
فريدة حسين
يشهد شهر سبتمبر/أيلول الجاري منافسة بين دور النشر الجزائرية الباحثة عن المنافسة في كل موسم جديد، حيث تتضح جليا بوادر منافسة بين الكتاب الجزائريين على غرار ياسمينة خضرا الذي أطلق «الفضلاء» وكوثر عظيمي التي يُنتظر أن تصدر «نذير شؤم» بعد صدوره في فرنسا، ودخول الروائي رشيد بوجدرة الساحة بجديد قال إنه يستحق القراءة.
كوثر عظيمي: الأدب نذير شؤم!
أصدرت كوثر عظيمي، كتابها الخامس الموسوم بـ«نذير شؤم» عن منشورات «برزخ» بعد أن صدرت في فرنسا عن دار النشر الفرنسية «سوي» تروي قصة ثلاثي يتكون من سعيد الابن المدلل لعائلة ميسورة، وطارق الذي ربته والدته وحدها، وليلى الفتاة المتمردة التي يسعى أهلها إلى تزويجها على عجالة من أمرهم. وافترق الثلاثة مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، لكن طارق وليلى التقيا مجددا وتزوجا، بينما ظل مصير سعيد مجهولا لسنوات قبل أن يظهر مجددا في حياة الزوجين ليثير فضيحة، فقد أصبح كاتبا وأصدر رواية لقيت صدى واسعا لكونها مفعمة بالشهوة تحاكي سنوات شبابه، حيث يتحدث فيها بشكل جريء عن ليلى فيصف وجهها وجسدها وهو محتفظ باسمها الحقيقي، واسم القرية الجزائرية حيث نشأ، وشكلت هذه الرواية نقطة تحوّل قلبت حياة ليلى وطارق رأسا على عقب نظرا لما تضمنته من وقائع صادمة. ورغم أنها ركزت على هذا الجانب الخادش الذي زلزل علاقة طارق وليلى إلا أنها تعطي لمحة عن مختلف حقب تاريخ البلد، من الاستعمار الفرنسي إلى السنوات الأولى من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وصولا إلى «العشرية السوداء» بين 1991 و2002.
ياسمينة خضرا: «إذا خسرت كل معاركي، فإن هزائمي لها مزايا»
من جهته، أصدر الكاتب ياسمينة خضرا «الفضلاء» عن منشورات «القصبة» وهو المؤلف الذي قدمه في المكتبة الوطنية الجزائرية مؤخرا، وقال إنه عمل روائي اشتغل عليه لمدة ثلاث سنوات، تطرق فيه لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي يعتبرها مادة استلهم منها إبداعه وأحداث روايته، وأشار إلى أنه تطرق لحياة سكان الجنوب الغربي خلال سنوات العشرينيات من القرن الماضي، في منجم الفحم الشهير في منطقة «القنادسة» في بشار، التي ينحدر منها. وقد لخصت العبارة الواردة على غلاف الكتاب رؤية بطل الرواية وخضرا الكاتب معا، وجاء فيها «لقد عشت ما كان علي أن أعيشه وأحببته قدر المستطاع، إذا كنت قد أخطأت في مكان ما عن غير قصد، إذا خسرت كل معاركي، فإن هزائمي لها مزايا – إنها الدليل على أنني قاتلت». ووصف الكاتب، الذي يعتبر نفسه من أدخل الأدب الجزائري إلى العالمية، عمله بأنه الأفضل بين كل أعماله الروائية، معتبرا أنها «الرواية الأكثر اكتمالا، والأفضل كتابة، والأكثر تشويقا، تثمن قيم منطقة الصحراء حيث أهلنا الطيبون والأنقياء».
رشيد بوجدرة: قراءة حميمية للتاريخ الحديث
كشف رشيد بوجدرة، مؤخرا، في حوارصحافي أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على كتابه الجديد الذي سيصدر قريبا، وقال «هو عبارة عن مذكرات خاصة وحميمية تتناول حياتي منذ الصغر وما رافقها من أحداث مصيرية، كتبت هذا الكتاب بأسلوب أدبي، وهو بمثابة قراءة حميمية للتاريخ الحديث، هي مذكراتي لكنني أحكي فيها حياتي كاملة بطريقة روائية، لذلك فهي رواية في النهاية، وإذا كانت المذكرات في العموم واقعية، والرواية متخيلة، فإن كتابي الجديد رواية واقعية».