الكلماتُ مجرّدُ عُلَب إخفاء

2023-02-21

أنا لوسيا دي باستوس

فنُّ الشِّعر

عبرتُ الأنهار بفقراتي مرفوعة بحَبْلٍ

سوَّيْتُ أوتار عضلاتي والتمستُ منك

اِضطجِعْ،

تمَدَّدْ،

افترشْ سجّاداً،

أحملُ في روحي حزمة أعصابٍ

شبكاتِ عنكبوتٍ مِنْ دَمٍ

لكي أحتضنك

(مثلما تسنِدُ في الضوءِ

تلك الأعشابُ

ذلك البستان)

القبضة اليُمنى على الرئة مباشرة

ارفع وجهك

اشتعلْ

فالكلماتُ مجرّدُ عُلَبٍ لإخفاء عُلَبٍ أُخرى

وهكذا يمكن أن تتعفّنَ، أن يُقالَ لك

"في داخلهنَّ تستلقي أنتَ"

إنهن لا يَخْرُجْنَ عدا قطراتِ ماءٍ فِي الأيَّامِ المُمْطِرَة

وقطراتِ عَرَقٍ في أيَّامِ الحَرِّ

صَلِّ معي صَلاةَ الرِّيحِ:

اِسْحَبْ مَعَ البتلاتِ رُمُوشاً

لأنَّه ليسَ ثمَّةَ لغةٌ أُخرَى غيرَ لُغَةِ النَّارِ

ولا عَتْمَة أُخْرَى مثلَ ظَلامِ عَظْمِ القَصِّ

(عَيْنُ البَابِ هِيَ السُّرَّةُ)

■ ■ ■

قصيدةُ حُبٍّ

المنحدر القارّي

جُزءٌ من التشكّل تحت البحريِّ

يَقعُ على عمق أربعة آلاف متر تحت سطح البحر.

على عمق أربعة آلاف متر تحت سطح البحر

ثمَّة خنادقُ بعيدةُ الغورِ

وبحرٌ.

المنحدر القاري

جُزءٌ من التشكّل تحت البحريِّ

الذي يمكن العثور عليه في جهاتٍ أُخرى.

أثرُ الشبح، أثرُ المرآة.

توافقاتٌ حميميَّة.

جُزءٌ من التشكّل تحت البحريِّ

يَقعُ أيضاً بين مَسْمَعِي وعظمَةِ القَصِّ.

لا ريحَ في هذه القصيدة، نحن في أمان.

ثمَّة بحرٌ وفوقه قليلاً ثمّة بحرٌ أكثرُ،

وفي الخنادق بعيدة الغور،

ثمَّة أسماكٌ تسبحُ في العتمَة

وتحفظُ ما بين خياشيمها،

ياقوتنا الذهبيَّ

(الخاتم).

■ ■ ■

قد ذهبَتْ باكِراً

العرائسُ الآسيوياتُ الجميلاتُ جِدّاً يرفلنَ في ديباجِهنّ الثقيل

بتطريزاتهنَّ وأثوابهنَّ الحريرية

من إستبرق وشاش وميكادو وتول

وتفتا، مثل فراشاتٍ،

معلّقاتٌ تحت حَرِّ الصيف الإيجِيِّ

يُرفرفنَ عبر المشهد الطبيعيِّ لسانتوريني

وهنَّ يُقبِّلْنَ هنا وهناك أزواجهنَّ المتأججين

الذين ينتظرون الطلقة لإغلاق أعينهم.

القبلات والأجنة تُمْنَحُ في الظلام.

كانَ جني يحسُّ بشكل سيِّئ من خلالي

حشداً برمائياً، قرعاً مزدوجاً

تفريغان يتم افتتاحُهُمَا

واحدٌ، واثنان، أيُّهَا القلب البدائيُّ.

وكلّ كوابيسِ أسْلافهِ

يتمُّ إسقاطُها في أحلامي.

صورُ سُلالةٍ أُخرى،

وطعمٌ حامضٌ في فمي.

قد ذهبتْ إلى الفراش باكراً لأنها كان يجبُ

أن تستريحَ حياةً. كانت الحياة، مزدوجة الشكل،

تُفسِحُ الطريقَ في أحشائها.

وسرُّ الثالوث يَسْتوجبُ الجُثُوَّ

والرُّكوع.

ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني

Ana Lucia de Bastos شاعرة وباحثة فنزويلية، ومترجمة من البرتغالية إلى الإسبانية








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي