تجرأ وقل.. أحسِن القول".. الجرأة على القول تبدأ من الإصغاء إلى النفس

الاسرة - الامة برس
2023-08-15

"تجرأ وقل.. أحسِن القول".. الجرأة على القول تبدأ من الإصغاء إلى النفس(الاسرة)

يحدث أن نتلقى في حياتنا اليومية كلمات جارحة، أو نواجه أوضاعاً مأزومة أو متوترة، لنجد أنفسنا أمام واحد من خيارين: إما أن نلتزم الصمت أو أن نرد بعنف.

أما هذا الكتاب «تجرأ وقل.. أحسِن القول» ، من تأليف أندريه بيترا، فهو يدلنا على طريق ثالث، ويعلمنا كيف نقول بوضوح ما نريد قوله من دون أن نصيب علاقتنا مع الآخرين بضرر يصعب إصلاحه.

الجرأة على القول أو التعبير، وحسن القول والتعبير، يجب أن يكونا مترافقين على الدوام. قد يبدو بعض الأشخاص أكثر ارتياحاً في جرأة القول ولكن هذا لا يعني أنهم يحسنون القول، فقد تكون ردود فعلهم عدائية وجارحة لتقود إلى نتائج لا تحمد عقباها من توتر في العلاقة ونزاعات وشعور بالذنب وتأنيب ضمير وعزلة...

حسن القول هو أولاً معرفة ماذا نقول. وتكون البداية في وضع رسالة واضحة ومتوازنة ثم التأكد من الحالة النفسية التي يجب أن نوصل بها رسالتنا والتي يجب أن تكون خالية من أي نزعة انتقامية أو عدائية. بهذه الطريقة فقط نتمكن من إقامة علاقة بناءة وصادقة وأصيلة.

ضعوا رسالة موجهة إلى الشخص الذي جرحكم، لكنكم لن ترسلوا إليه هذه الرسالة أبداً، لأنه عبارة عن رسالة تمكنكم من استيضاح مشاعركم وأفكاركم إزاء ما حصل وإزاء السلوكيات الجارحة أو الكلمات المؤذية التي تعرضتم لها. وهذه هي المرحلة التحضيرية الأولى التي تكتسبون فيها الجرأة على القول. اكتبوا في الرسالة كل ما لم تتمكنوا يوماً من قوله لهذا الشخص وعبروا فيها عن غضبكم المكبوت. هي في الحقيقة رسالة غضب من كل ما حصل وتفاصيله الدقيقة بالمكان والزمان إن أمكن. والهدف من هذا هو إعادة تذكر الوضعيات الجارحة بشكل دقيق وغير قابل للنفي أو الجدل، على سبيل المثال: «أنا غاضب/ة منك لأنك قلت لي«أنت غبي/ة يوم كذا وأمام فلان وفلان...»

كتابة رسالة غضب ضد أنفسكم. قد يبدو الأمر غريباً، لكن تدهور أي علاقة يعني أن كل طرف فيها مسؤول بطريقة ما عن تدهورها. لذا عليكم أن تواجهوا مسؤوليتكم، لأن من لا يجرؤ على القول يعاني بشكل مضاعف حين لا يرد فهو يتألم من الجرح الذي أصابه به الآخر ومن عدم جرأته على القول في آن. وهذا ما قد يؤدي به إلى فقدان احترامه لنفسه وثقته بها ما يتسبب بدوره بغضب من الذات. لذا ينبغي إخراج هذا الغضب وهو غضب مفيد لأنه يسمح بالوصول إلى مرحلة نضع فيها حداً لهذه الأوضاع المؤلمة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي