في طبعة جديدة تتدارك الأخطاء السابقة: حياة وآثار وذكريات الناقد السعودي نجيب المانع

2022-09-10

تمتد تجربة الكاتب السعودي نجيب المانع (1926 ـ 1991) زمنياً وفكرياً، لتشمل الكثير من الموضوعات والقضايا الفكرية والثقافية في الوطن العربي، فالرجل كان ناقداً ومترجماً وروائياً، كذلك امتدت كتاباته لتشمل الموسيقى والأدب والسينما والمسرح. ورغم عدة إصدارات تناولت ما كتبه المانع، خاصة مذكراته المعنونه بـ«ذكريات عمر أكلته الحروف» التي جاءت منقوصة ومشوّهة بمعنى أدق. هذا ما كشفه الكاتب والناشر محمد السيف في كتابيه الصادرين مؤخراً عن دار جداول للنشر، بعنوان «نجيب المانع.. حياته وآثاره» 735 صفحة، و«نجيب المانع.. ذكريات عمر أكلته الحروف/النص الأصلي» 296 صفحة.

إصدار لا يليق بتاريخ الرجل

كتب السيف في المقدمة عن السيرة الذاتية لنجيب المانع، أنها نُشرت مشوّهة، من خلال كتابين، أولهما صدر عن دار الانتشار العربي 1999، والثاني صدر عن دار الرافدين 2019، وإن كان الأول أفضل حالاً من الأخير، رغم ما اعتراه من نقص وتشويه.

يقول السيف بداية.. «أكتب هذا الكتاب بنسخته الأصلية وبما ذُكِر في المذكرات الأصلية دون تعديل؛ وإذ نعيد فيه الاعتبار إلى قامة عظيمة كالأديب المثقف نجيب المانع، بعيداً عما طال مذكراته، سواء كان ذلك بحذف أو إسقاط أو تداخل ساهم بعدم وصول المذكرات كما كُتِبَت حينها».

وعن إصدار الرافدين يذكر السيف، «ووجدت أنه لا يليق بنجيب المانع، خاصةً أنه أحد ألمع كتاب الشرق الأوسط. فقمت بالبحث عن جميع مذكراته التي كُتِبَت في صحيفة «الشرق الأوسط». وكانت أولى حلقاته نُشِرَت بتاريخ 24 أيار/مايو 1988… وكانت هذه المذكرات نُشِرَت في مرحلة عاشها نجيب في لندن، واستمرت قرابة عشرين عاماً» ويضيف الناشر واصفاً الكتاب بأنه «خواطر مفككة تتإلى دون خط تحريري تسير عليه، لتجد نفسك أمام كتاب لا يحرك فيك شيئا ما يجبرك على أن تضعه جانباً.. وهذا ما فعلت».

مشاكل الإصدار السابق

هناك الكثير من المشكلات التي تصل حد الكوارث في نسخة دار الرافدين، ونقتطف من المقدمة التي كتبها محمد السيف بعضها، فيقول «واصلت قراءة الحلقات المنشورة في جريدة «الشرق الأوسط» وقارنتها بالموجودة في الكتاب، ووجدت العجب العجاب من تغييرات، وحذف غالبية ما ذُكِرَ في حلقات السيرة المنشورة في الصحيفة. ولاحظت عدم ترتيب المذكرات وتداخل عدة مقالات مع بعضها بعضا، إضافةً إلى استبدال كلمات بكلماتٍ أخرى لم يكتبها المانع في مذكراته». ويضيف: «أكثر ما فاجأني هو إسقاط مناسبة كتابة المذكرات وأنها لم تكن لتُكتَب إلا بعد إلحاح من الأستاذ عثمان العمير رئيس تحرير الشرق الأوسط حينذاك، الذي أصرّ عليه لنشر هذه الذكريات الأدبية، في الصحيفة نفسها. وثمة نقطة أخرى أثارت استغرابي وهي حذف بعض العبارات العديدة مثلاً: عبارة (أنا السعودي) التي استهل بها نجيب المانع ذكرياته قائلاً (أنا السعودي ترعرعت في العراق) وفي الكتاب المذكور كانت البداية (ترعرعت في العراق)». ونأتي لنقطة أخرى مثيرة للدهشة، وهو ما يتعلق بالمقدمة التي تصدرت طبعة الرافدين، وهي للأديبة مي مظفر، واتضح أنها عبارة عن مقال لها تم نشره في صحيفة «الحياة» اللندنية في 2017، أي قبل نشر الكتاب بعامين!

وحسب السيف، فالسقطات الموجودة في الكتاب المذكور كثيرة «لذا، حرصت في كتابي على أن أعيد حلقات الذكريات كلها مع وضع خط على الأسطر المحذوفة، التي لم ترد في الكتاب. وذلك بقصد إظهار النص الأصلي والكامل الذي يليق بكاتبه».









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي