"العين والأذن".. حول لغة المسرح الجزائري

2023-02-12

في كتابه الصادر حديثاً عن "دار الشهاب" بعنوان "العين والأذن: من اللغة إلى أشكال التعبير المتعدّدة في المسرح الجزائري"، يتناول الكاتب محمد كالي مسألة اللغة في الممارسة المسرحية الجزائرية، مستعرضاً تطُّور استخدامات اللغة المنطوقة ومتوقّفاً عند عدد من الإشكاليات المرتبطة بها.

إن كانت السينما تعتمد على الصورة، فإنّ المسرح يعتمد بدرجة أُولى على الفعل. من هنا يُشير الكاتب الجزائري، في عمله المؤلَّف من أحد عشر فصلاً، إلى أولوية الفعل أو الحركة على اللغة أو الكلام في العرض المسرحي، مُعتبراً أنّ اللغة فقدت مركزيتها في المسرح، لتتحوّل إلى عنصر في العرض، ضمن عناصر وأدوات تقنية وجمالية أُخرى تُستخدَم في نقل النصّ إلى الخشبة.

في هذا السياق، يلفت كالي إلى أنّ المسرح الجزائري بدأ، منذ تسعينيات القرن الماضي، بالابتعاد تدريجياً عن "ميولاته اللغوية"، أي عن هيمنة عنصر اللغة على العروض، والاقتراب شيئاً فشيئاً من "المعايير المسرحية المُعاصرة"، متمثّلةً في العناصر الأخرى؛ مثل السينوغرافيا ولغة الجسد. ويربط الباحث ذلك بالتغيُّر المستمرّ الذي شهده المسرح الجزائري على مستوى المضامين وأشكال التعبير.

ويُخصّص المؤلّف عدداً من الفصول لنشأة المسرح الجزائري وتطوُّره، متوقّفاً عند التأثيرات الاجتماعية والثقافية عليه، والتيارات المسرحية التي أثّرت عليه؛ مثل المسرح الكلاسيكي، ومسرح العبث، ومسرح القسوة، والمسرح الوجودي، موضّحاً أنّ كلّ مدرسة أو تيار كان لها تأثير مختلف على لغة المسرح وأشكال التعبير فيه، كما يتوقّف عند اللغات واللهجات المستخدمة فيه، وهي العربية الفصحى، والعامية، والأمازيغية، والفرنسية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي