13 قتيلًا بينهم طفل في اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين في العاصمة الليبية

أ ف ب - الأمة برس
2022-07-23

 

عناصر من "اللواء 444" التابع لوزارة الدفاع الليبية يتمركزون في مواقع في ضاحية عين زارة بطرابلس في ليبيا حيث وقعت اشتباكات في 22 تموز/يوليو 2022 (ا ف ب)

قُتل 13 شخصًا منهم طفل وأصيب 30، في اشتباكات عنيفة اندلعت ليل الخميس الجمعة 22 يوليو 2022م  بين مجموعتين مسلحتين في العاصمة الليبية طرابلس ولم تكفّ حتى مساء الجمعة.

بعد هدوء وجيز صباحًا، سُمع تبادل إطلاق نار كثيف بعد الظهر في شرق المدينة قرب حرم جامعة طرابلس ومركز طرابلس الطبي حيث لجأ الكثير من الناس خلال الليل هربًا من أعمال العنف، بحسب وسائل الإعلام الليبية ومراسلي وكالة فرانس برس.

وأسفرت الاشتباكات ليل الخميس عن "13 قتيلًا بينهم ثلاثة مدنيين أحدهم طفل يبلغ 11 عامًا، و30 جريحًا"، حسبما نقلت قناة ليبيا الأحرار عن جهاز الإسعاف الجمعة.

اندلعت الاشتباكات العنيفة في الأحياء الشرقية لطرابلس بعيد منتصف ليل الخميس بين مجموعتين مسلّحتين نافذتين في غرب ليبيا هما "جهاز الردع" و"كتيبة ثوار طرابلس" المرتبطتين بالسلطة التنفيذية، ما أثار ذعرا بين السكان في الشوارع المزدحمة والحدائق في ليلة صيفية حارة.

وقالت مصادر محلية إن اعتقال مجموعة مسلحة مقاتلًا ينتمي إلى المعسكر الآخر، شكل شرارة المواجهات التي دارت في أحياء عدة في المدينة.

وأشار مصور وكالة فرانس برس إلى أن اللواء "444" التابع لوزارة الدفاع الليبية تدخّل صباح الجمعة لوقف الاشتباكات، ووضع مركباته المسلحة في منطقة عازلة على دوار الفرناج (شرق طرابلس)، قبل أن يتم استهدافه بنيران كثيفة.

وأعلن المكتب الإعلامي لحكومة طرابلس أن رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة علّق مهام وزير الداخلية خالد مازن وكلّف وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي "بتسيير مهام وزارة الداخلية... حتى إشعار آخر".

وأشار الناطق الرسمي باسم مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية محمد حمودة في تغريدة إلى أن "جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب يُعلن التزامه بوقف الاشتباك بعد جهود متواصلة من رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس الوزراء".

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات العربات التي تركها أصحابها هربا من إطلاق النار.

- "غير مقبول" -

قال المختار محمد المحمودي، وهو رب عائلة من سكان منطقة الفرناج شرق العاصمة، "أمضينا الليلة في المخزن تحت الارض لتفادي الرصاص ولكن الاطفال لا يزالون خائفين ولا يريدون الخروج".

وتقع العديد من صالات الاحتفالات في منطقة الاشتباكات. ووجدت مئات النساء اللواتي كن يحضرن حفلات زفاف أنفسهن محاصرات وسط القتال وعاجزات عن العودة إلى ديارهن. وجاء المسعفون لمساعدتهنّ وتم اجلاؤهن إلى مركز طرابلس الطبي والمناطق الآمنة.

وقالت ميساء بن عيسى التي كانت تحضر حفل زفاف قريبتها مساء الخميس، لوكالة فرانس برس "لا أدري ما كان سيحلّ بنا أخواتي وأنا" لو لم "تسعفنا سيارة الإسعاف".

أمّا مالك البدري (27 عامًا) فاستخدم النظام العالمي لتحديد المواقع GPS ليتفادى الطرق الرئيسية لاصطحاب والدته من صالة الأفراح التي كانت فيها.

وقال "تمكنت من الوصول إليها من خلال سلوك طرق صغيرة وموحلة قرب مزارع ومنازل، بفضل خرائط غوغل. الله أعلم أين كان يمكن أن أصل في منتصف الليل، خصوصًا أنني لست من المنطقة".

واعتبر أن "طرابلس لن تعرف السلام لطالما بقيت هذه المجموعات المسلّحة هنا".

واعربت بعثة الامم المتحدة في ليبيا عن "قلقها البالغ" ودعت "جميع الليبيين لكي يبذلوا كل ما بوسعهم للحفاظ على الاستقرار الهش للبلاد في هذا التوقيت الحساس وممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومعالجة خلافاتهم عبر الحوار".

واعتبرت في بيان الجمعة ان "اي فعل يعرض ارواح المدنيين للخطر غير مقبول"، مطالبة "بالتحقيق في الأحداث وتحقيق العدالة من أجل الضحايا وأسرهم".

وقامت الخطوط الجوية الليبية بتحويل رحلاتها القادمة من القاهرة، وخطوط العالمية (غلوبال) القادمة من بنغازي، والتي كان من المقرر أن تهبط في مطار معيتيقة القريب من موقع الاشتباكات، إلى مصراتة الواقعة على بعد 250 كيلومترا شرق طرابلس.

ومساءً استؤنفت حركة الطيران بعدما عُلّقت لساعات عدة.

وتعكس هذه الاشتباكات الفوضى التي تغرق فيها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. ولا يزال الوضع الأمني في هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا مضطربا في ظلّ توترات متكررة بين جماعات مسلّحة غربًا.

ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل عام ونصف عام يرأسها عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عيّنها البرلمان في شباط/فبراير ومنحها ثقته في آذار/مارس وتتّخذ من سرت (وسط) مقرّاً موقتاً لها بعدما مُنعت من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي