة.

وحددت بيركنستوك السعر الإفرادي للسهم عند 46 دولاراً الثلاثاء، بحسب وسائل إعلام أميركية، وهي قيمة متوسطة في إطار المروحة المحددة أساساً بين 44 دولاراً و49.

السياق الحالي مناسب للشركة التي انضوت سنة 2021 تحت راية مجموعة "ال في ام اتش" الرائدة عالمياً في مجال المنتجات الفاخرة. فقد ظهرت الصنادل ذات الأشرطة ونعال الفلين في قدمي باربي، في نسخة وردية، في الفيلم المخصص للدمية الشهيرة الذي حقق نجاحاً كاسحاً حول العالم خلال الصيف.

أما بالنسبة لسوق الاكتتابات العامة الأولية، المثقلة منذ أكثر من عام ونصف عام بسبب تشديد شروط الائتمان، فإنها تستعيد حيويتها.

وقد حققت الاكتتابات الأخيرة في البورصة لشركة "ارم" البريطانية المصممة للمعالجات الدقيقة، ومنصة توصيل البقالة الأميركية "إنستاكارت"، نجاحاً لافتاً.

طموحات عالمية

ورأى أستاذ إدارة العلامات التجارية الفاخرة في جامعة بفورتسهايم الألمانية فرناندو فاستوسو أن "الاكتتاب العام في نيويورك يظهر الطموحات العالمية" لبيركنستوك.

فمن خلال التعاون مع دور أزياء مثل ديور وجيفنشي وسيلين، بدأت الشركة بالفعل هذا التحول إلى حد كبير في السنوات الأخيرة، لتصبح علامة تجارية لأحذية وصنادل يمكن انتعالها على الشاطئ، في السهرات أو على منصات العرض.

وأحدث مثال على ذلك: أحذية "طوكيو" Tokio المفتوحة وصنادل "ميلانو" Milano المتوفرة في مجموعة من الألوان الزاهية، والتي ظهرت في عرض لدار ديور Dior للرجال في حزيران/يونيو، كجزء من تعاون جديد مع العلامة التجارية الألمانية.

منذ عام 2021، تدار بيركنستوك من جانب صندوق الاستثمار "ال كاترتون" L Catterton، الذي ترتبط به الشركة الرائدة عالمياً في مجال السلع الفاخرة "ال في ام اتش" ورئيسها برنار أرنو.

وتظل عائلة أرنو مساهمة في الشركة التي لا يزال مقرها في ألمانيا وتعود أصولها إلى عام 1774.

وبدأت الشركة بتسويق النعال، قبل أن تنطلق في مجال صنع الصنادل في عام 1963. وفي البداية، كانت هذه الأحذية الألمانية مخصصة للاستخدامات الطبية بداعي تقويم العظام، ثم استحالت من المنتجات المحببة لأتباع حركة الـ"هيبي"، قبل أن تصبح علامة تجارية عصرية.

وخضعت شركة بيركنستوك لتغيير كبير عندما استعانت العائلة بإدارة خارجية في عام 2013.

وقد كان ذلك بمثابة التحول "من شركة عائلية تركز على الإنتاج إلى شركة عالمية تدار بشكل احترافي"، بحسب تحليل أجرته شركة "سي ام سي ماركتس" CMC Markets.

ونمت مبيعات بيركنستوك بمعدل 20% خلال السنوات التالية، وفق الشركة عينها.

عين على الصين

ولفت فاستوسو إلى أن "بيركنستوك تريد الآن تطوير مكانتها المميزة لاستهداف السوق الفاخرة المتنامية حول العالم".

وأشارت مارغريت لو رولان، المحللة في شركة الأبحاث يورومونيتور، إلى أن "القوة المالية لشركة ال في ام اتش تمنح بيركنستوك الآن الوسائل اللازمة لتوسيع شبكتها من الموزعين في جميع أنحاء العالم".

وبعيداً عن أوروبا والولايات المتحدة حيث تتمتع شركة بيركنستوك بمكانة راسخة، تُعدّ الصين والهند والمكسيك وتايلاند أسواقاً واعدة.

لكنّ تحويل شركة عائلية ألمانية إلى شركة عامة مدرجة في وول ستريت لا يخلو من المخاطر.

ففي سوق الأزياء والمنتجات العصرية، "تكون المنافسة شديدة، سواء مع الشركات القائمة أو مع لاعبين جدد" في سياق تتعرض فيه ميزانيات المستهلكين لضغوط بسبب التضخم، وفق "سي ام سي ماركتس".

وإذا كان عشاق المنتجات الفاخرة يتوقعون أن تكون العلامة التجارية التي يشترونها نادرة، فيجب على بيركنستوك أن تختار خفض الكميات المباعة، بحسب فاستوسو.

وقد استُنسخ الصندل ذو النعل السميك على نطاق واسع، ويمكن العثور عليه في كل مكان من دون إمكان التعرف على علامته التجارية بوضوح دائماً، ما يشكل تحدياً جديداً لبيركنستوك.

وسجلت الشركة مبيعات بقيمة 1,11 مليار يورو في الأشهر التسعة الأولى من سنتها المالية، من تشرين الأول/أكتوبر إلى حزيران/يونيو، بزيادة 21% على أساس سنوي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي