احميدة العياشي.. جزائري يريد التأسيس لـ«أدب الجري» في العالم العربي

2023-07-07

حوار: محمد سيدمو

احميدة العياشي كاتب وصحافي ومسرحي جزائري عرف في سنوات الأزمة الأمنية بكتاباته حول الإسلاميين والعنف وأفول اليسار، لكنه اليوم، تحول إلى شخص آخر، ليس بمفهوم التنكر لماضيه، بل لاكتشافه نوعا آخر من الكتابة، يؤكد بأنه غير مطروق في العالم العربي. لقد أصبح العياشي يكتب في «أدب الجري» بعد أن انتشلته هذه الرياضة من على حافة الموت، ووضع مؤخرا في الساحة مؤلفين، الأول بعنوان «مقالات في فلسفة الجري» والثاني الصادر قبل أيام «بهجة الناظر في مارتون الجزائر» يروي فيهما تجربته مع «الجري» كحالة شعورية وفلسفية منبعها اختبار الجسد وسبر أغواره وقدرته على التحمل. معانٍ كثيرة يطرحها الكاتب حول رياضة الجري وعلاقة ذلك بالأدب في هذا الحوار وهو قد أنهى لتوه ماراثون مدينة سيدي بلعباس غرب الجزائر، حيث كان النجم والمنظم.

قدمت كتابا جديدا حول تجربتك ككاتب وروائي ومسرحي مع رياضة الجري.. لماذا تريد توثيق هذه التجربة؟

أولا لأنها تجربة غيرت حياتي جذريا، غيرت نظرتي إلى نفسي، إلى العالم من حولي، إلى التعاطي مع الزمن والمسافة، إلى جسدي.. لقد مارست رياضة الجري في بداية شبابي كمعظم الشباب، كنت مشروع بطل أولمبي، لكنني توقفت بسبب حادث وقع لي وانأ أشارك في سباق جهوي في مدينة وهران، ولم أعد إلى رياضة الجري لأكثر من أربعة عقود.. انغمست في حياة أخرى، ورحت ابتعد شيئا فشيئا عن الحركة، أصبحت مدخنا نهما، انشغلت بعالم الأفكار وتحولت حياتي نحو عالم الورق والكتب صحافيا وكاتبا، وابتعدت تماما عن مواجهة الجسد، خاصة عندما توقفت عن التمثيل مع بداية الحرب الأهلية في الجزائر، وصار الفنان مستهدفا، وضاقت مساحة التمثيل، وتقديم العروض أمام الجمهور.. خسرت في تلك الفترة الأليمة والمحمومة العشرات من الأصدقاء المسرحيين، قتل أحد رواد المسرح النقدي عبد القادر علولة ذات مساء من رمضان 1994، واغتيل صديقي الممثل والفنان المسرحي عز الدين مجوبي بيوم قبل موعد كان سيجمعنا لنتدارس نصا، اشتغل عليه باللغة الفرنسية وقمت بإعادة كتابته بالعربية العامية. انتقلت تماما إلى موضوع آخر، كان يمثل بالنسبة لي لحظة مواجهة مع الخوف والقلق والكآبة، وفي الوقت نفسه مواجهة الموت وجها لوجه، وهو الكتابة عن جماعات «الإسلام المسلح».. كنت أنظر إلى نفسي كميّت على قيد الحياة، وتعرضت خلالها إلى مرض «الكرون» وأجريت لي عملية جراحية خطيرة.. وعندما عدت كنت هشا، ذا جسد ما بين هنا وهناك، عشت الهشاشة في جميع حالاتها، وبعد سنوات، لم أكن أصدق أني ما زلت حيا، لقد كان الإحساس بالحياة شبه خامد، شبه غامض ويمثل حالة من العجز الذي سيطر على كياني كله، وهنا بزغت رغبة جديدة انتزعتني من هذه الهوة، هذه الرغبة التي جاءت في ظروف معقدة لإنقاذ جسدي من نهاية قاتمة، عبّرت عن نفسها من خلال الجري، وبقيت أجري كل هذه السنوات التي تلت حقبة الإرهاب والموت الصادم، وأتون الحرب الأهلية، كنت أحاول أن أتحرر من أشباحي، من خوفي، ومن هشاشته ومن عجزي على استعادة جسدي.. وهذه المحاولة التي تشبه حالة العود الأبدي الصامت، الذي كنت أعيشه حتى النخاع ، خلقتني من جديد ودفعتني لأتصالح مع جسدي، ويكون بذلك الجري جنتي..عشر سنوات من الجري دفعتني إلى إعادة بناء علاقتي مع الكتابة وأسلوب العيش، ألا يستحق كل هذا توثيق تجربة الجري؟

ماذا تقصد بأدب الجري.. وهل هو نوع جديد غير مطروق في الساحة الأدبية من قبل؟

في البداية لم أكن أفكر أنني سأكتب عن الجري، كنت أعيشه وكان ذلك يكفيني ويمتعني ويمنحني السعادة، التي بحثت عنها في التدخين عبثا.. وفي ذات مساء كنت أتحدث عن تجربتي الجديدة وما كان يحدث لجسدي وحالتي ووضعي، وعندها سألني صديقي ، هل قرأت موراكامي الروائي الياباني، قلت له قرأت له رواية أو روايتين مترجمتين إلى الفرنسية.. وعندئذ سألني أقصد هل اطلعت على تجربته في الجري؟ قلت له تجربته في الجري؟ فقال له مؤلف رائع عن حياته ككاتب وماراثوني.. اعترفت بأنني لأول مرة أسمع أن مواركامي ماراثوني.. في اليوم التالي تحصلت على الكتاب، كان بمثابة الصدمة الجميلة التي جعلتني التهم الكتاب في ليلة واحدة، كنت أنا في تلك السطور، كان التشابه كبيرا في التجربة، كلانا توقف عن التدخين وغادر حياة الليل والسهر، وأطلق الريح لرجليه وراح يجوب الطرقات والشوارع والمدن راكضا في الماراثونات.. قرأت الكتاب أكثر من خمس مرات، صار كتابي المقدس الذي لا يفارقني، وعندئذ رحت أبحث عن تجارب مثيلة عند كتّاب عرب، خاب ظني واعترتني الدهشة كيف يغيب الجري غيابا كاملا في الأدب العربي؟ واكتشفت في الأخير أن من جرّب الجري، وكتب عنه، يكاد ينحصر في الشعراء القدامى، فاكتشفت الشنفرى، وتأبط شرا وغيرهما من الشعراء الذين عاشوا الجري كجزء من أسلوب حياتهم وعبروا عن ذلك في إشعارهم. وخلال هذه السنوات، رحت أفكر في نقل تجربة الجري من الميدان، من الحياة إلى الكتابة، من خلال نصوص قصيرة كنت أجرب نقلها إلى الذين لا يجرون، وسمحت لي قراءاتي لعدائين أمريكيين على وجه الخصوص وأوروبيين، باكتشاف أننا جد متأخرين عن ركب الكتابة عن الجري، فكتاب «ولدت لأجري» للكاتب ماكدوكال كريستوفر، يروي لنا كيف انتقل إلى قبيلة في المكسيك يشكل الجري أسلوب حياة أناسها وأحد طقوسها المقدسة، يجرون لمسافات أسطورية، وتحول الكتاب الذي أثنى على الجري حافيا، إلى كتاب شهير، لدى العدائين والقراء. يعد هذا الكتاب واحداً من عشرات الكتب لما أسميه بأدب الجري، ونجد في ذلك روايات عن تجربة الماراثون، ذكريات، سير، دراسات اجتماعية وانثروبولوجية واقتصادية.. إن أدب الجري يكشف لنا عن مغامرة الجسد، والصراع الدائم مع سلطة المسافة وتحدي الذات، وعن العالم المعقد لجموع الفردانيات، وقد تجاوز هذا الأدب حدود الكتابة التقليدية إلى السينما.. نحن نعاني من الغياب الكبير لهذا النوع من الأدب، لأن أدباءنا قلما اهتموا بالجسد في الحركة، او اهتموا بالرياضة وكأنها تبدو في تعارض مع العقل، ألم يقولوا إن العقل السليم في الجسم السليم؟

هل هناك مسائل فكرية ساعدك الجري على تفكيكها وفهمها أو عقد روائية استطعت من خلال هذه الرياضة حبكها بطريقة أقرب لما تريد إيصاله؟

لم يساعدني الجري على حل مسائل فكرية وحسب، بل ساعدني على مقاربة جديدة للوجود والكون والحياة، وما تعلق بها من إشكالات كانت تبدو لي في غاية التعقيد قبل أن أنخرط في مغامرة الجري، أولها كانت العلاقة مع الجسد، لم يعد الجسد مجرد فكرة، تصور، خطاب، بل صار جزءا من التفكير الذي يسكنني وأنا في خضم الحياة اليومية.. سواء عشت جماعة أو وحيدا، حزينا أو سعيدا، أصبح الجسد هو محرك نظرتي إلى نفسي، وإلى المحيط الذي كان في السابق أقرب إلى شكل الهيولى، فعندما تجاوزت الخمسين، صار جسدي غير الجسد الذي ألفته وأنا في ريعان الشباب وأنا دون الأربعين، صار حملا، عائقا أمام الحرية التي كنت أتمتع بها وأنا فتى في التنقل، المشي، الركض، لم يعد ذلك الجسد الرشيق، الذي يحرضني على ممارسة السعادة إلى أقصى حد وبتلك العفوية التي كانت مرادفة لأسلوبي في العيش.. بدأ يشعرني بالعجز، بعدم القدرة على الصمود والتناغم مع إيقاع العفوية العامة والخاصة، كنت أشعر بالتعب السريع وأنا أمارس الكتابة، كنت أرى شيخوختي مقبلة بخطى وئيدة وسريعة في وقت واحد، لقد مكنني الجري من استعادة جسدي وإنقاذه من سلطة خفية، سلطة العجز والمرض والزمن، صار جسدي رفيقا، صديقا حميما، أصغي إليه ويصغي إليّ.. صوتي الداخلي الذي كان بالنسبة لي بمثابة الروح، لم تعد مسألة علاقة الجسد بالروح مسألة علاقة ميتافيزيقية غامضة وإنما باتت علاقة تحت السيطرة، علاقة حياة تمنحني السعادة التي صارت ضمن أجندتي اليومية كلما ارتديت لباسي الرياضي وغادرت المنزل في اتجاه الساحات والشوارع التي كنت أعيد اكتشافها، ملامح وتفاصيل ونبضات، وأنا ألامس بقدمي الأرض، تحت إيقاع نبضات القلب، والرتم الذي كان يتحسن مع الأيام والتدريبات المتواصلة تحت رعاية الكوتش تارة، ومشاركة الأصحاب الذين كانوا يتزايدون مع الأيام. غيّرت العلاقة الجديدة مع الجسد الكثير من أفكاري عن الزمن، الصداقة، التدين، العيش المشترك، السياسة، الأخلاقيات الجماعية، علاقة الأدب أو الكتابة بالحياة، وربما هذا ما دفعني إلى توجه جديد في الكتابة ككاتب وروائي لأنحو في اتجاه ما سميته بأدب الجري، فكانت مجموعة المقالات الفلسفية، تحت عنوان (مقالات في فلسفة الجري) وكتابي الأخير «بهجة الناظر في مارتون الجزائر» وهو تأملات وسرديات عن تجربة عشتها مع فريق من المشائين والعدائيين، خضناها في ماراثون قدر بـ42 كم و195 مترا، أعدنا عبره اكتشاف الجزائر العاصمة بواسطة المشي السريع في الصيف المنصرم.

الكتابة او الإبداع زمان ومكان، والجري يمنحك تلك الإمكانية للتوغل في تفاصيل المكان والزمان، يساعد حواسك على الانتباه الحاد والدقيق لكل ما يجري داخل خريطة الزمن الفيزيقية والباطنية وأنت تمارس رياضتك في الجري، عندما تقطع المسافات المتعددة يتفتح جسدك مثل وردة، يستيقظ من رهبة إيقاعه العادي ويفتح أمامك آفاقا جديدة لإعادة اكتشاف الأمكنة التي لم تتعود التحديق فيها من قبل.

ترتبط صورة الأديب في مخيلة الناس بذلك الشخص الذي يدخن بشراهة ويعيش حياة متمردة على المعايير… هل عرف التاريخ أدباء وروائيين رياضيين؟

في فترة ما انتشرت صورة منحطة عن المثقف أو الكاتب، ذلك الذي يعتمد على المخدرات ليبدع، أو الخمر، أو ذلك الشخص الغريب، المنعزل عن المجتمع، وأصبحت هذه الصورة مرادفة للتمرد السلبي ضد سلطة المجتمع خاصة في حركات التمرد في نهاية الستينيات، التي مثلتها حركة الهيبة التي كانت تبحث عن الفردوس المفقود والعدالة والحرية في عالم خيالي، طبيعي واصطناعي.. ومن هنا بات الترويج لكتّاب مثل آلن بو الذي كان مدمنا على تناول الكحول، أو بودلير الذي كان مدمنا على المخدرات كنماذج للتمرد والثورة، لكن هذه الثورة سرعان ما اندثرت وتجاوزها الزمن، لتخلفها صورة أخرى عن الأدب والكتابة الحية، وانتشرت في أوروبا وأمريكا تيارات جديدة في الكتابة تمجد العلاقة مع الحياة والإنسان، علاقة الفن بالحياة والأدب، وبرز كتاب متخصصون في أدب الرياضة، وصحافيون أبدعوا في مجال السرديات الكبرى عن أنواع مختلفة من الرياضة، في كرة القدم، كرة السلة، السباقات القصيرة والمتوسطة في الجري، الماراثون، السباحة، الكوريدا، إلخ. لقد ابتكرت حيطان أدبية في أدب الرياضة، تشكلت جمعيات الكتاب الرياضيين، إلى جانب ظهور أفلام كثيرة في السينما عن الرياضة كان لها إلى جانب شهرتها تأثير عميق في انتشار الرياضة وتوجهاتها الجديدة. وهنا يمكن ذكر كتاب مشاهير، كانوا رياضيين وكتبوا عن الرياضة، مثل الروائي الأمريكي إرنست همنغواي، والكاتب الفرنسي هنري دو منترلان (1895-1972) والكاتب الياباني هاروكي مواراكامي، الذي عرف كتابه عن تجربته في الكتابة والماراثون شهرة واسعة وترجمات عديدة، كما يمكن الإشارة إلى أن أول من تحدث عن الجري في الأدب العربي، هو الشاعر الجاهلي الشنفرى والشعراء الصعاليك الذين كان الجري يشكل لديهم أسلوب حياة وفلسفة حياة، وما يثير الدهشة هو خلو الأدب العربي الحديث والمعاصر من كل ما له صلة بالرياضة، سواء رياضة الجري أو الأنواع الأخرى من الرياضة، فهل يعني ذلك أن الأديب العربي يفتقد إلى تلك القدرة في ربط الإبداع بالحياة ؟

يرتبط الجري بالأمكنة والأزمنة وهي مواد تلهم خيال الأديب.. كيف ينعكس ذلك على طبيعة النصوص التي تنتجها؟

الكتابة او الإبداع زمان ومكان، والجري يمنحك تلك الإمكانية للتوغل في تفاصيل المكان والزمان، يساعد حواسك على الانتباه الحاد والدقيق لكل ما يجري داخل خريطة الزمن الفيزيقية والباطنية وأنت تمارس رياضتك في الجري، عندما تقطع المسافات المتعددة يتفتح جسدك مثل وردة، يستيقظ من رهبة إيقاعه العادي ويفتح أمامك آفاقا جديدة لإعادة اكتشاف الأمكنة التي لم تتعود التحديق فيها من قبل. اكتشاف تفاصيلها، وهذه العلاقة الجديدة مع الزمن والمكان تفتح مداخل جديدة أمامك في الكتابة، وهنا تكمن قوة العلاقة الخفية بين الرياضة والإبداع، على صعيد النظرة، الأسلوب وبينية الكتابة ذاتها، إن النص الذي يكتبه الماراثوني والالتزام الماراثوني يختلف في إيقاعه تماما عن بالنص الذي يكتبه متسلق الجبال او لاعب كرة القدم، او الملاكم او مصارع الثيران، ومن هنا على النقد أن يجرب قراءة مثل هذا التجارب ليقدم لنا نظرة جديدة في أدب القراءة نفسه.

هل الجري بالطريقة التي تقدمها هو مجهود عقلي وفكري وتأملي أكثر منه مجهودا بدنيا؟

لا يمكننا أن نفصل الجهد العقلي عن البدني، هما موجودان ومتكاملان، بل يشكلان وحدة عضوية، وكل خلل بين الجهدين سيؤثر في الأداء العام للعملية الإبداعية، فعندما أجري أقوم في الوقت نفسه بمجهود عقلي وروحي، وهذا ما يساعدني على تحمل المعاناة، وتجاوز العقبات والحدود، وربما ذلك ساعدني على جري مسافة الـ100كم في يوم واحد باثنتي عشرة ساعة في سباق الألترا ماراثون، من بسكرة (الجنوب الشرقي للجزائر) إلى أولاد جلال بتلك الروح القوية والنفس الذي مكنني من تحمل كل الآلام الجسدية، لقد كان العقل هو من يوجه الجسد ويحثه على المواصلة إلى آخر لحظة من زمن السباق وإلى آخر محطة من الألترا ماراثون.

تجري مسافات طويلة تفوق أحيانا 100 كيلومتر وفي طبيعة قاسية.. ما هي المعاني الفلسفية التي تستشعرها بعد كل تحد حول حدود الجسد وقدراته؟

جسدك تكتشفه وأنت تجري، ويعلمك الجري المنتظم التعايش أولا مع جسدك واختبار قدراته الذي لا يمكنك تطوير أدائه إلا بالمثابرة والصمود والتكرار، تكرار الجهد وترويض الطريق، الطريق هي أيضا كائن وليس شيئا جامدا تمر عليه دون انتباه، لقد بدأت تجربتي في الجري بمسافة قصيرة وكانت تبدو لي في بداية الأمر صعبة، معقدة، لكن التكرار ساعدني على ترويضها، باستعمال مختلف التقنيات مثل تكرار السرعة القصيرة، التي قد تعد بالثواني وبالمساحات جد القصيرة إلى المسافات المتوسطة مع الممارسة السريعة، التي تسمى بملامسة الحد الأقصى، والذي سيتحول إلى قوة منتجة للنفس، للقدرة على التحمل والتجاوز، واختراق حدود كانت غير مرئية أو ممكنة الوصول، لقد انتقلت في جري المسافات القصيرة إلى المتوسطة الطويلة والطويلة جدا، ولم يكن ذلك مجرد لعبة بدنية بل ممارسة يومية لنوع جديد من التفكير في الحياة وصناعتها، تأمل الصمت وتعلمه كلغة جديدة، التعاطي المختلف مع الفرح والغبطة عندما يحقق الجسد قفزته في بقعة زمنية جديدة، مثل تحقيق توقيت فردي يحسب بالثواني، فرحة يصعب أن يشاركك فيها من لا يمارس هذه التجربة الباطنية بواسطة الجسد الذي تعرضه لامتحان بدني شاق، تكمن المتعة في أنك تعيش وحدتك وإن كنت مع جماعة كبيرة تمارس الجري، وستعيش بشكل يومي مع الإصابات، حيث ستصبح جزءا منك من جسدك وحياتك وثقافتك ولغتك، وستتعود عليها، وبالتالي سيتغير بالنسبة إليك مفهومك للنجاح، والفوز والعزيمة وبالتالي للحياة والموت والحب، وما وراء كل معاني الجسد ،الحياة والموت ومفهوم الخلود.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي