بعد شهور من الجمود.. الجبل الأسود يصوت في الانتخابات الرئاسية 

أدلى سكان الجبل الأسود بأصواتهم يوم الأحد 19مارس2023، في مسابقة رئاسية بين ميلو ديوكانوفيتش ، أقدم زعيم للدولة الأدرياتيكية ، في مواجهة مجموعة من المنافسين الذين يأملون في زعزعة المشهد السياسي في البلاد.

وتأتي الانتخابات بعد أشهر من الجمود بعد تصويت الحكومة بحجب الثقة في أغسطس / آب لكنها استمرت في الحكم ، مما أدى إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات والدعوات لإجراء انتخابات مبكرة للبرلمان.

ودعا ديوكانوفيتش إلى عقد هذا الأخير في 11 يونيو / حزيران ، الجمعة ، بعد يوم من حله البرلمان مع انتهاء مهلة ثلاثة أشهر لرئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة جديدة.

يلعب رئيس الجبل الأسود دورًا احتفاليًا إلى حد كبير ، حيث تقع معظم السلطة السياسية على عاتق رئيس الوزراء.

ومع ذلك ، لا يزال ديوكانوفيتش أحد أكثر الشخصيات فاعلية في البلاد ، حيث اشتهر بممارسة القوة والنفوذ في جميع أنحاء الجبل الأسود لسنوات ، منذ انفصاله عن صربيا وساعد في الإشراف على استقلالها في عام 2006.

ومن شأن خسارة ديوكانوفيتش وحزبه DPS في الانتخابات أن تشير إلى بداية حقبة سياسية جديدة للبلاد في سعيها إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي - وهو هدف طال انتظاره تم تأجيله بسبب الإصلاحات البطيئة والفساد المستشري. 

إذا لم يحصل أي من المرشحين السبعة في السباق على أكثر من 50 في المائة من الأصوات - وهي نتيجة محتملة - ستجرى جولة الإعادة في 2 أبريل.

- 'خائب الأمل' -

لا يزال ديوكانوفيتش هو المرشح الأوفر حظًا في السباق ، لكنه سيواجه على الأرجح منافسة شديدة من أندريا مانديتش من الجبهة الديمقراطية الموالية لروسيا ، وياكوف ميلاتوفيتش - وهو اقتصادي شاب من حركة أوروبا الآن التي تزداد شعبيتها - وزعيم الديمقراطيين من يمين الوسط. أليكسا بيكيتش.

وصرح المحلل السياسي داليبوركا أولجارفيتش لوكالة فرانس برس أن "هذه الانتخابات ستحدد أيضا ما إذا كانت الجبل الأسود ستبقى في إطار أولويات السياسة الخارجية المحددة حتى الآن أو ما إذا كانت تتغير تحت النفوذ الروسي الصربي".

تحت قيادة ديوكانوفيتش وحزبه ، انضم الجبل الأسود إلى الناتو ، وبدأ عملية التفاوض لعضوية الاتحاد الأوروبي وابتعد عن نفوذ روسيا.

ومع ذلك ، ارتبط حكم حزبه أيضًا بفساد واسع النطاق وصلته بالجريمة المنظمة ، وهي مزاعم ينفيها بشدة.

منذ الانتخابات البرلمانية لعام 2020 - التي شهدت ضعف قبضة DPS على السلطة بعد تعرضها لهزيمة في صناديق الاقتراع - تحولت البلاد من أزمة إلى أخرى.

بالنسبة للكثيرين في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 620 ألف نسمة ، فإن الخلل السياسي الذي طال أمده جعلهم يشعرون بخيبة أمل من الانتخابات المقبلة. 

وقالت المحامية أنجا (32 عاما) في العاصمة بودغوريتشا لوكالة فرانس برس "للمرة الأولى لن أشارك في الانتخابات. أشعر بخيبة أمل في الحكومة الجديدة التي وعدت بإصلاحات ودخول أسرع إلى الاتحاد الأوروبي". الذي طلب حجب لقبها.

"الشباب يغادرون البلاد لأنه ليس لديهم آفاق هنا".