لعبة الفيديو "دوورف فورترس" تستعيد مكانتها من خلال توفيرها على "ستيم"

ا ف ب - الأمة برس
2022-12-17

النسخة المدفوعة من "دوورف فورترس" بواجهة غرافيكية جديدة بالكامل وموسيقى تصويرية أصلية (ا ف ب)

أصبحت "دوورف فورترس" (Dwarf Fortress) التي يعشقها هواة ألعاب الفيديو المستقلة، متاحة للشراء من متجر "ستيم" عبر الإنترنت اعتباراً من كانون الأول/ديسمبر الجاري، بعدما بقيت طويلاً توزع مجاناً، منذ إطلاقها عام 2006.

تجري أحداث هذه اللعبة في عالم خيالي من القرون الوسطى، وتقضي بالإشراف على مجموعة من الأقزام الذين يسعون لبناء حصن قوي. وأُدخلت في النسخة الجديدة تعديلات جذرية على شكلها الغرافيكي، وما لبثت أن قفزت إلى المركز الرابع في ترتيب أكثر الألعاب مبيعاً على "ستيم". 

وخضعت اللعبة مع توفيرها ضمن متجر "ستيم" لعملية تجميل كاملة، فاعتُمدت لها واجهة غرافيكية جديدة وموسيقى تصويرية أصلية، وخرجت عن طابعها المتواضع شكلاً، الكفيل تنفير بعض اللاعبين الذين لا يتمتعون بخبرة واسعة في اللعبة.

ويعرب تارن آدامز الذي ابتكر "دوورف فورترس" مع شقيقه زاك من خلال شركتهما "باي 12 غيمز" (Bay 12 Games) عن ارتياحه "لتوفير فرصة اللعب بها لعدد أكبر بكثير من الناس". 

أما الذين يحنّون إلى الطابع الأصلي للعبة، فسيظل متاحاً لهم استخدام النسخة القديمة الخالية من الموسيقى والتي يتم تمثيل الشخصيات والأشياء والمشاهد فيها بواسطة أزرار لوحة المفاتيح.

ولم يكن طرح اللعبة للبيع سهلاً للأخوين المقيمين في بولسبو، غرب سياتل (ولاية واشنطن).

ويقول زاك آدامز "لقد مرضت ... كان لدي تأمين طبي (بفضل زوجته)، مما مكّنني من دفع تكاليف رعايتي الصحية، ولكن لم يكن لدى تارن" تأمين مماثل.

وكانت التكلفة الباهظة التي قد تترتب على تارن في حال احتاج إلى دخول المستشفى وراء إدراك الأخوين آدامز  حاجتهما إلى تأمين مدخول مستقر من اللعبة التي ابتكراها، بعدما كانا يعتاشان سابقاً من تبرعات معجبيهم.

وقوبلت النسخة الجديدة من "دوورف فورترس" التي تباع في مقابل 29 يورو باستحسان كبير من الجمهور، على ما تُبيّن التقويمات الإيجابية الكثيرة على "ستيم".

ولاحظ أحد الذين كتبوا تعليقات على منصة التنزيل أن "جوهر اللعبة لم يتغير، لكنّ استخدامها بات أسهل ومريحاً أكثر". ونصح "اللاعبين القدامى وكذلك المبتدئين" باعتماده. 

- "الخسارة ممتعة"-

وما يميّز "دوورف فورترس" هو على السواء تشابكُ عناصرها، وأكوانُها الغنية والعميقة التي توفر عدداً لا يحصى من الاحتمالات. 

ويقول المدوّن النيوزيلندي بيتر تايسون الذي أصدر كتاباً عن اللعبة عام 2012 "يشبه الأمر إلى حد ما فتح كتاب تاريخ والانغماس في داخله". 

ويضيف أن "تحركات اللاعب مهمة، ولكنه لا يبدو وكأنه أهم شخص في العالم". 

لاختيارات اللاعب في الواقع تأثير هامشي ليس إلاّ، على مسار اللعبة وبناء القلعة، المحكوم عليها حتمياً بأن تتعرض للتدمير من الأعداء، سواء أكانوا وحوشاً بعين واحدة أو تنانين أو عناكب عملاقة.

وبالتالي، لا يمثّل الانتصار النهائي الهدف بقدر ما هو العدد الكبير من الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل. كما اكتسب شعار "الخسارة ممتعة" (Losing is fun) شعبية واسعة في صفوف اللاعبين على مر السنين.

أما الفكاهة فحاضرة في كل تفاصيل اللعبة، مما يولّد مواقف طريفة في كثير من الأحيان.

ويقول تارن آدامز "إذا غزت العفاريت قلعتك، يمكنك سحب مقبض تحكّم لإحداث فيضان وإغراق المهاجمين (...) ويمكنك بعد ذلك سحب مقبض آخر يفتح أفخاخاً تجعلها تسقط في منطقة التخلص من العفاريت".

ويشير مبتكر اللعبة إلى أنها  تتيح للاعبين "إطلاق العنان لخيالهم ليقرروا كيف يريدون معالجة مختلف القضايا والتهديدات".

- "مشروع مستمر" -

كان للعبة "دوورف فورترس" التي كانت طليعية في أكثر من مجال أثر كبير في عالم ألعاب الفيديو، وألهمت عدداً من الألعاب التي حققت نجاحاً عالمياً، على غرار "ماينكرافت" و"ريم وورلد". 

كذلك أدرجت اللعبة عام 2012 ضمن المجموعة الدائمة لمتحف الفن الحديث في نيويورك إلى جانب الألعاب التاريخية في هذا المجال على غرار "باكمان" و"تيتريس".

أما مبتكراها، فيعملان دائماً لمواصلة إثرائها.

ويقول زاك آدامز "طُرحت اللعبة في السوق لكنها لم تُنجز ... فالمشروع مستمر". 










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي