"مجموعة فاجنر".. جيش بوتين الخاص متهم بارتكاب جرائم حرب في ثلاث قارات

د ب أ- الأمة برس
2022-07-23

"مجموعة فاجنر".. جيش بوتين الخاص متهم بارتكاب جرائم حرب في ثلاث قارات (ا ف ب)

نيويورك: يقول الدكتور لورانس إبه. فرانكلين، الذي كان مسؤولا عن شؤون إيران بمكتب وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، إن جيش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص، وهو مجموعة فاجنر، يواجه الإدانة من جانب خبراء الأمم المتحدة في مجلس حقوق الإنسان، ومحققين مستقلين، بارتكاب جرائم حرب وقتل المدنيين.

ومجموعة فاجنر هي ميليشيا مرتزقة روسية تعرض خدماتها " للمهام الحساسة في الخارج"، مقابل الوصول إلى ثروات الموارد الطبيعية للدولة المضيفة.

ويضيف فرانكلين، الذي خدم في الجيش الأمريكي، في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي أنه رغم أن مجموعة فاجنر قامت بدور في سوريا وأوكرانيا، فإن تدخلها المحلي وانتهاكاتها لحقوق الانسان كانت أكثر وضوحا في قارة أفريقيا. ففي مالي، بعد شهور قصيرة من وصول مجموعة فاجنر، تردد أنها كانت مسؤولة عن قتل 300 من المدنيين في بلدة مورا. ويتردد أن مقاتلي فاجنر، إلى جانب القوات المسلحة المالية، انتقلوا من منزل إلى منزل، والقوا القبض على الذكور وقتلوهم. وذكرت صحيفة "ذا صن" أنهم "لم يحاولوا معرفة من هو المتمرد ومن هو المدني. كانوا يريدون قتل الناس".

ويوضح فرانكلين أن مرتزقة فاجنر متهمون بارتكاب فظائع في ثلاث قارات: في سوريا، وعدة دول في أفريقيا، ومؤخرا في أوكرانيا. ومعروف عن مقاتلي فاجنر أنهم يقدمون المساعدة للنظم الديكتاتوربة، المتهمة هي نفسها بارتكاب جرائم ضد الانسانية. كما أن للمجموعة سجل في ارتكاب الأنشطة الاجرامية مثل السرقة، والاغتصاب، والاختطاف.

والمعتاد، هو أن مسلحي فاجنر يرابطون في المواقع الثرية للدولة المضيفة مثل أبار النفط، وحقول الغاز الطبيعي، ومشروعات التعدين. وبالتالي، فإن أفراد فاجنر يكونون غالبا في وضع يمكنهم بصورة غير قانونية من الاستفادة غير المشروعة من أنشطتهم شبه العسكرية.

وتقوم مجموعة فاجنر حاليا بمساعدة عدة أنظمة في منطقة أفريقيا جنوبي الصحراء. ومما يسهل عملياتها الإجرامية في أفريقيا قدرتها على تنظيم شبكات من شركات شل تخفي اختراقها الأساسي للشؤون الداخلية للدولة المضيفة.

وكانت مجموعة فاجنر تحركت سريعا لملء الفراغ الأمني الناجم عن سحب فرنسا خريف 2021 لقواتها الخاصة بمكافحة الإرهاب من مالي، في أعقاب تدهور العلاقات بين باريس وباماكو. وبدأت قوات فاجنر الوصول إلى مالي في الفترة بين أيلول/ سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر 2021. وبعد انتشارها في مالي بوقت قصير، ارتفع عدد القتلى من المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان بدرجة كبيرة.

وقال أحد المقاتلين السابقين في صفوف فاجنر، والذي عمل لمدة ثلاث سنوات في سوريا، للإذاعة العامة الوطنية الأمريكية في آواخر أيار/ مايو الماضي، إن فاجنر لديها متخصصون في عمليات التضليل ساعدوا في إخفاء الفظائع التي تم ارتكابها في مالي، وإلقاء اللوم على فرنسا في قتل المدنيين.

ويقول فرانكلين إن قوات فاجنر تحاول الآن القضاء على الشبكات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة مثل جماعة نصرة الاسلام والمسلمين في منطقة الساحل. ولا يزال القضاء لم يحدد ما إذا كانت مجموعة فاجنر أكثر أو أقل فاعلية من المستشارين الفرنسيين في أفريقيا بوجه عام، وفي مالي بوجه خاص، كقوة لمكافحة الارهابيين.

ويتركز وجود مجموعة فاجنر في جمهورية أفريقيا الوسطى حول جهود الرئيس فوستين تواديرا للبقاء في السلطة. وبرز تواديرا كزعيم لجمهورية أفريقيا الوسطى بعد انتصار جماعته في حرب أهلية دينية بين المسيحيين والمسلمين. وتكشفت جذور مجموعة فاجنر التي تميل للنهج النازي في جمهورية أفريقيا الوسطى عندما قتل أفرادها أكثر من عشرة أشخاص داخل مسجد التقوى في بامباري.

ويضيف فرانكلين أن أداء مرتزقة فاجنر كان سيئا في موزمبيق،عندما تم إرسالهم إلى هناك لمواجهة الجهاديين التابعين لتنظيم داعش في منطقة كابو ديلجادو الغنية بالغاز الطبيعي. ففي اشتباكين مع جماعة الشباب التابعة لداعش، تكبدت فاجنر سبعة قتلى. وتردد أن المجموعة التي لم يكن لديها استعداد لهذا القتال، انسحبت مصحوبة بالفشل من موزمبيق. وربما تفاجأ الروس بالأساليب الفعالة، والخبرة، والأسلحة الحديثة للمتمردين الإسلاميين. ومن الواضح أن مجموعة فاجنر لم تبق مدة طويلة في موزمبيق تمكنها من ارتكاب فظائع ضد المدنيين.

وأوضح فرانكلين أن قوات فاجنر التي كانت موجودة على الأرض في شبه جزيرة القرم عام 2014، تم نشرها في منطقتي دونيتسك ولوهانسك بأوكرانيا طوال الأعوام الثمانية الماضية، وأصبح لها وجود مركز في شرق أوكرانيا الآن. وهناك احتمال ضئيل بأنه سيكون لهؤلاء المرتزقة تأثير إيجابي كبير على حظوظ روسيا في أوكرانيا، حيث إن القوات الأوكرانية أكثر من ند لمقاتلي المجموعة. وفي أيار/ مايو الماضي، دمرت القوات الأوكرانية تجمعا كبيرا لقوات فاجنر، مما كان له تأثير سلبي على الروح المعنوية للقوات الروسية النظامية في تلك المناطق.

وكما هو الحال في كل مكان آخر توجد فيه قوات مجموعة فاجنر، كانت فرصتها الأكبر هي قتل المدنيين العزل. واتهم ممثلو الإدعاء الأوكراني اثنين من أفراد المجموعة من بيلاروس بقتل مدنيين بالقرب من كييف ونشروا صورهما، مما قد يساعد في أي محاكمات قد تجرى بعد انتهاء الحرب. كما تم اتهام مجموعة فاجنر بقتل مئات المدنيين العزل في بلدة بوشا الأوكرانية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي