هدنة جديدة ومعارك متواصلة في السودان

أ ف ب-الامة برس
2023-05-30

 

     رجل يشرب المياه فيما الحافلات تنتظر الركاب الفارين من المعارك لمغادرة شارع الستين في جنوب الخرطوم في 30 أيار/مايو 2023 (أ ف ب)

الخرطوم: تتواصل المعارك في السودان حيث مددت الهدنة التي لم يتم الالتزام بها مطلقا في محاولة لنقل مساعدات إنسانية حيوية لهذا البلد الذي أصبح على حافة المجاعة.

منذ 22 أيار/مايو، يشيد الوسطاء السعوديون والأميركيون بوقف اطلاق النار الذي ظل حبرا على ورق. فعلى الأرض لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي واستمرت تحركات المدرعات.

وتستمر الحرب التي أوقعت أكثر من 1800 قتيل، وفقا لمنظمة ألكيد،  وأكثر من مليون ونصف مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة، في حصد الضحايا وترغم مزيدا من الأسر على ترك منازلهم.

ليل الاثنين الثلاثاء، أكد مواطنون لوكالة فرانس برس استمرار المعارك في الخرطوم وفي نيالا باقليم دارفور في غرب السودان الذي سبق أن شهد حربا أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي.

على جري العادة، تبادل الجيش الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، الاتهامات بخرق الهدنة ويقول كل طرف أنه يرد على هجمات الخصم.

- انهيار البنى التحتية -

منذ شهر، يوافق كل طرف على اقتراحات واشنطن والرياض بتمديد الهدنة التي تهدف إلى السماح للمدنيين بالفرار من مناطق القتال وفتح ممرات آمنة لارسال المساعدات الانسانية.

وكان السودان قبل الحرب أحد أفقر بلدان العالم أذ كان مواطن من كل ثلاثة يعاني من الجوع وكانت الكهرباء تنقطع لفترات طويلة يوميا والنظام الصحي على وشك الانهيار.

اليوم، بعد مرور سبعة أسابيع على اندلاع الحرب، بات 25 مليونا من أصل 45 مليون سوداني، بحاجة الى مساعدات انسانية للاستمرار، وفق الأمم المتحدة.

وبات، وفقا لليونيسف، "13،6 مليون طفل بحاجة ماسة الى الدعم الانساني المنقذ للحياة". من بين هؤلاء "620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد"، بحسب المنظمة الأممية.

ولم تعد المياه الجارية تصل الى بعض مناطق الخرطوم والكهرباء لا تتوافر إلا بضع ساعات في الأسبوع، كما باتت ثلاثة ارباع المستشفيات  خارج الخدمة.

أما المستشفيات التي تواصل عملها فلديها القليل من المستلزمات الطبية والأدوية كما أنها مضطرة لشراء الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بعشرين ضعف سعره الأصلي.

وتطالب المنظمات الانسانية منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من نيسان/ابريل، بتوفير ظروف أمنية تتيح لها الوصول الى الخرطوم ودارفور من أجل تزويد مخازنهم التي نهبت أو دمرت بسبب القتال.

لكن حتى الآن ، لم تتمكن تلك المنظمات إلا من إيصال كمية صغيرة جدا من ألأدوية والأغذية اذ أن العاملين فيها لا يستطيعون التحرك بسبب المعارك وشحنات المساعدات التي وصلت جوا لا تزال عالقة لدى الجمارك.

أما بعض المناطق في دارفور، فصارت الآن معزولة تماما عن العالم من دون كهرباء أو انترنت أو هاتف ويقول نشطاء سودانيون أنهم يخشون الأسوأ.

وفيما رحبت واشنطن والرياض بتمديد الهدنة لخمسة أيام أخرى، يخشى  السودانيون الآن على الأرض حصول "حرب أهلية شاملة"، بحسب كلمات تحالف قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية التي أطاحها الجنرالان المتحاربين اللذان كان حليفين ونفذا معا انقلاب العام 2021.

-"ينبغي التسلح"-

ودق هذا التحالف ناقوس الخطر، بسبب النداءات التي وجهها الطرفان ويدعوان فيها المدنيين الى التسلح.

وطرح مجددا موضوع دارفور حيث يشارك في المعارك الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون، عندما دعا حاكم الاقليم، وهو زعيم فصيل متمرد سابق متحالف الآن مع الجيش، كل المواطنين الى التسلح "لحماية الممتلكات".

وقال مواطن من هذه المنطقة الواقعة عند الحدود مع تشاد لوكالة فرانس برس "في الوضع الحالي، ينبغي أن نتسلح، لأن الجميع في خطر، الناس يجدون أنفسهم وحدهم في حين تتم مهاجمتهم في بيوتهم التي تتعرض للنهب".

غير أن مواطنا آخر يرى أن دعوة المدنيين الى حمل السلاح أمر "غير مسؤول بتاتا وهي دعوة خطرة يمكن أن تقودنا إلى الحرب الأهلية".

ويخشى جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا ودول أخرى مجاورة من امتداد عدوى الحرب إليها وتطلب مساعدات من الأمم المتحدة التي تؤكد أنها لم تحصل الا على القليل من الأموال من مموليها.

الاثنين، حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار الحرب قد يدفع السودان الى قائمة الدول المهددة بمجاعة قريبة.

وخلال بضعة أيام سيبدأ موسم الأمطار الذي يحمل معه أوبئة عدة، من الملاريا الى الكوليرا.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي