تعزيزات أمنية لرالي دكار 2023 في السعودية

أ ف ب-الامة برس
2022-12-29

    السعودي يزيد الراجحي في المرحلة العاشرة من رالي دكار الصحراوي في 13 كانون الثاني/يناير 2021 (أ ف ب)

الرياض: عزّز رالي دكار الصحراوي الذي تنطلق النسخة الخامسة والأربعون منه السبت في السعودية إجراءاته الأمنية، ورفع حالة التأهب بعد أن شهدت النسخة الماضية انفجارا.

وينطلق رالي دكار 2023 في 31 كانون الأول/ديسمبر للمرة الرابعة من السعودية على 14 مرحلة يتم رسمها من الغرب إلى الشرق مع "مزيد من الكثبان الرملية ومزيد من الكيلومترات".

وأكد دافيد كاستيرا مدير الرالي الصحراوي الشهير "لتدارك ما حدث العام الماضي، حتى لو لم يكن لدينا وصول الى الملف، قمنا بـ+تحديث+ الأمن بالتعاون مع القوات المحلية، والسعوديون يساعدوننا. لقد رفعنا مستوى الأمن بدرجة في ما يخص كل ما هو عبارة عن مخيمات المبيت (في الهواء الطلق)".

وبخلاف النسخ الثلاث السابقة، منها نسخة عام 2022، سيجتمع جميع المشاركين ضمن مخيّم مبيت على بُعد 200 كلم من المدينة المنورة.

بعد ذلك، سيدخلون أجواء المنافسة مع مناطق مألوفة مثل العُلا، حائل والرياض، قبل التوجه لقضاء أربعة أيام في الصحراء المجهولة للربع الخالي، حيث سيواجه المتسابقون التحدي الصعب على الرمال والكثبان الرملية.

وكان السباق الاسطوري، المعروف سابقاً باسم باريس-دكار، ينطلق من العاصمة الفرنسية باريس في طريقه الى عاصمة السنغال كمحطة أخيرة.

لكن التهديدات الأمنية على طول المسار في شمال إفريقيا أدت الى نقله لأميركا الجنوبية في 2009 قبل أن يحط الرحال في السعودية منذ 2020.

- مخاطر وتحقيق-

والأمر لا يخلو من مخاطر في المملكة المحافظة. وتخوض السعودية نزاعا داميا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا، بمواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الغريم الإقليمي للمملكة.

ويقول جون ألترمان من مركز الأبحاث الاستراتيجية والدولية إن "التهديد الإرهابي داخل المملكة تضاءل بشكل كبير مقارنة بما كان عليه قبل 15-20 عاما".

واضاف "بعض التهديدات الأكثر خطورة تأتي من اليمن" مشيرا أن التنظيمات مثل القاعدة أو "الدولة الإسلامية" "ليس لديها نفوذ كبير داخل المملكة في هذه المرحلة".

واستهدف انفجار العام الماضي الفرنسي فيليب بوترون الذي اصيب بجروح خطيرة خلال نسخة 2022. وكان خمسة آخرون يستقلون السيارة أيضا.

ولم تعرف حتى الآن أسباب هذا الانفجار الذي حصل في 30 كانون الأول/ديسمبر الماضي في جدة، إلا أن النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب فتحت تحقيقاً بشبهة محاولة اغتيال، في وقت استبعدت السلطات السعودية ارتكاب عمل اجرامي لتفسير ما وصفته بـ"الحادث".

ونقل السائق الفرنسي إلى مستشفى "بيرسي دو كلامار" العسكري قرب باريس، ثم وضع لبضعة أيام في غيبوبة اصطناعية للتخفيف من اوجاعه.

وتطرق بوترون الى الانفجار في مقابلة مع "فرانس بلو اورليان" نهاية كانون الثاني/يناير، وقال "كانت صدمة كبيرة غير متوقعة على الإطلاق. وضعت القنبلة تحت أرضية (السيارة)" ما ادى الى اصابة ساقيه في شكل مباشر.

وبحسب مدير الرالي كاستيرا، فإن بوترون "بدأ يتعافى بشكل جيد" موضحا أنه "ليس قادرا على استخدام ساقه بنسبة 100% ولكن إعادة تأهيله تسير بشكل جيد".

- منافسات رياضية -

وكان مصدر مقرب من الملف أكد لوكالة فرانس برس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن المحققين "متأكدون من أن الانفجار كان اجراميا ولكن لم تتبنَّه أي جهة". وبحسب المصدر فإن "التحقيق الذي اجراه السعوديون لم يسفر عن نتيجة".

ولم ترد السلطات السعودية على طلب فرانس برس التعليق بهذا الشأن.

ولهذا تتوقع أنييس لوفالوا وهي كبيرة الباحثين في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية أن تقوم السعودية بفرض إجراءات أمنية مشددة مؤكدة "ليس بإمكانهم تحمل وقوع أي خطأ أمني، من ناحية المصداقية فإن هذا سيثير الشكوك حول كل استراتيجية القوة الناعمة التي تمر عبر الرياضة".

وتضخ المملكة الخليجية الثرية ملايين الدولارات لتنظيم  فعاليات رياضية عالمية لتغيير صورتها المحافظة في العالم. ويأتي هذا في اطار حملة غير مسبوقة لتحقيق انفتاح اجتماعي وتغيير صورة المملكة في العالم.

ولكن تشير لوفالوا إلى أن "هذه التغييرات تحدث بسرعة كبيرة ولكن بطريقة استبدادية للغاية وقد ينجم عنها مقاومة ومعارضة" مشيرة أن أحداث مثل رالي دكار تشكل فرصة للبعض "حتى لو كان هامش المناورة محدودا لإظهار ذلك".

وسيتم بث رالي دكار عبر 70 قناة تلفزيونية حول العالم.

ويُعدّ الاستثمار في الرياضة جزءاً من استراتيجية "رؤية 2030" التي أقرتها المملكة في 2016 لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط في هذه الدولة الخليجية.

ومذاك، استضافت السعودية أحداثا رياضية كبرى، مثل بطولات الغولف للمحترفين وسباقات فورمولا واحد.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي