البحث الأخير عن الناجين من زلزال المغرب  

أ ف ب-الامة برس
2023-09-13

 

 

عمال الإنقاذ يقومون بإجلاء إحدى الناجيات من زلزال المغرب بعد أن أنقذوها من تحت الأنقاض (أ ف ب)   الرباط: كثفت فرق الإنقاذ جهودها الضخمة لتقديم الإغاثة إلى القرى الجبلية المغربية المنكوبة يوم الأربعاء 13سبتمبر2023، مع تضاؤل ​​فرص العثور على ناجين من الزلزال القوي الذي أودى بحياة 2900 شخص وخلف مئات الآلاف من المشردين.

كانت المركبات المحملة بالإمدادات تسير ببطء على الطرق الجبلية المتعرجة لتوصيل المواد الغذائية والخيام التي هم في أمس الحاجة إليها للناجين من أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من ستة عقود.

ولا تزال فرق البحث في الأماكن تجوب الأنقاض بحثًا عن الأحياء. لقد تجاوز المغرب الآن فترة الـ 72 ساعة التي تعتبر فيها عمليات الإنقاذ هي الأرجح، ومع ذلك يتم العثور على ناجين في بعض الحالات بعد تلك الفترة بكثير.

وظهرت الخيام الصفراء التي وزعتها الحكومة في مخيمات الأشخاص الذين شردوا في المناطق الأكثر تضررا جنوب مراكش، مع تدمير العديد من القرى في جبال الأطلس الكبير بالكامل.

وقالت فاطمة بن حمود، 39 عاماً، بالقرب من مركز توزيع الملاجئ المؤقتة: "الشيء الوحيد الذي بقي من تلك القرى هو اسمها".

وكانت عائلتها تعيش في إحدى الخيام في حديقة في أمزميز، التي أصبحت مركز مساعدات للقرى الجبلية، لأن منزلهم لم يعد آمناً.

ويشكل وصول الملاجئ مؤشراً على أن المساعدات قد بدأت في التدفق، ولكن المقصود منها أن تكون مؤقتة فقط ولن تكون كافية على الإطلاق لمواجهة موسم البرد والمطر الذي يقترب.

- قرى جبلية متضررة بشدة -

ويعيش المغرب حدادًا عميقًا على قتلاه، حيث أبلغت آخر حصيلة يوم الثلاثاء عن مقتل 2901 شخصًا على الأقل وإصابة 5530 آخرين في الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي وقع في وقت متأخر من يوم الجمعة عندما كان الكثيرون في منازلهم.

وفي مدينة مراكش، المركز السياحي، التي تعرض مركزها التاريخي المدرج على قائمة اليونسكو للتشققات وغيرها من الأضرار، لا تزال العديد من العائلات تنام في العراء، وتتجمع في الأغطية في الساحات العامة خوفا من الهزات الارتدادية.

لكن الحاجة كانت أشد ما تكون في القرى الجبلية النائية والفقيرة، والتي لا يمكن الوصول إلى الكثير منها إلا عبر طرق ترابية متعرجة، حيث انهارت المنازل التقليدية المبنية من الطوب اللبن وتحولت إلى أنقاض وغبار.

قام الملك محمد السادس، الثلاثاء، بزيارة إلى ضحايا الزلزال بالمستشفى الجامعي بمراكش، حيث قالت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية إنه "اطلع على الحالة الصحية للجرحى" قبل التبرع بالدم.

وهرع العديد من المواطنين المغاربة لمساعدة ضحايا الزلزال بالطعام والماء والبطانيات وغيرها من المساعدات أو بالتبرع بالدم للمساعدة في علاج الجرحى، وهو جهد انضم إليه الفريق الوطني لكرة القدم.

- تحدي إعادة البناء -

وسمح المغرب لفرق الإنقاذ بتقديم المساعدة له من إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، لكنه رفض حتى الآن عروضا من عدة دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكان الزلزال أقوى زلزال يضرب المغرب على الإطلاق والأكثر دموية يضرب البلاد منذ زلزال عام 1960 الذي دمر مدينة أغادير على ساحل المحيط الأطلسي، مما أسفر عن مقتل ما بين 12 ألف و15 ألف شخص.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 300 ألف شخص تضرروا، ثلثهم من الأطفال.

ومن المتوقع أن تكون جهود إعادة البناء هائلة بالنسبة للدولة الواقعة في شمال إفريقيا التي كانت تعاني بالفعل من مشاكل اقتصادية وسنوات من الجفاف وتخشى الآن حدوث تراجع في قطاع السياحة الحيوي.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي