
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - الأمة برس - صدر كتاب مُستطرف معاصر للكاتب والشاعر اليمني الكبير الراحل عبدالله البردوني، عن الهيئة العامة للكتب بصنعاء.
وقال عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة، "بدأ البردوني فكرة كتابة هذا المستطرف في ديسمبر من عام 1990م, وقد تركت المرحلة ظلالها عليه, وهذا الظلال يشبه ما يماثله في الزمن القديم, زمن كتابة المستطرفات القديمة, فالتسعينات من القرن العشرين – كما يقول البردوني نفسه في سياق تعليل كتابته لهذا المستطرف – لم تكن تومئ إلى غد, ولم تحمل رموزها وتباشيرها عبق الذي مضى من الزمن – إذ كانت مرحلة مضطربة أحدثت تفكيكاً للبنى العامة وانزياحاً في القانون العام والطبيعي, فالمستقبل كان مجهول القسمات, وشبح القلاقل والاضطرابات كان يهدد المجتمع".
وأضاف مراد، لقد كتب البردوني مستطرفه المعاصر ونشره تحت هذا العنوان في صحيفة الوحدة التي كانت متنفساً حراً لكل الكتاب, ولم يكن في مستطرفه هذا إلا معبراً عن موقفه وساخراً من واقعه, من خلال إعادة إنتاج دلالة السياق المتصل والمتقاطع بين المتن والواقع, فقد غام خيال المستقبل, فأصبح الميل الى التأمل والسخرية هو الملاذ حتى تتضح ملامح المرحلة.
وذكر عبدالرحمن مراد، إن كتب الكثير من الأدباء عن الفكاهة والنوادر والسخرية في الأدب المعاصر, لكن لم يكتب أديب عربي – حسب علمي – بمنهج المستطرفات القديمة سوى البردوني, فهو امتداد متجدد لمنهج المستطرفات, فإلى جانب النوادر تجد التحليل السياقي والمتقاطع, وتجد المعلومة, وتجد القضية, التي يود من خلالها التعبير عن موقفه, أو بيان ما يراه صائباً, لكن في نسقٍ من التعاطي مع نظرية التلقي التي شاعت وتداولها الأدباء في القرن العشرين.
وقال، لم يكن البردوني في مستطرفه هذا سوى باحث عن الفرادة والتميز بين أدباء عصره كعادته في نتاجه الفكري والأدبي, ولذلك حرصنا في الهيئة العامة للكتاب على طباعة هذا الكتاب, وندرك الفراغ الذي سوف يملأه في الوجدان الجمعي في ظروف قد تشبه زمن كتابته في حال, وتتغاير عنها في أحوال, إلا أن ثمة قاسماً مشتركاً يؤكد أهميته في هذه المرحلة.