"إهدن للكتاب".. اعتمادٌ على الناشر المحلّي

2023-08-13

رغم ما يُعانيه لُبنان من مركزية ثقافية، تكاد فيها بيروت تستحوذ على القِسم الأكبر من الأنشطة والفعاليات، وبالأخص عند الحديث عن معارض الكُتب، إلّا أنّ عدداً من تلك الأنشطة، التي توصَف بأنَّها "بعيدة عن المركز"، استطاع أن يتحوّل إلى موعد سنوي مُنتظم. ومنها "معرض إهدن للكتاب"، الذي انطلقت فعالياتُ دورته السادسة عشَرة، الخميس الماضي، وتتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري.

المعرض الذي تأسّس عام 2008، بمبادرة محلّية حملت عنوان "بالعكس"، لم يكن في بداية الأمر، أكثر من مساحة للتواصُل المباشر بين عددٍ من الفاعلين الثقافيّين، لكنّه سرعان ما تنامى في الأعوام اللاحقة، حيث تركّز العمل عام 2011 ضمن مجموعة أوسع، هي "اللقاء الثقافيّ - زغرتا الزاوية"، حسب ما يُوضّح بيان المُنظّمين المتوفّر على موقعهم الإلكتروني.

منذ ذلك التاريخ، بات المعرض تقليداً ثقافيّاً في البلدة التي تقع في شمالي لبنان، حيث يحرص عددٌ من الكُتّاب على توقيع إصداراتهم من خلاله، كما نجح في استقدام كُبريات دُور النشر المحلّية، في حين يظلّ الأهم من كلّ ما سبق، هو ما يتوافد إليه من جمهور واسع.

ورغم كمّية الكتب التي يُتيحها المعرض، هذا العام، إذ بلغت 16 ألف كتاب، يبقى السؤال: ما نوعية العناوين المطروحة؟ وما مدى شموليّتها؟ خاصة أنّ المعارض خارج بيروت، تقع تحت ضغوط مادّية كبيرة في ظلّ غياب الدعم الحكومي، كما لا يصلها كلّ جديد دوماً، بسبب عوامل عديدة، منها الوضع الاقتصادي في البلاد، وتأثيره على عملية شراء الكتاب وترويجه، الأمر الذي يتصرّف به المنظمون عادة وفقاً لتقديراتهم المُباشرة.

لا تقتصر أنشطة المعرض على منصات البيع، بل يتضمّن عدداً من الندوات والتوقيعات، والتي تبدأ هذا اليوم مع الشاعر اللبناني فوزي يمين، الذي يُوقّع، بدءاً من الخامسة مساء، عملَه الأخير، الصادر عن "دار النهضة العربية"، بعنوان "الاستئناس بالعدم: في الحَجْر والثورة والانفجار والانهيار".

أما يوم الثلاثاء المُقبل، فيتضمّن لقاءَين، الأوّل عند الخامسة، بعنوان "الهويات الجنسية والجندرية، إلى أين؟"، ويشارك فيه باحثون ومختصّون، والثاني عند السابعة "سيمون القندلفت: على خشبة المسرح"، يروي فيه الفنّان اللبناني تجربته المسرحية منذ بداياتها.

على أن تتوزّع باقي الندوات ضمن موضوعات مختلفة بين الاقتصاد والفكر والسياسة، وهي: "الذكاء الاصطناعي: هل هو ذكي؟"، و"سميح زعتر: مُصوّر القريب لا البعيد"، و"هل الموهبة وَهم؟"، و"أنطوان الدويهي: عالَم بين الأدب الأدب والجمال"، و"هل وراء أزمة لبنان هويات اقتصادية قاتلة؟".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي