لوفيغارو: هل ستكون تشاد وكوت ديفوار والسنغال الأهداف المقبلة للاقتران الروسي-الإفريقي على حساب فرنسا؟

2023-08-05

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (ا ف ب)تحت عنوان : “في النيجر.. الانقلابيون يلعبون التصعيد”، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنه بعد أيام قليلة من انقلابهم، بدأ الانقلابيون في التصعيد من خلال مهاجمة اتفاقيات الدفاع الموقعة بين فرنسا والنيجر. واستنكروا في بيان صحافي تلاه مساء الخميس تلفزيون النيجر “اتفاقيات التعاون في مجال الأمن والدفاع مع فرنسا”.

هذه الخطوة الجديدة تجعل وضع 1500 جندي فرنسي متمركزين في البلاد غير مقبول. إنه استمرار منطقي للانقلاب الذي قام به المجلس العسكري، الذي كان قد أوقف بالفعل إذاعة RFI وتلفزيون France 24، ونظم تظاهرات ضد السفارة الفرنسية.

تجري دراسة خيار الانسحاب العسكري من النيجر في الإليزيه وفي هيئة الأركان العامة للجيوش. لكن ستكون له عواقب وخيمة على الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل، حيث أصبحت النيجر، منذ الانسحاب من مالي ثم من بوركينا فاسو، محور الإستراتيجية الفرنسية لمكافحة الإرهاب ولا غنى عنها.

وأضافت “لوفيغارو” القول إنه بينما يُنتظر أن تنتهي يوم الأحد المهلة النهائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الايكواس) التي تطالب بعودة الرئيس بازوم إلى السلطة، فإن باريس اكتفت بأخذ علم بقرار الانقلابيين، مذكّرةً بأن “الإطار القانوني لتعاونها مع النيجر في مجال الدفاع يستند إلى الاتفاقات التي تم إبرامها مع السلطات النيجيرية الشرعية، وهي السلطات الوحيدة التي تعترف بهم فرنسا، مثل المجتمع الدولي”، كما ذكرت الخارجية الفرنسية.

كما ذكّرت باريس بأن الوجود الفرنسي في منطقة الساحل يهدف إلى “دعم جهود الدول التي ترغب في التعامل مع الجماعات الإرهابية التي تزعزع استقرار الدول والشعوب”. كان هذا دائمًا يتقرر بناءً على طلب دول المنطقة، منذ إطلاق عملية سيرفال في عام 2013 ضد الجهاديين في مالي. في هذه المعركة التي لا نهاية لها ضد تنظيمي القاعدة والدولة، كان الرئيس بازوم حليفًا مميزًا للغربيين وفرنسا. وكانت بلاده البلد الوحيد الذي لا يزال قائما في المنطقة، تقول “لوفيغارو”.

وتتابع “لوفيغارو” التوضيح أن باريس لا تزال تعتبر الرئيس النيجري هو المحاور الوحيد لها.. فالسلطات النيجرية الشرعية وحدها هي التي تستطيع التنديد بالاتفاقيات العسكرية التي أبرمت مع فرنسا، كما تقول الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي. لذلك، فإن أوامر الانقلابيين ليس لها “قيمة” كما يؤكد المصدر الدبلوماسي، الذي يعتبر أن “محاولة الانقلاب مغامرة أطلقها الجيش لأسباب شخصية”، ولا يزال من الممكن هزيمتها.

وأشارت “لوفيغارو” إلى أن فرنسا تراقب بأمل “قوة” ردة فعل دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والتي، بحسب رأيها، لم يكن يتوقعها الانقلابيون. فسيكون لدى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، بقيادة نيجيريا، وقواتها المناهضة للانقلاب، كما يُعتقد في باريس، القدرة على التدخل عسكريا لاستعادة المؤسسات الديمقراطية.

وعلى الرغم من اعتباره “الخيار الأخير” على الطاولة، إلا أن التدخل العسكري قيد الإعداد […] لم تتحدث فرنسا والولايات المتحدة عن احتمال مشاركتهم في تدخل عسكري من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا؛ إذ تريد باريس وواشنطن من الرئيس بازوم أن يعود إلى السلطة الديمقراطية، لكنهما تخشيان التأثير المرتد الذي ستحدثه مشاركتهما في عملية عسكرية على السكان الأفارقة، الذين هم بالفعل مستاؤون للغاية من الغربيين.

من جانبهم، وعد الانقلابيون “برد فوري” على “أي عدوان” من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. و قالت مالي وبوركينا فاسو إنهما ستخوضان الحرب إلى جانب نيامي إذا لزم الأمر.

وتوقفت “لوفيغارو” أيضاً عند تحذير رئيس النيجر، محمد بازوم، في عمود في صحيفة واشنطن بوست، من مغبة أنه إذا تمسك الجيش النيجري بالسلطة، فستعاني المنطقة عواقب طويلة المدى. فمع الضوء الأخضر من المحرضين على الانقلاب وحلفائهم الإقليميين، يمكن أن تنهار المنطقة الوسطى من الساحل بأكملها، تقول ”لوفيغارو”، مضيفة أن النفوذ الروسي عبر مجموعة فاغنر التي ظهر “إرهابها الوحشي” بشكل كامل في أوكرانيا، توضح الصحيفة الفرنسية.

“لوفيغارو” أكدت أنه تم بالفعل إنشاء العلاقة عبر السلطات المالية، بين الانقلابيين النيجريين ومجموعة فاغنر. كما أن الإعلان عن إطلاق سراح كوادر جهادية من تنظيم الدولة في باماكو، أطلق سراحهم المجلس العسكري من السجن على أمل الحصول على هدنة في المنطقة، لا يبشر بالخير أيضًا، تحذر “لوفيغارو”، قائلة إن الجنود الفرنسيين إذا أُجبروا على مغادرة النيجر أو إعادة الانتشار في دولة مجاورة، فسيكون ذلك سدًا جديدًا سيفسح المجال في المنطقة في مواجهة فاغنر والجماعات الإرهابية. ففي مالي وبوركينا فاسو، أدى الرحيل القسري للشركاء الدوليين إلى زيادة العنف.

واعتبرت “لوفيغارو” أن الصراع الذي افتتحه فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا والغرب انتقل إلى القارة الإفريقية، حيث فتح الرئيس الروسي جبهة ثانية، أعدت لفترة طويلة من خلال عمليات التضليل والدعاية.  ومن خلال الاعتماد على المجالس العسكرية المحلية، تتقدم موسكو اليوم بشكل أسرع في إفريقيا ضد فرنسا مقارنة بأوكرانيا.

بعد جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، هل ستكون تشاد وكوت ديفوار والسنغال هي الأهداف التالية للاقتران الروسي- الأفريقي؟ تختم “لوفيغارو”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي