جاذبية الأشكال الهندسية والعضوية في الديكور الداخلي

سواء كانت منتظمة أم غير منتظمة، تطبع الأشكال الهندسية التصميم والديكور بصفات محددة، مع الإشارة إلى أنه يكثر استخدام الأشكال الهندسية في أساليب الديكور المنتمية إلى «الآرت ديكو» ومنتصف القرن والمعاصرة. إلى ذلك، تتقدم مشهد الديكور الداخلي، راهناً، الأشكال العضوية التي تعبر عن عناصر من الطبيعة. مهما كان الخيار، يجدر حسن اختيار هذه الأنماط حتى تعكس المساحات المنزلية الذوق الشخصي والانسجام والجاذبية.

عندما يزوق مهندس الديكور أي مساحة داخلية سكنية، يستخدم عناصر عدة، إلا أن نجاح العمل حكر بجعل النتيجة النهائية تبدو كأنها صورة واحدة متناسقة. هذه الصورة قد تتخذ هيئة شكل هندسي محدّد. من جهة ثانية، عناصر الصورة، من أثاث وإكسسوارات منزلية وحتى أعمال تصميمية على الجدران والأرضيات والأسقف، تتبع الأنماط الهندسية، وتجعل الديكور يبدو ثرياً، أو مريحاً، أو قوياً، أو حرّاً، أو هادئاً، أو صاخباً، أو دراميّاً، أو حتى فسيحاً.
في إطار إبعاد الملل عن ساكني المساحات الداخلية، يقدم كل من شركات المفروشات ومصممي الأثاث والإضاءة كل أشياء المنزل بطريقة محدثة؛ فلم تعد الطاولات مربعة حصراً والأرائك مستطيلة والخزائن مستقيمة الزوايا، وإنما تسجل الأشكال الهندسية غير المنتظمة حضوراً، كما تبدو الأشكال العضوية مرغوبة وجذابة، بدفع من الحجر الصحي الوقائي زمن «كورونا»، حينما تيقن الناس أهمية جعل الطبيعة تحوط بعينهم في مساكنهم، حتى لو اقتصر الأمر على أشكال من البيئة المخضوضرة.

تؤكد مي جبارة، المهندسة المعمارية والداخلية، تردد الأشكال العضوية، في إطار الديكورات الرائجة هذا العام، أي الأشكال المستوحاة من الطبيعة، وكثيرة الانحناءات، ما يجعل الفراغ المعماري الذي يستقبل عناصر عضوية الأشكال، من كنب وسجاجيد ومرايا وغيرها، يبدو مريحاً ومرحباً. أضيفي إلى الأشكال العضوية، تلفت جبارة إلى تقدم أشكال هندسية بعينها، موضة الديكور، مثل تلك ذات الانحناءات، معددة النمط الأنبوبي الذي يشكل الإكسسوارات وعناصر الإضاءة، ونصف الدائرة التي ترسم القناطر التي تعرف الألق راهناً في أعمال الجبس على الجدران وورق الجدران، والشكل السداسي الذي يصمم السجاجيد المعاصرة. وتلاحظ جبارة أن زوايا الخزائن أمست مستديرة وليس مستقيمة.