«قطّة شرودنجر»: مجموعة قصصية لسامية العطعوط

2023-07-13

صدر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، المجموعة القصصية الثامنة للقاصة والروائية سامية العطعوط. تضم المجموعة عشرين قصة موزعة على خمسة أبواب وهي: خشبة المسرح، سارة وغراهام، نساء على الحافة (نشوة محرّمة) في الكتابة الموازية وقصص تسللت من دفاتر عتيقة.

تنوّعت موضوعات القصص ما بين قصص ترصد سريالية الواقع الفلسطيني الذي يعيشه الفلسطينيون في مواجهة الحواجر العسكرية، وقصصٌ تكشف تبعات الحروب والتهجير، وفي باب (نساء على الحافّة) تناولت الكاتبة حالات الحب والعلاقات الإنسانية والعاطفية التي يتأرجح بعضها على حافة المحرمات، كما كان للميتا سرد بشكله الأولي نصيباً في قصص المجموعة.

وفي تقديمها لمجموعتها القصصية، أهدت الكاتبة المجموعة إلى نفسها، إذ كتبتْ:

بعد سبع مجموعاتٍ قصصية… إلى نفسي، أهدي هذا الكتاب المتمرّد، الذي وُلد على يدِ القصةِ القصيرة والقصيرة جداً، القصّة التي تتمرّدُ أحياناً على كاتبها.. على وعيه وأخلاقياته ومجتمعه، فقط للتعبير عن ذاتها في أقصى حالاتها.. القصصُ هنا تتمرّد، وأنا من تتحمّل المسؤولية، رغم أنها ليست مسؤوليتي!

لستُ أنا من دعا الفقراء إلى المدينة، أو دفع جندياً إسرائيلياً للانتباه..

ولست أنا من أضاع الفئران الثلاثة، أو غمرَتْ مياهُ الأمطارِ قدمَيْها فخلعت ملابسَها لتجفّ.

لستُ أنا…

إنها القصصُ القصيرةُ المخاتلة، التي تتمرّدُ على وعْي كاتبِها، وتأخذُهُ معها إلى أقاصٍ بعيدة، لم يحلمْ يوماً بارتيادها! إنها القصصُ وقد تلبّستْني في الحلمِ يوماً، وأرادت التعبيرَ الفنيّ بأيّ ثمن.. وحين أفقتُ، كنتُ بينَ الموتِ والحياة، وكانت قطّةُ شرودنجر تنظرُ إليّ بطرفِ خديعتها!

ومن أجواء الكتاب، نطالع على الغلاف الأخير مقطعاً من قصة (قطّة شرودنجر):

«أيّةُ حركة هنا، تعني موتك..

لذلك، تحاولُ جهدك أن تكونَ مثلهم لا مرئياً.. تسيرُ دون ظلالٍ أو رائحة أو حركة. تسير وكأنك غير موجود في هذه الحياة.. تحاولُ أن تعبرَ بأقلِّ الخسائرِ الممكنة، تتقدمُ ببطءٍ شديد، برباطةِ جأْشٍ تحاول أن تخفيها، أن تخفيَ ملامحك وتعابير وجهك خلف قناع ٍمحايد لا مرئي. تخفي ذُلّك، كرهك، آلامك التي تُثقلُ كاهلك كصليبٍ مسيحي معلّق على كتفيك منذ الأزل، وتتقدّم بتؤدة، خلفَ من ينتظرون أمامك، أمامَ من ينتظرون خلفك، واحداً بلا ملامح في هذا القطيع».

ومن الجدير بالذكر أن الكاتبة سامية العطعوط من الأسماء البارزة والمؤثّرة في القصة القصيرة في الوطن العربي، وكانت قد أصدرت سبع مجموعات قصصية كانت آخرها (كأيّ جثّة مباركة) بالإضافة إلى رواية مصوّرة (عالميدان رايح جاي) عن الحراك العربي في بداياته، وكتاب نصوص (بوذياً حافي القدمين) ونصوصاً شعرية (درجٌ يخفض السماء لنا) كما تحصّلت على العديد من الجوائز خلال تجربتها الممتدة منذ عام 1986.

تقع المجموعة القصصية في 112 صفحة من القطع المتوسط








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي