أليساندرا تشوتشي: تأريخ نسوي لفنّ العيطة

2022-07-31

لم تكن الفنون يوماً بمعزلٍ عن الوعي الشعبي أو الوطني، بل إنّ تطوّرها ضمن هذا السياق كان بمقدار ما عبّرت به عن روح الشعوب، ومن هذه الفنون يحضر فنّ "العيطة" (النداء أو الغناء الجماعي) في المغرب، والذي حضر في تراثه الأمازيغي بوصفه مكوّناً بارزاً زاد من فاعليّته استخدامه كأداة مقاومة ضدّ الاستعمار.

"أصوات العيطة: المرأة، الثقافة، والممارسة الموسيقية التقليدية في المغرب" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن دار "ملتقى الطرق" للباحثة الإيطالية أليساندرا تشوتشي، وبتوقيع من المترجم نور الدين الزويتني. والعمل محاولة، من موقع نسوي، لرصد وتأريخ هذا الفنّ الذي أدّت فيه المرأة دوراً تاريخياً بارزاً.

بالانطلاق من العنوان الفرعي للكتاب، يمكن ملاحظة أنّه يطلّ على جدلية تنتصر لسردية النساء ودورهنّ في تفكيك بُنى الهيمنة، سواء القديمة منها، أو حتّى تلك التي راح الاستعمار يُذكي سلطاتها ويُرسّخ أدواتها.

من هنا فقد، أهدت الباحثة كتابها إلى ذكرى الشيخات الراحلات؛ ممّن مثّل فنّ "العيطة" عبر تاريخه مثل: فاطنة بنت الحسين، والحاجة الحامونية، وعايشة بوحميد (مينة النُّوني)، والحاجة لطيفة المخلوفية، وزوهرة خربوعة، والحاجة الحمداوية، وحفيظة الحسناوية (هُوان)، وخديجة مركوم، وخديجة البيضاوية، وسعاد البيضاوية (ازْكيدَة)، والكوشية داهون، وخديجة لشكر، ومليكة المخلوفية.

يشمل الكتاب ستّ دراسات علمية، من بينها: "المرأة والموسيقى"، و"احتراف النساء للغناء في المغرب"، و"تحرير العيطة من خطاب الاستشراق"، و"البادية في العيطة الحصباوية"، و"أداء أغنية العلوة: مسار المقدّس والشهواني في المغرب"، كما يضم ألبوماً توثيقياً.

كما يسعى الكتابُ إلى الإسهام في إعادة الاعتبار لـ"العيطة"، التي صنّفتها "يونسكو" في قائمة التراث اللامادي للشعوب، والكشف عن مدى دمجها، باعتبارها جزءاً من التراث المغربي، بالأغنية المغربية وفنّانيها؛ بالإضافة إلى تقديم صورة مضادّة للتمثّلات الاستعمارية حول صورة الشيخات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي