معدتك ليست المسؤول الوحيد.. هكذا يساهم دماغك في التحكم بفقدان الوزن أو زيادته

الأمة برس - متابعات
2023-08-12

هكذا يساهم دماغك في التحكم بفقدان الوزن أو زيادته (التواصل الاجتماعي)

كما نعلم جميعاً يعتمد فقدان الوزن على تقليل نسبة الدهون المتجمعة في أجزاء مختلفة من أجسادنا، ويتم ذلك غالباً باعتماد نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية والقيام بالتمارين الرياضية، لكن هل كنت تعلم أن دماغك أيضاً يلعب دوراً حيوياً في عملية فقدان الوزن؟

كيف ينظم الدماغ وزن الجسم؟

إذا قمنا بدراسة تأثيرات دواء أوزمبك المخصص لمرض السكري، على سبيل المثال، نستطيع فهم دور الدماغ في عملية فقدان الوزن بشكل أفضل.

فإذا ترافقت حقنة واحدة أسبوعياً من هذا الدواء مع التمارين والحمية الغذائية، من الممكن أن تساعد الأشخاص على  فقدان 15% من وزنهم.

لكن في الحقيقة، لا يغير أوزمبك بصورة مباشرة من قدرة الجسم على حرق الدهون. بل إنه بدلاً من ذلك، يعمل بصورة غير مباشرة عن طريق تعديل استجابة الدماغ للغذاء.

فكيف إذن ينظم الدماغ وزن الجسم؟

لدى كل منا وزن محدد -يُعرف بالنقطة المحددة- ويريد دماغنا أن يحافظ عليه، بالطريقة نفسها التي يحافظ بها على درجة حرارة الجسم في حدود معينة، وذلك حسبما قال الدكتور مايكل شوارتز، أستاذ الطب بجامعة واشنطن، خلال حديثه مع موقع Live Science الأمريكي.

أوضح شوارتز أنه على مدى التاريخ البشري، كان الأشخاص الذين حافظوا على ضبط دهون الجسم عند مستوى محدد، هم من يبقون على قيد الحياة على الأرجح خلال فترات ندرة الغذاء، إضافة إلى أنهم يتجنبون المشكلات الصحية المصاحبة للسمنة.

تفسر نظرية "النقطة المحددة" للوزن السبب في فشل الحميات الغذائية أحياناً: فالدماغ "يريد" أن يُبقي الأشخاص عند وزن أعلى من المتوسط، ويرسل إشاراتٍ كيميائية تحفز الجوع، وإشاراتٍ أخرى تعرقل عملية فقدان الوزن. كذلك يجد الأشخاص الراغبون في فقدان ذلك الوزن، صعوبةً في مواصلة اتباع الحمية الغذائية على المدى الطويل، لهذه الأسباب نفسها.

قال شوارتز إن الدماغ هو "العائق الوحيد الأكبر أمام فقدان الوزن على المدى الطويل".

عندما نأكل، تفرز الأمعاء الهرمونات والببتيدات الصغيرة -وهي أجزاء البروتينات الصغيرة- في مجرى الدم، ومن بينها الببتيد الشبيه بالغلوكاكون-1 (GLP-1)، الذي يعبث به دواء أوزمبك، وأيضاً ببتيد جريلين، الذي يساعد في تنظيم الجوع. تصل هذه المواد الكيميائية إلى جذع الدماغ عبر المحور الدماغي المعوي، الذي يربط بين الأمعاء والدماغ.

يرسل جذع الدماغ بعد ذلك إشارات إلى تحت المهاد، وهو عبارة عن بنيةٍ تشبه اللوزة موجودة داخل الدماغ، تجعل الناس يشعرون بالشبع. ويحافظ تحت المهاد -وهو المنطقة في الدماغ التي تدافع عن النقطة المحددة للوزن- على السيطرة على كمية الطعام التي يتناولها الأشخاص والدهون المخزنة في أجسادهم. إذ إنه يتعرف على هرمون اللبتين، الذي يُفرَز بالتناسب مباشرةً مع نسبة الأنسجة الدهنية.

وإذا قلت مستويات اللبتين عن المستوى المحدد من خلال النقطة المحددة للوزن، يرسل تحت المهاد موجة من الإشارات إلى بقية الدماغ، وذلك حسبما قال شوارتز. وهذه التغيرات الدماغية الناتجة عن هذه العملية، تجعل الأشخاص يشعرون بجوعٍ أكبر، وتجعل الطعام باعثاً على السرور والإرضاء بدرجة أكبر، وتقلل الشعور بالألم، وتقلل الشعور بأي شيء آخر قد يشتت الأشخاص عن تناول الطعام.

لماذا تزيد أوزاننا إذاً؟

لكن إذا كان الدماغ مُصمَّماً على المحافظة على وزن محدد للجسم، فكيف يصير الناس بدناء؟

ثمة فرضيات متعارضة بين الباحثين تتعلق بالسمنة، لكن إحدى هذه النظريات تتضمن ما يعرف بـ"الببتيد المرتبط بالأغوطي" (ببتيد AgRP)، وهو عبارة عن مجموعة من خلايا الدماغ في تحت المهاد. تضطلع هذه العصبونات بدورٍ قويٍّ في شهية المرء تجاه الطعام. فمن خلال التجارب، اكتُشف أن تثبيط هذه العصبونات لدى الفئران البالغة جعل الحيوانات تتجاهل الطعام، لدرجة الوصول إلى الجوع الشديد، وفي الوقت ذاته يؤدي تحفيز هذه العصبونات إلى إثارة تناول الطعام غير القابل للسيطرة.

في الظروف العادية، تبقى عصبونات الببتيدات المرتبطة بالأغوطي هادئةً عن طريق الهرمونات والمواد الغذائية، التي ترسل إشارةً تفيد بوجود زيادةٍ في الطاقة، وتتضمن هذه الهرمونات والمواد الغذائية اللبتين والأنسولين والجلوكوز. ومن المثير للاهتمام أنه حتى رؤية الطعام تكفي لإخماد نشاط هذه الخلايا.

ولكن عندما تتغذى الفئران باتباع حمية غذائية عالية الدهون، فإن هناك خلايا دعم تسمى الخلايا الدبقية، التي تحيط بعصبونات الببتيدات المرتبطة بالأغوطي، تصير نشطةً وتزداد أعدادها. وهذه الاستجابة، التي تسمى الفساد الدبقي العصبي (أو الدباق) -والتي تُرى عادة عندما تتلف الخلايا العصبية- اكتُشفت أيضاً في فحوصات الدماغ الخاصة بالأشخاص الذين يعانون من السمنة.

يقترح بعض العلماء أن استجابة الفساد الدبقي العصبي هذه ربما تمنع الببتيدات المرتبطة بالأغوطي من اكتشاف مثبطات الجسم، أي إشارات "التزام الهدوء" التي تنبعث عند وجود زيادة في الطاقة، وذلك وفقاً لشوارتز. فعندما يعرض الباحثون الطعام على الفئران البدينة، فإن عصبونات الببتيدات المرتبطة بالأغوطي (AgRP) تكون أقل تثبيطاً وهدوءاً بنسبة 50% إلى 70% لدى هذه الفئران البدينة، عند مقارنتها بالفئران الأخرى النحيفة النظيرة لها، عندما يُقدم لها الطعام هي الأخرى. أي إن الحمية الغذائية عالية الدهون عبثت بنشاط هذه العصبونات.

وهذه الحساسية الأقل تجاه الإشارات المثبطة الضرورية في الأساس للمحافظة على ثبات الوزن في الوضع الاعتيادي، قد تؤدي إلى تغيرٍ دراماتيكيٍ في الوزن بنهاية المطاف. قال شوارتز إن تحت المهاد إذا اكتشف وجود نصف إجمالي مستويات اللبتين في الجسم فقط، فسوف يخطئ في حساب مستويات الدهون المخزنة ويقدرها بمستوى أقل بكثير من النقطة المحددة، مما يحفز إشارات الدماغ التي تزيد شهية تناول الطعام وتعزز زيادة الوزن

فكيف إذن ينجح سيماغلوتايد، وهو المكون النشط في دواء أوزمبك، وفي دواء ويجوفي للتخسيس، في خداع الدماغ كي ينقص الوزن؟

هذا الدواء يحاكي الببتيد الشبيه بالغلوكاكون (GLP-1). فمن خلال الارتباط بمستقبلات ببتيد GLP-1 في جذع الدماغ، فإنه يحفز الدوائر العصبية التي تجعل الأشخاص يشعرون بالشبع. ويُعتقد أن هذا يبطل الإشارة المثيرة للشهية تجاه الطعام التي تصدرها عصبونات AgRP، ومن ثم يكبح جماح الإشارات الصادرة من تحت المهاد، والتي قد تحفز تناول مزيد من الطعام.

نصائح لفقدان الوزن

والآن بعد أن أدركت دور الدماغ المحدد في عملية فقدان الوزن، فقد ترغب في معرفة الاستراتيجيات التي قد تساعدك على التحكم في دماغك ومعدتك، أيضاً لفقدان الوزن بشكل فعال.

1- احتفِظ بمذكرات حول الطعام

تتعلق خسارة الوزن بتغيير عادات نمط الحياة. دوِّن ما تتناوله من طعام لرصد عاداتك السيئة. يتيح هذا التدوين إمكانية التركيز على أوقات تناول الوجبات وممارسة الأكل الواعي.

2- قلِّل الإجهاد

يؤثر الإجهاد في عملية الأيض تأثيراً هائلاً، ففي أوقات التوتر تتوقف العديد من العمليات وضمن ذلك عملية التمثيل الغذائي، من أجل إعادة توجيه الطاقة إلى أنظمة استجابة الكر والفر.

3- نوم أفضل في الليل

إن الحصول على النوم لمدة ثماني ساعات يحمل قدر الأهمية نفسها التي تحملها الحمية الغذائية والتمرينات لفقدان الوزن.

4- لا تمنع الكربوهيدرات

يُوصَى عادةً في الحميات الغذائية بمنع الكربوهيدرات؛ لتسريع فقدان الوزن عن طريق استهداف الوزن الزائد بسبب المياه. لكن الكربوهيدرات تعد ضرورية لحميتك الغذائية، وهذه الطريقة غير مستدامة.

وفقاً لصحيفة The Telegraph: "يجب أن تكون الكربوهيدرات أكبر مجموعة غذائية تضمها حميتك الغذائية، لأنها تمدك بالطاقة المستدامة خلال اليوم".

5- تجنب "احتساء" السعرات الحرارية

توجد طريقة بسيطة لخفض السعرات الحرارية، وذلك عن طريق تجنب احتساء المشروبات المُحمَّلة بالسعرات الحرارية. فعلى سبيل المثال، إذا كان الخيار المفضل من المشروبات الساخنة هو اللاتيه، فلن تتمكن من التخلص من هذه الجرعة من الكافيين دفعة واحدة، لكن يمكننا التحول إلى احتساء القهوة السادة.

يمكن استبدال هذه المشروبات بالشاي الأخضر، بسبب قدرته على تعزيز أكسدة الدهون، وهو ما يحتمل أن تصاحبه زيادة حرق الدهون.

6- لا تفوّت الوجبات، خاصةً الإفطار

قد تظن أن تفويت وجبة الغداء طريقةٌ مؤكدة النجاح لفقدان الوزن، لكنها في واقع الأمر قد تجلب نتائج عكسية. فعندما نجوع نميل إلى اتخاذ خيارات طعام سيئة للغاية.

7- تناول مزيد من الخضراوات

يجب أن يحتوي ما لا يقل عن 50% من الطبق الذي تتناوله، على الخضراوات إذا كنت تحاول أن تفقد الوزن، فهي غنية بالألياف وتملأ المعدة وتجعلك تشعر بالشبع.

8- شرب المياه

نظراً إلى أن المياه تشترك في عديد من العمليات الأيضية داخل الجسم، فإن جفاف الجسم يبطئ عملية الأيض، مما قد يعيق خسارة الوزن.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي