محلل أمريكي: رحلة بايدن للشرق الأوسط... إحباط تام للكثير من الأمريكيين و الحلفاء

د ب أ- الأمة برس
2022-07-24

أغلق النظام الإيراني أيضا كاميرات الأمم المتحدة الخاصة بمراقبة برنامجه النووي وأعلن أنه لن يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية برؤية صور من هذه الكاميرات (ا ف ب)

واشنطن: يرى المحلل الأمريكي مجيد رفيع زاده، أن الكثير من الأمريكيين، إضافة إلى حلفاء الولايات المتحدة كان يحدوهم الأمل في أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط ، عن سياسة أكثر حزما تجاه النظام الإيراني بسبب سعيه لامتلاك أسلحة نووية وسلوكه المزعزع للاستقرار في المنطقة.

وقال رفيع زاده، رئيس المجلس الدولي الأمريكي للشرق الأوسط، في تقرير نشره "معهد جيتستون" الأمريكي إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تقتل صحفيا أمريكيا واحدا فحسب ، بل أنها احتفلت بميلادها عام 1979 باختطاف أكثر من 50أمريكيا من طاقم السفارة الأمريكية في طهران واحتجازهم كرهائن لمدة 444يوما. وبعد ذلك في عام 1983 ، قتلت إيران 241جنديا أمريكيا في ثكنات سلاح مشاة البحرية في العاصمة اللبنانية بيروت.

ولاتزال إيران تحتجز ستة رهائن أمريكيين بالإضافة إلى رفات رهينة آخر هو روبرت ليفينسون.

وبالإضافة إلى ذلك ، دعت إيران مؤخرا إلى اغتيال مسؤولين أمريكيين بارزين ، وهذه رواية حاولت إدارة بايدن التستر والتكتم عليها ، خشية أن تعرقل جهودها لمساعدة إيران على امتلاك قدرة نووية مع أكثر من تريليون دولار لإحياء ما تم وصفه بـ"الاتفاق الأسوأ الجديد" هسبما ورد تحليل لاذع كتبه ريتشارد جولدبيرج ، وهو مسؤول سابق بمجلس الأمن القومي وضابط استخبارات احتياط بسلاح البحرية.

وكتب جولدبيرج " إيران كانت تستخدم اسلوب الخداع في التعامل مع الاتفاق القديم منذ البداية وتستغل مكاسبه التي تجنيها منه لزعزعة استقرار الشرق الأوسط ، وهذا بالضبط ما سوف تفعله مرة أخرى".

ومع ذلك ، أكد بايدن مجددا الأسبوع الماضي أنه سوف يواصل اتباع الدبلوماسية ( ويمكن القول:الاسترضاء )وبذل الجهود لإحياء الاتفاق النووي الكارثي مع حكام إيران.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع بايدن في القدس ، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ، في إشارة للبرنامج النووي الإيراني ، قائلا " الدبلوماسية لن توقفهم ، الشئ الوحيد الذي سوف يوقف إيران هو أن تعلم أنه إذا واصلت تطوير برنامجها النووي ، فإن العالم الحر سوف يستخدم القوة".

وأضاف رفيع زاده "دعونا نستعرض ما فعلته دبلوماسية بايدن مع حكام إيران حتى الآن. فلدى النظام الإيراني للمرة الأولى في التاريخ يورانيوم مخصب كاف الآن لإنتاج قنبلة نووية ، وهى حقيقة اعترفت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ".

ووفقا للجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأمريكية ، فإن لدى إيران أيضا الآن" أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ (باليستي) من مختلف الأنواع "، الكثير منها قادر على حمل رؤوس نووية .

وأشار رفيع زاده إلى أنه بفضل نهج بايدن القائم على الدبلوماسية فقط ، نجح حكام إيران في دفع برنامجهم النووي إلى أعلى مستوى على الإطلاق، حيث يتم إنتاج معدن اليورانيوم وإضافة المزيد من أجهزة الطرد المركزي.

وأغلق النظام الإيراني أيضا كاميرات الأمم المتحدة الخاصة بمراقبة برنامجه النووي وأعلن أنه لن يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية برؤية صور من هذه الكاميرات.

وعلاوة على ذلك ، يرفض النظام الإيراني الإجابة على اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن جزئيات اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع نووية سرية لم يتم الإعلان عنها في إيران.

وذكرت الوكالة الدولية أن "إيران لم تقدم تفسيرات موثوقة فنيا بالنسبة لما توصلت إليه الوكالة من نتائج في هذه المواقع "، مضيفة " أنها لاتزال مستعدة للانخراط مع إيران بدون أي تأخير لحل كل هذه المسائل".

وبينما يمضي حكام إيران ليصبحوا دولة نووية ، فإن استرضاءهم هو الشغل الشاغل لإدارة بايدن .

وألغت إدارة بايدن تصنيف الحوثيين باليمن وهم وكلاء إيران، كمنظمة إرهابية أجنبية ، تقديرا لبدء الحوثيين في إطلاق صواريخ على أبو ظبي والسعودية .

ورفعت إدارة بايدن عقوبات عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين سابقين والعديد من شركات الطاقة وتبحث رفع العقوبات عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية اية الله على خامنئي.

وتواصل الإدارة الأمريكية أيضا غض الطرف عن السلوك المدمرالذي ينتهجه النظام الإيراني في المنطقة وفيرها من المناطق ، ويتمثل في أنشطة تشمل تهريب أسلحة للحوثيين وشحن نفط وأسلحة لفنزويلا و التحرش بسفن البحرية الأمريكية واستهداف قواعد أمريكية في العراق.

ووفقا لوزارة العدل الأمريكية ،تضمنت شحنات الأسلحة الإيرانية إلى فنزويلا أسلحة متقدمة مثل 171من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابا،ت وثمانية صواريخ سطح جو، ومكونات صواريخ كروز للهجوم البري ومكونات صواريخ كروز مضادة للسفن وطائرات مسيرة .

ويتم السماح لحكام إيران بحرية انتهاك العقوبات الأمريكية وقرارات مجلس الأمن ، حيث تعد شحنات الأسلحة للحوثيين في اليمن انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2140.

ووضح رفيع زاده أن أي إحياء للاتفاق النووي لن يؤدي إلا إلى أن يثري ماليا إيران ،التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بـ"أكبر دولة راعية للأرهاب ".

واختتم رفيع زاده تقريره بالقول إن النظام الإيراني دعا ، منذ تأسيسه في عام 1979، إلى "الموت لأمريكا " و"الموت لإسرائيل "، فهل هذه هى النتائج التي من المحتمل أن تريدها إدارة بايدن ؟.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي