غُرفتان، إحداهما ألمٌ

2023-07-18

نشمي مهنا

 (1) غرفةٌ بلا أثاث، وأرضيّتُها باردة

تخيَّلتُكِ أكثر من مرّة

ممرّضةً تنحنين باللباس الأبيض الشفّاف

على تعديل أنبوب "المُغذِّي"

لمريضٍ أنتِ أهلُه

العافيةُ فيك طافحة

والرمَّان في أسعد حالاته

والأبيض مُناسِبٌ جدّاً لهذا الموسم

بالرابعة والعشرين أنتِ

والناضج الأسمر من التين لوَّحته شمسُ أغُسطس

وأنا هناك في البعيد

في غرفة الفُندق العارية

أرى ندفَ الثلج تضرب نافذتي

ولا أتحرَّك

مكوَّرٌ كقنفذ منذ وصلت

أَلُمُّ أطرافي وأتدثَّر على مقاسات السرير

لم تصلني الرحمة، ولم تلمس جبيني

يدُك المُمرّضة.

■ ■ ■

(2) غرفة أُخرى ضيّقة

ألَمٌ كبير يتجوّل في العتمة

نسْرٌ يتخبّط بجناحيه في غرفتي الضيّقة

كلّما غفوتُ ينكمش حديدُ السرير تحتي،

ينزل السقف،

يتصدَّع الجدار المُقابل بصمت

أسمعُ نحيبَ امرأةٍ مُسنَّة

بين الخرائب

وأرى أمي طفلةً جميلةً بملابس بيضاء لا تصلُح للمشهد

تبحث عن احتضانة قوية، وشفتاها ترتجفان.

شاعر من الكويت







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي