ما الفرق بين الاستماع لشخص والإصغاء إليه؟

زهرة الخليج
2022-11-29

ما الفرق بين الاستماع لشخص والإصغاء إليه؟ (زهرة الخليج)

عندما تكون في محادثة مع شخص ما، فمن الشائع أن ينجرف عقلك إلى أفكار أخرى. على سبيل المثال، ربما يكون صديقك يسرد لك حادثة معينة، وأنت تسمعه لكنك في الوقت نفسه تفكر بأولادك أو بما عليك فعله من مهام اليوم، أو ربما تكون مرهقاً، وتبدأ في التخيل كيف ستعود لمنزلك لتأكل طعامك وتخلد للنوم، فأنت لاتزال تسمع وتعي ما يقوله لكنك لست مهتماً وغير مصغٍ باهتمام لما يقوله، وهذا ما يطلق عليه الاستماع. وقد يؤثر الاستماع على علاقاتك سلباً، فالشخص سيدرك أنك غير مهتم بما يقوله. 
لذا يبين موقع verywellmind الصحي الفرق بين الاستماع والإصغاء، حيث إن هنالك فرق اختلاف كبيراً بين الاستماع لشخص ما والإصغاء إليه. 
الاستماع: عملية سلبية، لا إرادية، وحسية ندرك فيها الأصوات، وهي استجابة فسيولوجية، تتضمن إدراكنا للصوت، دون اهتمام وتركيز، فقد تستمع للتلفزيون وأنت تقرأ أو تجري محادثة أو تستمع للأصوات في الشارع. 
الإصغاء: هو عملية نشطة وطوعية ومقصودة تتضمن فهم الكلمات والأصوات التي تسمعها، مع الانتباه والتركيز وتطوير استجابة عاطفية. على سبيل المثال، إذا كنت تصغي إلى شخص يتحدث عن يوم صعب مر به في العمل، فمن المحتمل أن تركز انتباهك الكامل عليه، وأثناء حديثه ستبدأ فهم شكل تجربته وتأثيرها عليه، وسيساعدك هذا على إبداء تعليقات مدروسة وطرح الأسئلة ذات الصلة لفهم تجربته بشكل أكبر. 

الاستماع له دور في الصحة النفسية، حيث إن السمع حاسة مهمة تساعدنا على الإبحار في العالم. لهذا، يمكن أن يكون لفقدان السمع تأثير عميق على الصحة العقلية، لأنه قد يؤدي إلى الغضب والانسحاب الاجتماعي والتغيرات في إحساسنا بقيمة الذات والاكتئاب. ومن المهم أن تضع في اعتبارك أن استخدام لغة الإشارة والانتباه إلى لغة الجسد هما الطريقة المناسبة بدلاً من الاستماع لإدراك الشخص. 
فيما أن الإصغاء له دور مؤثر في الصحة النفسية، فنحن كائنات اجتماعية ولدينا حاجة أساسية للتواصل والانتماء. والإصغاء هو ما يمكننا من تطوير فضول متزايد حول تجارب الآخرين وزيادة التعاطف وزيادة التواصل. وإذا كنت لا تصغي للآخرين أو لا يتم الإصغاء إليك، فقد يؤثر ذلك سلباً على إحساسك بالاتصال والانتماء. وقد يسبب عدم الإصغاء إليك وأنت محتاج لذلك إلى الشعور بالتقليل من القيمة وعدم الاهتمام والوحدة، وكل ذلك يمكن أن يساهم في الشعور بالخزي والقلق والاكتئاب، والإصغاء والتفاعل مع الآخرين يمكن أن يقوي علاقاتك. وبالمثل، إن قلة الإصغاء يمكن أن تخلق التوتر والبعد في العلاقات، وتجعل من الصعب حل النزاعات، وتؤثر على صحتك العقلية ورفاهيتك. 
والناس غالباً يستمعون بقصد الرد بدلاً من نية الفهم. وهذا يعني أنهم يعتمدون على السمع أكثر من الإصغاء، وبعض الأسباب التي قد تجعلك تسمع ولا تصغي، هي: ربما لم تتعلم مهارة الإصغاء، وهذا هو السبب الأكثر شيوعاً، أو قد تكون مشغولاً أو مشتتاً أو في أحلام اليقظة. 
قد يكون لديك قلق اجتماعي، ما قد يجعل الاستماع أكثر صعوبة لأنك تركز على التخطيط لما ستقوله بعد ذلك، أو تشعر بالقلق بشأن ما يفكر فيه الآخرون عنك. 
وقد يكون من الصعب عليك الشعور بالارتباط بالآخرين. ومن المحتمل، أيضاً، أنك قد لا تكون مهتماً بهذا القدر، وفي هذه الحالة من المهم التحقق من قيمك والتعرف إلى أنواع الاتصال والعلاقات المهمة بالنسبة لك، ونوع الشخص الذي ترغب بالتواصل معه. 
ولكي تحسن مهارتك في الإصغاء، عليك التمرن على هذه النصائح: 
- حدد نية للتحسين: يمكن أن يساعدك تحديد هدف واضح للعمل على مهارات الإصغاء لديك على التفكير بشكل ملموس أكثر حول كيف ومتى ومن يمكنك التدرب معه. 
- تدرب على اليقظة: تساعدك اليقظة على أن تكون أكثر حضوراً. يمكنك ممارستها ببساطة من خلال ملاحظة ما يلفت انتباهك في الوقت الحالي؛ هل هو الشخص الذي يتحدث إليك أم شيء آخر؟ إذا كان انتباهك على شيء آخر، فيمكنك إعادة توجيه تركيزك بلطف إلى الشخص من خلال ملاحظة التغييرات في صوته، والكلمات التي يستخدمها، والتعبيرات غير اللفظية. 
- كن فضولياً: يتيح لك الفضول الاستماع والفهم حقاً، وعندها قد تلاحظ أنك تصبح تلقائياً أكثر فضولاً واهتماماً بما يقوله الشخص. 
- تخلَّ عن الأحكام والافتراضات: لأنه عندما تحكم على الأشياء وتفترضها، فإنك تغلق الباب أساساً أمام المعلومات الجديدة، ما يعني أنك أقل عرضة للانتباه والإصغاء، وسيساعدك التخلي عن الأحكام والافتراضات على أن تصبح أكثر فضولاً. 
- لخص ما تسمعه: حيث يمكن أن يؤدي تكرار ما سمعته من كلام الشخص الآخر بكلماتك الخاصة إلى إيصال أنك منصت له، ويمنح الشخص الآخر فرصة لتوضيح أي سوء فهم. 
- اطرح أسئلة: فطرح الأسئلة ذات الصلة المفتوحة يظهر أنك تستمع وتستجيب بطريقة مدروسة، وإذا لم تكن متأكداً مما تريد طرحه، فيمكنك محاولة التفكير في أسئلة من وماذا ومتى وأين وكيف. 
- استخدم الإيماءات غير اللفظية، مثل: التواصل بالعين وإيماء رأسك أحياناً. 
- تقديم المشورة فقط إذا لزم الأمر: لا تحاول حل المشكلة أو تقديم النصيحة إلا إذا كان هذا هو ما يطلبه الشخص، فلا تتسرع في تقديم الحلول، لأن هناك بعض الناس الذين يرغبون فقط بفهمهم والإصغاء إليهم بعيداً عن الحلول وإصدار الأحكام. 
- التخلص من المشتتات: مثل وضع وجه الهاتف لأسفل حتى لا تتمكن من رؤية الرسائل أو الإشعارات أو الابتعاد عن شاشة الكمبيوتر. 
- مارس تمارين الإصغاء الرحيمة: مثلاً، يمكنك أنت وشريكك تخصيص ثلاث إلى خمس دقائق لمشاركة قصة شخصية، ويجب أن يكون هناك توقف من 15 إلى 30 ثانية قبل أن يبدأ الشخص الآخر في مشاركة قصته، وبعد أن يشارك كلا الشخصين قصتهما، يمكنك قضاء بضع دقائق لمناقشة فحوى الكلام.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي