
تعهد الولايات المتحدة بتسليم ذخائر عنقودية إلى كييف لم يمض عليه سوى أيام قليلة، بيد أن قد يكون أصبح حقيقة واقعة، فوفقا لمجلة شبيغل الألمانية فقد وصلت بالفعل أسلحة عنقودية أمريكية تسلمتها الحكومة الأوكرانية.
وقالت المجلة واسعة الاطلاع أنه وفقًا لضابط عسكري أوكراني، فإن القنابل العنقودية التي وعدت بها الولايات المتحدة في الحرب ضد روسيا قد وصلت بالفعل إلى البلاد. واستندت المجلة إلى أقوال العميد أولكسندر تارنافسكي: الذي أكد تسلم بلاده للأسلحة العنقودية، بيد أنه أكد عدم استخدام بلاده لها لغاية اللحظة.
وتعهدت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحظورة على نطاق واسع للمساعدة في هجومها المضاد ضد روسيا. الذخائر العنقودية محظورة في أكثر من 100 دولة. عادة ما تطلق العديد من الأجهزة المتفجرة الصغيرة التي يمكن أن تقتل بشكل عشوائي على مساحة أكبر.
والذخائر جزء من حزمة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة بقيمة 800 مليون دولار. ودافعت واشنطن عن القرار باعتباره صعبًا ولكنه ضروري على الرغم من المخاطر المتزايدة على المدنيين. استخدمت روسيا القنابل العنقودية في حربها ضد أوكرانيا.
إن كل قنبلة عنقودية يمكن أن تنشر عشرات أو مئات الذخائر الصغيرة على مساحة واسعة النطاق. وأحيانا لا تنفجر هذه الذخائر الصغيرة على الفور- وهو ما يطلق عليه معدل الفشل-، وتترك في البيئة، وغالبا ما تغوص في الأرض أو المياه. وفي الحروب الأخيرة، ظلت معدلات الفشل مرتفعة وتراوحت ما بين 10% إلى 40%، رغم أنها كانت أقل كثيرا في مرحلة الاختبار.
يشار إلى أن تداعيات هذه الذخائر الصغيرة التي لم تنفجر مماثلة لمدى للألغام المضادة للأفراد، وأسوأ منها في بعض الحالات.
وتبقى هذه الذخائر العنقودية سنوات وحتى عقودا بعد الاستخدام، وغالبا ما يلتقطها الأطفال الذين يعتقدون أنها لعبا وعند انفجارها يشوهون أو يقتلون. والنتيجة واحدة سواء كان من أطلق هذه الذخائر عدو أو من جانبهم.
كما أن استخدام هذه الأسلحة ينتهك القانون الإنساني الدولي، أي مبدأ التمييز (الحاجة في أي صراع مسلح للتمييز بين المقاتلين والمدنيين، وبين الأغراض العسكرية والمدنية). كما أن المخاوف تتعلق بانتهاك مبدأ التناسب والقاعدة المضادة للهجمات العشوائية.
وتعتبر اتفاقية الذخائر العنقودية جزءا مهما من القانون الدولي لحظر استخدام الذخائر العنقودية تمشيا مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، الذي يركز على احتياجات المدنيين.
وحتى الآن يبلغ عدد الدول أطراف الاتفاقية 111، وهناك 12 دولة موقعة عليها. وهي تحظر استخدام ونقل وتخزين الذخائر العنقودية. وتتطلب من الدول التي انضمت إليها تدمير مخزوناتها من هذه الأسلحة، وتطهير المناطق الملوثة بذخائر صغيرة لم تنفجر وتقديم المساعدات للضحايا.
وكانت ألمانيا قد أكدت على لسان وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك أن بلادها تعارض إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا، مؤكدة التزامها بالقوانين والاتفاقيات الموقعة والتي تنص على تحريم استخدامها والحد منها.
وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، حذر من أن بلاده وحلف “الناتو” باتا “على شفا الحرب”، قائلا إن مجلس أوكرانيا – الناتو الذي تم إنشاؤه “سينتهي وجوده بسبب زوال أحد الطرفين”.
وكتب مدفيديف عبر حسابه على تويتر: “لقد تم إنشاء مجلس الناتو – أوكرانيا (..) الآن الحلف وبلدنا على شفا الحرب أو في خضمها”.
وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، إن الحزمة تتضمن خطة دعم متعددة السنوات لتحقيق التشغيل البيني مع “الناتو” وإنشاء مجلس “الناتو أوكرانيا” وإلغاء شروط تنفيذ خطة عمل العضوية، التي ستقلص عملية الانضمام من مرحلتين إلى مرحلة واحدة.