من بينها التسويف والمماطلة.. 6 سلوكيات سلبية من الممكن أن تؤدي إلى تدمير الذات

الأمة برس - متابعات
2023-08-10

6 سلوكيات سلبية من الممكن أن تؤدي إلى تدمير الذات (بيكساباي)

سناء الحكيم

هناك بعض الأشخاص يجدون أنفسهم عالقين في بعض السلوكيات، التي يصعب التخلص منها بسهولة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى تدمير الذات، وأخذها إلى طريق مسدود، يصعب فيه تحقيق أي إنجازات تُذكر.

إذ إن هذه السلوكيات، غالباً ما تكون طرقاً للمراوغة، من أجل تفادي فعل شيء معين، أو لتحقيقه بشكل متكامل، ودائماً ما تكون النتائج عكسية، التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير الذات.

لذلك من الجيد إلقاء نظرة على حياتنا من حين لآخر، ومحاولة التركيز على الأخطاء التي نقع فيها، والأسباب المؤدية إلى ذلك، من أجل العودة عنها، وإعادة ترتيب الأولويات بشكل صحيح.

في هذا المقال، نسلط الضوء، على أبرز 6 سلوكيات سامة وسلبية، من الممكن أن تؤدي إلى تدمير الذات، يجب التخلص منها.

1- التسويف والمماطلة

تفكر في بدء التمارين الرياضية، أو القيام بحمية غذائية، أو التوقف عن التدخين، أو فتح مشروع خاص بك، لكنك دائماً تترك الأمر لجملة "غداً سأقوم بفعل ذلك" أو "سأقوم بهذا الفعل يوماً"، فهذا يعني أن تماطل في تحقيق أهدافك، وهذا السلوك يعتبر أكبر أسباب تدمير الذات.

إذ إن هذه الجمل التي يتم ترديدها داخلياً، تجعلنا ننتظر اليوم المناسب، الذي لن يأتي في الحقيقة، لأن في الحياة العديد من المعيقات التي نراها سبباً في عدم وصول اليوم المنشود، مما يجعل هذه الأحلام أو القرارات غير قابلة للتحقيق أبداً.

لذلك في حال كنت تجد نفسك غير مستعد فعلاً في الوقت الحالي لتحقيق هدف ما، فلا تقم بالكذب على نفسك من خلال جمل التسويف والمماطلة، بل اترك الأمر إلى أن تجد نفسك قادراً فعلاً على القيام به.

2- التشكيك في النفس

الشك الذاتي، أو التشكيك في النفس من بين أصعب الأفكار، وأحد أثقل الأوزان التي يمكن أن نحملها على عاتقنا في هذه الحياة.

وذلك لأن الشعور بأنك لست مستحقاً بما فيه الكفاية، ولست ماهراً بما فيه الكفاية، ولست ذكياً بالقدر الكافي، وما إلى ذلك من مشاعر التشكيك في الذات، قد يعيقنا عن العديد من الفرص الرائعة التي توفرها لنا الحياة.

وكل هذا يأتي بسبب المعتقدات الخاطئة، وأنماط التفكير السلبية التي رافقتنا من الماضي، وبقيت معنا إلى الحاضر، والعيش عليها، والتفكير بشكل دائم فيها.

تبدأ عملية إيقاف الشك في النفس بملاحظة تلك الأفكار أو المشاعر عند ظهورها، دون الحكم عليها، مع استبدالها بأفكار تمكينية.

وذلك في حال كنت على وشك التقديم لوظيفة ما، لا تجعل جملة "أنا لست مؤهلاً بما يكفي للحصول على هذه الوظيفة" تسيطر عليك، بل استبدلها بجملة أخرى، وهي "أنا أكثر من مؤهل لهذا المنصب، وأي شيء لا أعرفه يمكنني تعلمه"، مما يزيد احتمالية تعزيز الثقة بالنفس.

3- الرغبة في الحصول على حياة شخص آخر نفسها

إذا كنت تقارن نفسك دائماً بشخص آخر، وترى أن حياته أو الفرص التي أمامه أفضل من تلك التي حصلت عليها، فهذا السلوك من الممكن أن يؤدي إلى تدمير الذات كذلك.

إذ إنه في عصرنا الحالي، أصبح من السهل جداً مقارنة أنفسنا بالآخرين، بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية.

إلا أنه في الواقع لا يوجد شيء يتم تحقيقه أو نشره على هذه المنصات، إلا بعد تخطيط وعمل، وتعديل بعناية فائقة، لكي يظهر كأنه نوع من الكمال، الشيء الذي لا يوجد فعلاً في الحياة العادية.

لذلك يجب الابتعاد عن رغبة الحصول على حياة شخص آخر نفسها، والعمل على تطوير حياتك الخاصة، مع التأكد من أنه لا أحد يملك بشرة مثالية، أو وظيفة مثالية، أو حياة شخصية في غاية السعادة، ولكل شخص جانب معين لا يقوم بإظهاره للآخرين لتفادي الحكم عليه بطريقة سلبية، خصوصاً فيما يتعلق بمواقع التواصل الإجتماعي.

4- الاهتمام بما يعتقده الناس عنك

إذا كنت تظن أن الناس من حولك مهتمون لأمرك، ويتحدثون عنك طول الوقت، ولديهم أحكام مسبقة حولك، تجعلك تفكر في أن تكون مثالياً أمامهم، يجب أن تعرف أنه فعلاً لا أحد مهتم لهذا القدر من التفاصيل من حياتك، فلا تتعب نفسك في التفكير فيما يعتقدونه عنك.

في هذه الحالة، يجب التأكد أن لكل شخص حياته الخاصة التي تشغل تفكيره، وتجعله منغمساً في التفكير فيها، وليس التفكير فيك وفيما إذا كان مظهرك الخارجي أنيقاً، أو كلامك في أحد التجمعات، كان مؤثراً جداً أم لا.

لهذا عندما تبني أفعالك وقراراتك على ما يعتقد الآخرون عنك، فإنك في هذه الحالة تتخلى عن قوتك، وبمجرد استيعاب هذه الحقيقة ستشعر بمزيد من الحرية.

5- البحث عن الكمالية

غالباً ما يتعرض الأشخاص الذين يتسمون بالبحث عن الكمال لكثير من الانكسارات وخيبات الأمل والمشاكل العقلية والعاطفية.

وذلك لأنه يمكن أن يؤدي السعي المستمر لتحقيق أداء لا تشوبه شائبة إلى الشعور بالإرهاق والتوتر والقلق المستمر، مع غياب فرص الحصول على قسط من الراحة.

كما يمكن أن يؤدي السعي إلى الكمال إلى خنق الإبداع والإنتاجية، بسبب القلق المستمر؛ خوفاً من ارتكاب الأخطاء، ليصبح تحقيق الأهداف صعب جداً.

لذلك يمكن وصف البحث عن الكمالية مجرد مضيعة للوقت، وحد للإبداع، خصوصاً أنه لكل شخص تعريفه الخاص عن الكمال.

لهذا بدلاً من محاولة أن تكون مثالياً والشعور بالهزيمة عندما لا تتمكن من تلبية المعايير المستحيلة التي وضعتها لنفسك، ركز فقط على بذل قصارى جهدك، لأن هذا حرفياً كل ما يمكنك فعله.

6- الخوف من طلب المساعدة

قد تكون من الناس الذين يخافون طلب المساعدة، معتقداً أن هذا الأمر قد يسبب إزعاجاً للأشخاص الآخرين، أو أنه سيُظهرك كأنك شخص غبي أمام الآخرين، إلا أن هذا التصرف غير صحيح ويؤدي بدوره إلى تدمير الذات.

إذ يميل دائماً الأشخاص الذين يخشون طلب المساعدة إلى إصلاح الأمور بأنفسهم، حتى وإن كانوا في موقف يحتاج إلى المساعدة، مما يؤدي إلى نتائج غالباً ما تكون عكسية.

يمكن القول إن الاعتماد على النفس شيء إيجابي، يمنع الشعور بالعجز، لكن هناك بعض المواقف التي تحتاج إلى وجود شخص مساعد، سواء من أجل إنجاز الشيء بالطريقة الصحيحة، أو لاختصار الوقت مثلاً، وهذا الأمر لن يعيبك في شيء.

طرق للتخلص من سلوكيات تدمير الذات

إذا كنت مرتبطاً بالعديد من علامات سلوك التخريب الذاتي في حياتك، فلا تقلق لأنك قادر تماماً على تغييرها، وذلك من خلال محاولة استبدال تلك السلوكيات بأخرى عكسها، للحصول على نتائج إيجابية.

إذ إن ممارسة هذه العادات السيئة دون الانتباه إليها يؤدي في النهاية إلى نتائج سلبية، قادرة على تدمير السعادة الفردية للشخص، مع أن الأمر كله متعلق بالشخص نفسه، وقدرته على تغيير نظرته للأشياء من حوله.

ومن أجل تحقيق هذه الرغبة، يمكن اتباع الخطوات البسيطة التالية:

حدد العادة السيئة التي تمارسها وتوضيح تأثيرها السلبي على حياتك

قرر ما هي العادة التي تحتاج إلى تبنيها بدلاً من ذلك والتي ستحقق لك نتائج إيجابية

قم بإنشاء استراتيجية أو نظام لجعل هذا الإجراء سهلاً وجذاباً وتلقائياً.

 اكتب تذكيرات بالسلوك الجديد حتى لا تنسى وتعاود العادة السيئة من جديد.

مارس السلوك الجديد مراراً وتكراراً حتى يصبح متأصلاً فيك تماماً مثل العادة السيئة القديمة.

كن صبوراً ومتسقاً، فالنتائج تستغرق وقتاً.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي