الائتلاف الحاكم في ماليزيا يحافظ على قواعده في انتخابات إقليمية هامة

ا ف ب - الأمة برس
2023-08-13

رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في مؤتمر صحافي في العاصمة كوالالمبور بعد الاعلان عن نتائج انتخابات مجالس ست ولايات في 12 آب/أغسطس 2023 (ا ف ب)

كوالالمبور - حافظ الائتلاف الحاكم في ماليزيا بقيادة رئيس الوزراء أنور إبراهيم على قواعده أمام تحالف معارض في انتخابات مجالس ستّ ولايات، واعتبر محللون أن رفعه هذا التحدي سيوفر له وقتا لتعزيز سلطته في الدولة المسلمة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

وانتخابات السبت هي أصعب تحد سياسي يواجهه حتى الآن أنور إبراهيم الذي تولى في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي رئاسة حكومة وحدة وطنية بعد انتخابات عامة لم تسفر عن غالبية مطلقة لأي حزب. 

لا يؤثر انتخاب أعضاء مجلس الولايات على غالبية الثلثين الداعمة لأنور في البرلمان.

لكن الاستحقاق اعتُبر على نطاق واسع اختبارا لشعبية أنور، بما في ذلك جهوده من أجل مجتمع أكثر اندماجا يسمح للأقليات الإتنية الوازنة من الصينيين والهنود بمشاركة أوسع في الدولة ذات الغالبية المسلمة من إتنية الملايو.

أظهرت النتائج الصادرة عن لجنة الانتخابات أن تحالف "باكاتان هارابان" (تحالف الأمل) بزعامة أنور احتفظ بثلاث ولايات هي سيلانغور وبينانغ ونيغيري سمبيلان.

يقع في سيلانغور أكبر ميناء في البلد، وتستضيف بينانغ صناعة أشباه الموصلات المزدهرة، وهما الولايتان الأغنى في ماليزيا.

أما تحالف المعارضة "بيريكاتان ناسيونال" (التحالف الوطني) الذي يهدف عضوه الرئيسي حزب "بي إيه إس" إلى إنشاء دولة ثيوقراطية، فقد حافظ على سيطرته على ولايات كيدا وترينغانو وكيلانتان.

وفقد الائتلاف الحاكم غالبية الثلثين في سيلانغور، حيث حققت المعارضة تقدما قويا.

- "قرار الشعب" -

علّق أنور إيراهيم على النتائج في مؤتمر صحافي عقد في وقت متأخر من الليل، وقال "هذا قرار الشعب. علينا احترام هذا القرار" كما دعا إلى وحدة الصف. 

وأضاف إن "الحكومة الفدرالية لا تزال قوية بعد هذا الاقتراع وسنواصل تعزيز ازدهار ماليزيا".

وقال الخبير في مركز أبحاث المحيط الهادئ في ماليزيا أوه إي صن "لقد كان فوزا مثيرا لأنور بعد أن أحبط تحدي الحزب الإسلامي القوي بي إيه إس".

بدورها، قالت الخبيرة في الشؤون الماليزية في جامعة نوتنغهام بريدجيت ويلش إن الاحتفاظ بالولايات الثلاث "انتصار لأنور" لأنه "خاض هذه الحملة بشكل دفاعي".

وقال المحلل السياسي في شركة سولاريس ستراتيجيز سنغافورة الاستشارية مصطفى عز الدين إن الفوز "يخفّف الضغط على أنور من نواحٍ عديدة إذ لن يواجه أي تحولات سياسية كبيرة يمكن أن تغير الوضع الراهن".

لكنه أضاف في تصريح لوكالة فرانس برس إن النتيجة مخيبة للآمال أيضا لأن "ائتلافه لم يحرز تقدما كبيرا" في الانتخابات.

واعتبر الخبير أن أنور "لديه وقت كافٍ" قبل الانتخابات العامة عام 2027 "لحشد الدعم بما في ذلك المساومات السياسيات المعقدة التي قد تحدث داخل التحالف".

- "يجب أن يظل يقظًا" -

حذّر الخبير في شؤون ماليزيا في جامعة تسمانيا في أستراليا جيمس تشين في وقت سابق السبت من عواقب "وخيمة" إذا خسر أنور ولو ولاية واحدة، ومن بين تلك العواقب تغيّر الولاءات التي يمكن أن تهدد مستقبله السياسي. 

أصبح أنور إبراهيم (76 عاما) رئيسًا للوزراء في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد صراع طويل خاضه أثناء تزعمه المعارضة.

وقد فاز حزبه بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات العامة لكنه فشل في تحقيق الغالبية المطلقة اللازمة لتشكيل الحكومة.

وأجبره ذلك على تشكيل ائتلاف مع خصوم سابقين في "المنظمة الوطنية المتحدة للملايو" لضمان تأمين غالبية الثلثين في البرلمان ونيل موافقة ملك ماليزيا على تشكيل "حكومة وحدة".

صمد التحالف حتى الآن في بلد شهد تعاقب ثلاثة رؤساء حكومات خلال أربع سنوات، بعد هزيمة نجيب رزاق وخسارته رئاسة الوزراء في انتخابات 2018 وسط فضيحة الفساد المتعلقة بصندوق الثروة السيادي "1ام دي بي".

لكن المحلل أوه إي صن قال إن أنور "يجب أن يظل يقظًا"، مضيفا "ليس هناك ما يضمن بقاء حكومته حتى الانتخابات العامة المقبلة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي